أ ف ب شهدت ليبيا الاحد اعمال عنف جديدة في العاصمة طرابلس وفي بنغازي (شرق) حيث قتل شخصان احدهما فرنسي والثاني رجل امن وعثر على جثث خمسة اشخاص قتلوا بالرصاص، في ما يعكس مجددا الفوضى التي تعيشها البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي. وقال المتحدث الرسمي باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي المقدم إبراهيم الشرع ان "شخصين بينهما فرنسي الجنسية قتلا في بنغازي". واكدت وزارة الخارجية الفرنسية في باريس "اغتيال" المهندس الفرنسي باتريس ريال وعبرت عن "ادانتها باكبر قدر من الحزم (...) عملا شنيعا وجبانا"، داعية الى "البحث عن مرتكبيه ومحاكمتهم في اسرع وقت ممكن". وفي طرابلس اقتحم مساء الاحد عشرات المتظاهرين الذين كان بعضهم مسلحا مقر المؤتمر الوطني العام اعلى سلطة سياسية وتشريعية في ليبيا، مطالبين باستقالة النواب، مما ادى الى اصابة نائبين بالرصاص. وقال رئيس المؤتمر الوطني العام نوري ابو سهمين لقناة الانباء الليبية ان "عضوين (في المؤتمر) اصيبا بالرصاص حين كانا يحاولان مغادرة المكان بسيارتيهما"، متهما "متظاهرين مسلحين" باستهدافهما. وكان عمر حميدان المتحدث باسم المؤتمر قال للقناة ذاتها في وقت سابق "هناك اعضاء تعرضوا لاعتداء" موضحا انه تم الاعتداء على سيارات نواب. وقالت نائبة لوكالة فرانس برس ان متظاهرين معظمهم من الشبان، اقتحموا مقر المؤتمر وهم يهتفون "استقيلوا، استقيلوا". واضافت ان بعض المتظاهرين كانوا يحملون مديات وعصيا. وبحسب وسائل اعلام ليبية فان عضو المؤتمر العام عبد الرحمن السويحلي اصيب برصاصة حين كان يحاول الفرار من المكان. ويطالب المتظاهرون بحل المؤتمر العام ويحتجون على "خطف" متظاهرين السبت من المشاركين في اعتصام امام مقر المؤتمر بوسط العاصمة الليبية. ونددت وزارة العدل الاحد بخطف "شبان قدموا للتعبير عن رايهم". وكان ميلاد العربي احد المشاركين في الاعتصام الذي طالب بحل المؤتمر، قال في وقت سابق ان "مسلحين حضروا واطلقوا النار في الهواء واضرموا النار في خيمة اقامها المعتصمون امام مبنى المؤتمر". واضاف ان المهاجمين "خطفوا" متظاهرين من دون ان يحدد عدد هؤلاء. وافاد مصور وكالة فرانس برس ان سكان المنطقة عمدوا الاحد الى قطع طرق مطالبين بالافراج عن المتظاهرين المعتقلين. وافاد المتظاهرون ان المسلحين ينتمون الى "خلية عمليات ثوار ليبيا"، وهي مجموعة من الثوار السابقين تتبع للمؤتمر. واثار قرار المؤتمر العام تمديد ولايته حتى كانون الاول/ديسمبر 2014 استياء عدد كبير من الليبيين. وتحت ضغط الشارع، قرر المؤتمر في الاونة الاخيرة اجراء انتخابات مبكرة لكنه لم يحدد موعدها حتى الان. تعرض مقر المؤتمر العام عدة مرات لاقتحام من قبل متظاهرين احيانا مسلحين، للاحتجاج على قرار للمؤتمر العام او ضد الحكومة. وتمت مناقشة امن المقر والنواب في المؤتمر من دون التوصل الى حل جذري للمشكلة. وفي بنغازي، قال الشرع ان المهندس الفرنسي "قتل برصاص مسلحين مجهولين وسط مدينة بنغازي"، مشيرا الى انه "تلقى ثلاث رصاصات في جسده في منطقة رأس عبيدة وتم نقله الى أقرب مستشفى إليه وهو مستشفى الجلاء، لكنه فارق الحياة قبل وصوله". واضاف ان "سائقه الجزائري الجنسية نجا من الحادثة". وقال مصدر مسؤول في مركز بنغازي الطبي لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه أن "ريال هو أحد العاملين مع شركة فرنسية متعاقدة مع ليبيا لإتمام مراحل مركز بنغازي الطبي الإنشائية والتقنية والطبية". واوضح الشرع ان "تحقيقات فتحت في الحادثة وتبين وفقا لنتائجها الأولية أنه يعمل في الشركة ضمن مسؤولي الأمن الصناعي المدنيين". وكانت ليبيا تعاقدت مع الشركة الفرنسية في عهد القذافي الذي سقط إثر ثورة 17 شباط/فبراير 2011، في اطار اتفاقية بين ليبيا وفرنسا في المجال الطبي قضت بتزويد مركز بنغازي الطبي بعدة أطباء واستشاريين إضافة إلى الشركة المنشئة. ومركز بنغازي الطبي هو من أكبر المستشفيات الليبية على الإطلاق، ويتكون من ثلاثة أبراج بسعة 1200 سرير تم تشغيل برج واحد منها بعد الاتفاقية الليبية الفرنسية. من جهة اخرى، تحدث المصدر نفسه عن مقتل "عنصر أمني يعمل في جهاز الإسناد الأمني" في انفجار عبوة ناسفة الصقت بسيارته. وقال ان "عمران جمعة العبيدي الذي يفوق عمره الخمسين سنة وصل إلى المركز الطبي وقد فارق الحياة بعد ظهر الأحد". وأضاف أن "العبيدي توفي متأثرا بجروحه البليغة نتيجة انفجار عبوة ناسفة ألصقت أسفل سيارته في منطقة السلماني وسط مدينة بنغازي". واخيرا، قال الشرع ان قوات الأمن عثرت مساء الأحد على خمس جثث لأشخاص مجهولي الهوية في ضواحي مدينة بنغازي. وقال لفرانس برس ان "قوات الامن عثرت على اربع جثث لأشخاص تمت تصفيتهم بالرصاص وبدا عليهم آثار تعذيب في منطقة أبو مريم" الواقعة على بعد 50 كلم جنوب شرق مدينة بنغازي. وأضاف أن "جثة أخرى عثر عليها في منطقة جروثة (على بعد 30 كلم غرب بنغازي) وقد تم تصفية صاحبها بالرصاص". وأشار إلى أن "ظروف مقتل هؤلاء الخمسة الذين يجري نقل جثثهم الى مركز بنغازي الطبي لا تزال غامضة، وملامحهم تدل على انهم ليبيون".