وكيل وزارة التربية والتعليم يتفقد مدارس الحسنة استعدادًا للعام الدراسي الجديد    «تعليم المنيا» تناقش العجز والزيادة في رياض الأطفال    الأسواق تترقب قرار احتياطي الفيدرالي .. وتوقعات بصعود حاد لأسعار الذهب    الجبهة الوطنية: الرئيس السيسي عبّر بوضوح عن نبض الشارع العربي    جامعة الدول العربية: فقرة «مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل» في بيان الدوحة ليست إلزامية    ماذا يعني تصريح نتنياهو ب«سنكون أشبه بأثينا وإسبرطة العظمى»؟    أهلي جدة يتأخر أمام ناساف في الشوط الأول    نجم الأهلى السابق: أُُفُضل استمرار جهاز عماد النحاس    ضبط بسكويت مجهول المصدر بأحد المخازن غير المرخصة بالإسكندرية    القبض على طفلين بعد إصابة ربة منزل بالحجارة داخل قطار بالمنوفية    إدارة ترامب تعلن التوصل أخيرًا إلى اتفاق مع الصين بشأن تطبيق تيك توك    محمد عفيفى ل"الوثائقية": اللى ميعرفش تاريخ شبرا لا يعرف تاريخ القاهرة    حكاية «ديجافو» الحلقة الثالثة.. شيري عادل تكتشف هويتها الحقيقية وتواجه أسرار الماضي الغامض    محمد عبود: رسالة الرئيس السيسي دفعت المعارضين في إسرائيل إلى الدعوة لتغيير نتنياهو    عمرو الليثي ونادية مصطفى ومي فاروق يقدمون واجب العزاء في أرملة الموسيقار سيد مكاوي    أليجرى: ميلان يسعى للتأهل لدوري الأبطال بأي ثمن ومودريتش إضافة استثنائية    احذر هذه المشروبات .. أضرار بالغة تصيب الجهاز الهضمى    جريمة تهز الوراق.. شقيقان ينهيان حياة شقيقتهما والسبب صادم    تسمم 3 شقيقات بسبب وجبة كشري في بني سويف    موفد مشيخة الأزهر ورئيس منطقة الإسماعيلية يتابعان برامج التدريب وتنمية مهارات شيوخ المعاهد    مونشنجلادباخ الألماني ينافس الأهلي على التعاقد مع مدير فني .. مالقصة؟    وزير الري: المياه عصب الحياة للمشروعات التنموية والعمرانية    شجار بين ركاب إسرائيليين على متن رحلة من تل أبيب إلى بوخارست    بإطلالة جريئة.. أحدث ظهور ل دينا الشربيني أمام البحر (صور)    ما حكم أخذ قرض لتجهيز ابنتي للزواج؟.. أمين الفتوى يوضح رأي الشرع    كيفية قضاء الصلوات الفائتة وهل تجزئ عنها النوافل.. 6 أحكام مهمة يكشف عنها الأزهر للفتوى    أستاذ بالأزهر يحذر من ارتكاب الحرام بحجة توفير المال للأهل والأولاد    الجريدة الرسمية تنشر قرار إسقاط الجنسية المصرية عن 3 مصريين    "مدبولي" يعلن بدء تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل بالمنيا    القليوبية تدعم التأمين الصحي بعيادات ووحدات جديدة (صور)    «باطلة من أساسها».. خالد الجندي يرد على شبهة «فترة ال 183 سنة المفقودة» في نقل الحديث (فيديو)    مؤتمر ألونسو: هناك شيء لم يتغير في كارباخال.. ومبابي أحد قادة الفريق    أبوريدة نائبًا أول لرئيس الاتحاد العربي لكرة القدم    مستشار الرئيس: القيادة السياسية تدعم جهود التنمية بالمحافظات بلا حدود    تأجيل محاكمة 25 متهمًا بخلية القطامية لجلسة 12 نوفمبر    مصدر أمني ينفي ادعاء شخص بتسبب مركز شرطة في وفاة شقيقه    تقديم الخدمات الطبية ل1266 مواطناً ضمن القافلة المجانية بقرية طاهر في كفر الشيخ    الفجر بالإسكندرية 5.16.. جدول مواعيد الصلوات الخمسة في محافظات مصر غداً الثلاثاء 16 سبتمبر 2025    البنك المركزى يستضيف الاجتماع الأول لمجموعة عمل "تقرير الاستقرار المالي الإفريقي"    أرباح شركة دومتي تتراجع بنسبة 94% خلال النصف الأول من عام 2025    حاكم يوتا الأمريكية يكشف أسرارًا عن المتهم بقتل تشارلي كيرك.. ما هي؟    