مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية - أنَّ الحل الوحيد الذي يمكن اتخاذه عملياً على المدى القصير في جمهورية إفريقيا الوسطى؛ يتمثل في زيادة عدد الوحدات العسكرية الدولية فيها ولاسيما الأوروبية. وشدَّد "فيلتمان" في حديث لمراسل الأناضول - على هامش المباحثات التي يجريها في تركيا - على الحاجة الماسة إلى جهد إقليمي ودولي لوقف الجرائم التي ترتكب في إفريقيا الوسطى؛ نظراً لاتساع رقعة البلاد، مشيراً أنها تعيش مرحلة حرجة ستفتح الطريق أمام تطهير على أساس طائفي والانقسام إلى مسلمين ومسيحيين. وأوضح أن قوة الاتحاد الافريقي العاملة هناك؛ بحاجة إلى مساهمة ودعم الرأي العام الدولي في مجال الدعم اللوجستي والتمويل، مشيراً إلى أنَّ العمل جار على قدم وساق لإرسال وحدات عسكرية جديدة إلى المنطقة. وبيَّن "فيلتمان" أن السبل المتوفرة لدى الأممالمتحدة في إطار منع المجازر لا تملك الفعالية إلا على المدى البعيد، لافتاً إلى أنه حتى لو منحت الأممالمتحدة تفويضاً لقوة حفظ السلام؛ فإن بدء مهامها على الأرض سيتطلب 6 أشهر، وكشف أن الأمين العام للأمم المتحدة يجري مباحثات لتسريع وصول الدعم العسكري إلى المنطقة؛ وزيادة القدرة العسكرية في إطار حماية المدنيين. وعبَّر عن حاجة الأممالمتحدة للدعم العاجل لتتمكن من تقديم المساعدات الانسانية للذين حرموا من منازلهم، مشيراً إلى حصول عجز في الصناديق المخصصة للدعم الانساني، حيث إن ما تم جمعه يمثل أقل من ثلث الحاجة في هذا الإطار. وذكر أن الأممالمتحدة شكَّلت لجنة لتقصي انتهاكات حقوق الانسان في إفريقيا الوسطى، مشيراً أنه شجع رئيسة البلاد "كاثرين سامبا بانزا" على تقديم بعض المتهمين للعدالة كخطوة تمهيدية في هذا الإطار. وتطرق "فيلتمان" إلى الأزمة السورية والاتفاق الأخير حول إدخال المساعدات إلى مدينة حمص وسط سوريا؛ داعياً إلى منح سكان المدينة حرية الخروج أو البقاء فيها - مع ضمان الحماية لمن يرغب في الخروج -؛ وإيصال المساعدات الانسانية للذين اختاروا البقاء، وقال " ينبغي ألا يشعروا أنهم أسرى ". وحول الوضع الانساني المتدهور في سوريا أفاد "فيلتمان" أن 9 ملايين سوري بحاجة للمساعدات؛ منهم 2.5 مليون إنسان يصعب الوصول إليهم، فيما يوجد ربع مليون شخص في المناطق المحاصرة، مؤكداً أن الأممالمتحدة تفعل ما بوسعها للوصول إليهم. وأردف قائلا: " أن الأممالمتحدة لا تجد إلا الشكر الجزيل للكرم الذي أبدته تركيا إزاء استقبالها اللاجئين السوريين "؛ مشيراً أنها تستضيف ما يزيد عن 700 ألف لاجئ سوري. وكشف عن تشكيل الأممالمتحدة للجنة تقص لانتهاكات حقوق الانسان والجرائم المرتكبة بحق الانسانية في سوريا، مشدداً على أنها تعمل بجد لتوثيق الانتهاكات، وقال : " إنه لأمر مخيف أن يموت الناس من الجوع والتعذيب في القرن الحادي والعشرين، لاسيما أن ذلك يتم بشكل ممنهج ".