جلال الشافعي ثورة شباب مصر، الشباب هم الثورة، مفجرو الثورات المصرية وشعلتها، وقود الثورة وصمام أمانها، القوي المعبرة عن الثورة، ميزان الثورة، صناع الثورة، شعارات وعبارات لم تأت من فراغ، ولكن لدور الشباب الكبير في نجاح ثور يناير، وكذلك قدرتهم الكبيرة على مخاطبة العالم أجمع، والتعبير عن أنفسهم ورفضهم الظلم في مشهد أبهر العالم أجمع. وتنبأ الجميع بمشاركة الشباب في الحياة السياسية، وأنهم أصبحوا النخبة السياسية الجديدة التي ستقود مصر من خلال تمكينهم وجميع الطبقات المحرومة سياسيا من المشاركة في ممارسة السلطة بآليات ومؤسسات فاعلة، وكذلك الحديث عن أن مصر أصبحت قادرة علي أن تكون نموذجا حضاريا عالميا بفضل شبابها الواعد. لكن للأسف لم تستعد مصر شبابها وحيويتها منذ ثورة يناير وحتى الآن مع خمس حكومات متعاقبة من المفترض وصفها ب «حكومات ثورية»، بداية من حكومتي عصام شرف والجنزورى في عهد المجلس العسكري ثم هشام قنديل في عهد محمد مرسي، وحكومة الدكتور الببلاوى. وجاء التشكيل الحالى لحكومة المهندس إبراهيم محلب، خاليا أيضا من الشباب ليثير كثيرا من التساؤلات حول السر فى تهميش الشباب، وعدم وجودهم فى المناصب التنفيدية، هل هناك نقص فى الكفاءات، أم يعود الأمر للخوف من وجودهم ضمن مؤسسات الدولة. المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، والمسئول الأول عن الشباب في مصر فاجأ «الأهرام العربي» بقوله: إن عدم تولى الشباب حقائب وزارية يأتي في مصلحتهم، موضحا أن الظروف التى تمر بها مصر في الوقت الحالي صعبة ومتغيرة وتحتاج للكثير من الخبرات لدي جميع المسئولين، في الوقت التي يفتقد فيه الشباب الخبرة الكافية لخوض مجال السياسة، وهو ما يزيد من صعوبة مهمتهم لتحقيق مطالب الشعب العاجلة في الوقت الراهن، مؤكدا أن وزارة الشباب قامت بدورها في هذا الشأن من خلال عمل عدة مؤتمرات، أبرزها مؤتمر مجلس نواب الشباب لتدريب الشباب على ممارسة العمل السياسي والأعمال البرلمانية والنيابية ومناقشة الأوضاع السياسية الحالية وإنجاز خارطة المستقبل، كما شدد علي ضرورة تحديد الوقت المناسب لتولي الشباب أي منصب وزاري، لأن عامل الوقت مهم جدا في تنفيذ هذه التجربة، مستندا بذلك علي إخفاق الإخوان أثناء توليهم الحكم واعتمادهم علي مجموعة من المنتمين للجماعة لإدارة الدولة، بصرف النظر عن قلة خبرتهم، ولا سيما أن الدولة في وضع غير مستقر، لذلك خرج الشعب بثورة عليهم وأصبح وجودهم غير مرغوب، لذلك يجب علينا عدم تكرار نفس الخطأ مع الشباب والحرص على عدم الدفع بهم بدون تدريب أو سابق خبرة عمل حتى لا نضحي بهم. فيما أبدى مصطفي حمودة وكيل مجلس الشورى السابق حزنه الشديد لمرور 3 أعوام كاملة علي الثورة، دون تعيين وزير شاب في أي من الحكومات الخمس التي تولت المهمة منذ ثورة يناير حتى الآن، علي الرغم من وجود نماذج شبابية عديدة تستطيع المشاركة في إدارة المرحلة الراهنة، وعن قلة الخبرة لدي الشباب يري حمودة أن الحكومات المصرية السبب في ذلك، نظرا لتجاهلهم للشباب منذ اندلاع الثورة، مطالبا الحكومة الحالية سرعة إصدار قرار بتعيين نائبين وثلاثة مساعدين لكل وزير ومحافظ من الشباب، لتدريبهم على العمل وإعدادهم ككوادر وصنَّاع قرار في المستقبل القريب، لأنه يري أن تعيين الشباب في مناصب نواب خلال الفترة المقبلة سيكون أفضل بكثير من توليهم مناصب وزارية مباشرة، وهو الشىء الذي يري أنه كان من المفترض فعله منذ ثورة يناير. ويري الناشط الثوري عصام الشريف أن غياب الشباب عن المناصب التنفيذية للدولة، يرجع إلي إصرار الدولة على عدم إعطاء الفرصة للشباب، وكذلك عدم الاعتراف بقيمة ما حققوه في ثورتي 25 يناير و30 يونيو، برغم أهمية ضخ الفكر الشبابي في مؤسسات الدولة في الوقت الحالي من أجل تطوير الروح وتجديد الدماء ، واعترض الشريف على فكرة توافر الإرادة لدي الشباب، مؤكدا أن هذا الكلام عار من الصحة وتستخدمه الجهات المختصة فقط من أجل الهروب من الحقيقة، برغم أنهم قادرون علي احتواء الشباب تدريجيا في أي منصب حتى يكتسب الخبرة الكافية والقدرة علي تولي مهام أي وزارة، مثل تجارب بعض الدول الأوروبية التى تولت الشباب فيها حقائب وزارية نتيجة أنهم تربوا في هذه الوزارات منذ تخرجهم. أما الناشط السياسي محمود عفيفي، فيرى أن غياب الشباب عن المناصب التنفيذية يرجع إلي تمسك الدولة بالعمل بنفس سياسة مبارك وهي تجاهل الشباب وعدم دمجهم في أي مناصب تنفيذية سواء وزارية أو محلية، والنظر إلى الشباب من نفس المنظور على أنهم مجرد أداة غيرة صالحة للقيادة، وهو ما ظهر في حكومة الببلاوي التي اعتمدت علي العواجيز فقط، وأكده محلب، عندما اكتفي بتغيير بعض الوجوه فقط في حكومته الجديدة، علي الرغم من أن هناك بندا في خارطة الطريق يؤكد تمكين الشباب.