الدكتور هشام عبد العزيز: الرجولة مسؤولية وشهامة ونفع عام وليست مجرد ذكورة    طبيب نفسي في ندوة ب«القومي للمرأة»: «لو زوجك قالك عاوزك نانسي عجرم قوليله عاوزاك توم كروز»    رابط نتائج الثالث متوسط 2025 الدور الثاني في العراق    ترامب يهدد بإعلان «حالة طوارئ وطنية» في واشنطن لهذا السبب    إسماعيل يس.. من المونولوج إلى قمة السينما    قيمة المصروفات الدراسية لجميع المراحل التعليمية بالمدارس الحكومية والتجريبية    نشر الوعي بالقانون الجديد وتعزيز بيئة آمنة.. أبرز أنشطة العمل بالمحافظات    نبيل الكوكي يعالج الأخطاء الدفاعية فى المصري بعد ثلاثية الزمالك    منافسة شرسة بين مان سيتي ويونايتد على ضم نجم الإنتر    «التضامن»: صرف «تكافل وكرامة» عن شهر سبتمبر بقيمة تزيد على 4 مليارات جنيه اليوم    بدء أعمال إزالة عقار حوض ال18 الآيل للسقوط فى الأقصر    رضوى هاشم: اليوم المصرى للموسيقى يحتفى بإرث سيد درويش ب100 فعالية مختلفة    صوفيا فيرجارا تغيب عن تقديم حفل جوائز إيمي 2025.. ما السبب؟    ضبط ومصادرة 90 من المخالفات فى حملة لشرطة المرافق وحى غرب سوهاج    البنك الأهلي المصري يتعاون مع «أجروفود» لتمويل و تدريب المزارعين    6 شهداء بينهم أطفال في غارة إسرائيلية على خيمة نازحين بغزة    رياضة ½ الليل| سر إصابة زيزو.. الأهلي في الفخ.. شكوى جديدة لفيفا.. ودرجات مصر ب «تشيلي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحاول القفز على ثورة يناير وتدعى أنها امتداد للثورة الإسلامية.. إيران تخترق مصر ب«الإعلام»!
نشر في الأهرام العربي يوم 04 - 02 - 2014


سوزى الجنيدى
حاولت إيران القفز على الثورة المصرية، والادعاء بأنها امتداد لثورتها الإسلامية منذ اللحظات الأولى لثورة 25 يناير، وتسارعت منذ ذلك الحين وتيرة الدعوات الإيرانية للإعلاميين ورجال الأعمال المصريين لزيارة طهران وأصفهان ومدينة قم، وزادت محاولات الاستقطاب داخل طبقة النخبة وصناع الرأى، خصوصا التيار الناصرى، وهو أسلوب يستخدمه العديد من الدول لخلق رأى عام موال لها
واستمرت المحاولات الإيرانية المستمرة على مدى الثلاث سنوات الماضية لاختراق النخبة المصرية، حيث يتم عادة اختيار صحفيين فى جرائد مختلفة يغطون أماكن حساسة مثل الرئاسة ووزارتى الخارجية والدفاع للسفر إلى إيران لمدة لا تقل عن أسبوع، وبعضهم سافر أكثر من خمس مرات على مدى عامين، بل إن بعضهم للأسف نسى الصحافة وتحول إلى مقاول أنفار لتجميع الصحفيين وتنظيم رحلات لهم إلى إيران بالتنسيق مع السفارة الإيرانية والسفير مجتبى أمانى القائم بالأعمال، والذى يعد من أذكى وأنشط السفراء داخل مصر، وللأسف أيضا أحيانا ما يعود البعض من الزملاء الإعلاميين منبهرين بما شاهدوه ليكتبوا ما تريده طهران بالضبط، حتى إن البعض منهم الذى سافر عدة مرات عاد ليكتب أن الثورة المصرية بالفعل امتداد للثورة الإيرانية، والبعض الآخر قام بإصدار كتب فخمة الطباعة عن أهمية العلاقات المصرية - الإيرانية والتقدم الذى تم فى طهران بدون معرفة الممول الحقيقة لتلك الإصدارات الفخمة.
وللحقيقة والتاريخ أيضا فليس كل الإعلاميين المصريين الذين سافروا سمحوا بأن يتم إجراء غسيل مخ لهم أو أن يتم توجيه انتقادات لبلادهم وللرئيس الراحل أنور السادات بسبب اتفاق السلام المصرى - الإسرائيلى بشكل مباشر من المسئولين الإيرانيين، فقد شهدت بعض اللقاءات تجاذباً وصل أحيانا إلى حد الصدام فى الرأى، ومنها لقاء حضرته شخصيا فى ربيع 2012 لوفد إعلامى مصرى مع على أكبر ولاياتى، المستشار السياسى والدولى للقائد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، وأمين عام المجمع العالمى للصحوة الإسلامية فى إيران، ودار اللقاء حول طبيعة الثورات فى إيران ومصر والعلاقات بين البلدين وعملية السلام مع إسرائيل واتفاقية كامب ديفيد، ودور الرئيس الراحل أنور السادات.
فرداً على سؤال حول مستقبل العلاقات مع مصر، أشار ولاياتى أن تقييمنا هو أن الشعب المصرى كان رأيه مخالفا للسادات، لأن مصر منحت أراضى إسلامية للكيان الإسرائيلى، عندما اعترفت بإسرائيل، لأن فلسطين دولة إسلامية، وإذا اعترفت دولة بإسرائيل فكأنها منحت بعض الأراضى الإسلامية لها، وهذا أمر لا يمكن قبوله.
وهنا علق الزميل محمد مصطفى، مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، بأن هذا المنطق مرفوض، وأن إيران نفسها اعترفت بدولة أرمينيا المسيحية والتى استولت على جزء من أراضى أذربيجان المسلمة، بل إن إيران ساندت أرمينيا ضد أذربيجان.
وعندما وجهت له سؤالاً حول أن النظام السورى لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل منذ 33 عاما لاسترداد أرضه المحتلة، فكيف تثق به إيران والشعوب العربية؟ أجاب ولاياتى: يجب علينا حتى فى الأمور العسكرية لابد أن نتدبر أمورنا وليست كل المواجهات لابد أن تكون مباشرة، لكننا شاهدنا خلال السنوات الماضية وقوف النظام السورى مع المقاومة اللبنانية وحماس ولا نرى أى دولة عربية إلا سوريا وقفت مع المقاومة المسلحة ضد إسرائيل .
وأضاف، "شاهدنا لأول مرة كسر إسرائيل من جانب حزب الله ومن جانب حماس فى غزة"، مضيفا أن مصر قد أسقطت دولة حسنى مبارك وسقطت معه، ما فعله حرب غزة من حصار الفلسطينين، وإقامة الجدار الفولاذى ومنع أهل غزة من الخروج منها. إن ما يحدث فى مصر وتونس هو موجة جديدة من الصحوة الإسلامية بعد الثورة الإسلامية فى إيران.
وهنا علقت محررة " الأهرام العربى" بأن هذا الكلام غير دقيق لأن مصر كانت هى أول من كسر شوكة إسرائيل فى حرب 73 ، وأن مصر قدمت آلاف الشهداء والتضحيات العديدة فى حروبها ضد إسرائيل على مدى عقود، ووقفت وحدها تواجه إسرائيل ويجب ألا يزايد عليها أى أحد لم يقدم ولو ثمن هذه التضحيات، بل على العكس كان أثناء حرب 73 يتعاون بكثافة مع إسرائيل . مؤكدا أن ثورة 25 يناير تختلف بشكل جذرى عن الثورة الإيرانية ولا تمت لها بصلة.
وحاول الدكتور ولاياتى التخفيف من حدة المناقشة، فسارع بالقول: "عندما قامت ثورة يوليو عام 1952 كنت تلميذا فى المدرسة، وكنت أشعر بالفخر لمقاومة عبد الناصر للاستعمار والصهيونية وإصراره على صلاة الجمعة عندما كان يزور موسكو وجهوده لوحدة الشعوب العربية، وهو ما لم يتعارض مع الوحدة الإسلامية ولم يؤثر على مصلحة الدول الإسلامية، وكان عبد الناصر حتى نهاية عمره ضد الاستعمار والصهيونية".
والحقيقة أننا لا يمكننا أن نلوم إيران أنها تريد وتسعى منذ سنوات وبتكثيف على مدى الثلاث سنوات الماضية اختراق المجتمع المصرى، خصوصا النخبة، فهذا ما تفعله دول أخرى عديدة وأولهم الولايات المتحدة، ولكن الأهداف الإيرانية فى هذه المرحلة ربما تكون مختلفة، فطهران تسعى أن تكون الأقوى إقليميا، لكن السؤال، وماذا عن الدور المصرى الذى بالتأكيد سيخصم النفوذ الإيرانى الشيعى منه؟ والأمر المؤكد أن الانكفاء المصرى الحالى على المشاكل الداخلية لن يستمر للأبد، بل ستستطيع مصر خلال هذا العام على الأكثر الوقوف على قدميها مجددا بعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لتعود للساحة الإقليمية، لتقف أمام الصفقات المراد بها إضعاف الأطراف العربية السنية فى مقابل الدولة الفارسية الشيعية سعيا من الغرب لمزيد من الفتنة بين السنة والشيعة لإضعاف الإسلام بشكل عام.
وجاءت أخيرا تصريحات الجنرال محمد رضا نقدى، قائد قوات التعبئة (الباسيج) فى إيران، وهى قوات شبه عسكرية تتكون من متطوعين من المدنيين «ذكور وإناث»، وتتبع الحرس الثورى الإيرانى لتدق ناقوس الخطر مجددا، حيث أكد نقدى أن إيران تسعى لتطويق إسرائيل بإنشاء وحدات لقوات الباسيج فى مصر والأردن، ثم عادت وكالة الأنباء الإيرانية لتؤكد أن الجنرال لا يقصد حرفيا قوات عسكرية إيرانية فى البلدين فى نفى أقرب للتأكيد، وهو ما جعل مصدرا عسكريا مصريا يرد بسرعة أن القوات المسلحة المصرية لن تسمح بوجود أى ميليشيات مسلحة أجنبية داخل الأراضى المصرية، مؤكدا أن من يحاول التسلل إلى مصر سيكون مصيره الموت.
ويؤكد مصدر دبلوماسى إيرانى مطلع ل «الأهرام العربى» أن تصريحات الجنرال نقدى تم تحريفها بالإساءة إلى العلاقات، مشيرا إلى أن التصريحات كانت تتحدث باللغة الفارسية عن المقاومة الشعبية داخل لبنان وفلسطين ضد الكيان الصهيونى وعن المقاومة بشكل إستراتيجى وليس تنفيذيا، ولم يشر قائد الباسيج إلى نشر أو دعم أو تعزيز إيرانى لقوات أو ميليشيات أو غيرها فى مصر والأردن، واصفا ما نشر بأنه تضليل إعلامى ليس فيه أى شىء من الحقيقة.
وكان السفير مجتبى أمانى، القائم بالأعمال الإيرانى فى القاهرة، قد أكد فى تصريحات سابقة أن تلك التصريحات تم تحريفها، حيث كان الجنرال نقدى يشرح مشروع المقاومة داخل المنطقة ضد الكيان الصهيونى خصوصا فى لبنان وسوريا وفلسطين، ويوضح أن الحلقات ستكتمل بانضمام باقى شعوب المنطقة لهذه المقاومة للوقوف أمام غطرسة الكيان الصهيونى الغاصب، ولم يشر قائد الباسيج إلى إنشاء قوات أو تدخل إيرانى فى الشئون الداخلية لمصر والأردن.
الرئيس الإيرانى حسن روحانى، من جانبه حاول إرسال رسائل تطمين للجميع، حيث أكد اعتزام حكومته انتهاج سياسة الحد من التوتر مع الجميع، لكن تلك التصريحات لم تنجح فى التقليل من القلق من دول المنطقة وتزايد النفوذ الإيرانى، خصوصا مع الإدراك أن الولايات المتحدة تريد استخدام إيران فى إطار استمرار إستراتيجيتها لمنع الإرهاب من الوصول إلى أراضيها، وإعطاء انطباع بأنها لا تقود حربا صليبية جديدة، إيران الوحيدة التى يمكن أن تتشاور بفاعلية مع منظمات مثل داعش وجبهة النصرة وغيرها من المنظمات المتصلة بالقاعدة سواء فى سوريا أم العراق أم اليمن أم السودان أم القرن الإفريقى، كما أن إيران لا تستطيع خسارة استثماراتها السياسية والعسكرية فى سوريا، ولا حزب الله فى لبنان، ولا فى أفغانستان والعراق.
إيران تريد اعترافا أمريكيا - غربيا ودوليا لها بدور إقليمى قوى، خصوصا إذا تعهدت طهران بأن هذا الدور لن يهدد إسرائيل أو تدفق النفط الخليجى الذى بدأ يفقد قوته الإستراتيجية بعد اكتشاف آبار للنفط داخل المياه الإقليمية الإسرائيلية وتحقيق الاكتفاء الأمريكى من النفط على أراضيها، لهذا ربما يصر بعض المسئولين الإيرانيين أن ثورة25 يناير كانت امتدادا للثورة الإسلامية، فإيران تريد أن تثبت مدى تأثيرها، وأن تكون شرطى المنطقة وبيدها المفتاح للشرق الأوسط الجديد، وربما الراقص الوحيد خصوصا إذا نجحت فى رقصتها مع المنظمات المتطرفة واستطاعت احتواءها وإبعاد خطرها الكبير عن الولايات المتحدة، أى نجحت فى الدور المرسوم أمريكيا، بجانب زيادة النفوذ الشيعى لمواجهة المد السنى الإسلامى حتى داخل الدول الغربية نفسها.
ويشير السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية السابق وأحد المتخصصين فى الشأن الإيرانى، أن طهران تمثل جزءا من القوى الإقليمية غير العربية التى تقف على حدود العام العربى، وهى وريثة الإمبراطورية الفارسية التى قضى عليها المد الإسلامى العربى، مضيفا أن إيران سعت وبصراحة لتصدير ثورتها الإسلامية بعد مارس1979، بل إن وزير الخارجية الإيرانى فى ذلك الوقت قالها صراحة بالحرف الواحد: "سنصدر الثورة الإسلامية إلى مصر "، ويضيف هريدى أنه وللأسف فإن صعود النفوذ الإيرانى داخل منطقة الشرق الأوسط تزامن مع الانسحاب للدور المصرى القوى بعد معاهدة كامب ديفيد، والذى أدى لوجود فراغ كبير لم تستطع قوى عربية أخرى سواء عراق صدام حسين أم سوريا الأسد ملئه، وسارعت إيران على مدى السنوات الماضية لتملأه، خصوصا أن سوريا والتى وجدت نفسها وحدها بعد كامب ديفيد اضطرت للجوء للتحالف مع إيران والتى استخدمت الورقة الفلسطينية لمزيد من اختراق العالم العربى.
ويشير هريدى أن إيران تسعى للدفاع عن نفسها وعن الشيعة فى كل العالم وهى تستخدم ورقتين أولهما الملف الفلسطينى وثانيتهما ملف الشيعة، مضيفا أن الولايات المتحدة تسعى لإبعاد خطر طهران عن تل أبيب واستخدام النفوذ الإيرانى فى الشرق الأوسط ووسط وجنوب آسيا لصالحها.
ويوضح أن المصالح الأمريكية الإيرانية فى العراق وأفغانستان ليست متعارضة كما يتصور البعض، فإسقاط حكم طالبان السنى كان يوم عيد لطهران، نظرا لأنه كان من أقوى المعادين للشيعة داخل أفغانستان ومنطقة جنوب آسيا، كما أن الغزو الأمريكى للعراق كان هدية كبرى لطهران بعد إسقاط صدام حسين ونظامه، مما شفى غليل إيران التى حاربها صدام لسنوات.
ويحذر السفير حسين هريدى من سقوط وتفتيت سوريا، لأن ذلك سيضر بالأمن القومى المصرى والعربى، ويزيد من انتشار الجماعات الإرهابية والمتطرفة مثل القاعدة المنتشرة حاليا فى عدة دول بالمنطقة، مما سيزيد من الفوضى فى المنطقة لعقود طويلة مقبلة، وللأسف فإن دولا مثل تركيا وإيران ستقوم بالتنسيق معا لتقسيم مناطق النفوذ والمغانم، لهذا فمن الضرورى أن تكون لمصر قيادة قومية قوية تستطيع. إدارة دفة السفينة بيد قوية وسط الأمواج العاتية الحالية فى فترة غاية الخطورة يراد فيها إعادة رسم توزيع القوة فى المنطقة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.