رويترز خففت بريطانيا يوم الاربعاء (29 يناير كانون الثاني) من موقفها وأعلنت انها ستبدأ برنامجا لقبول المئات من أكثر الفئات ضعفا من اللاجئين السوريين وبينهم ضحايا الاغتصاب والتعذيب. وفي خطاب أمام البرلمان أكدت وزيرة الداخلية تريزا ماي مجددا على تقييم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للوضع في سوريا بأنه "أكبر أزمة لاجئين في زماننا." وقالت "أكثر من 100 الف شخص قتلوا والتقارير الموثوق فيها عن الاستخدام الممنهج للتعذيب والموت جوعا تبعث على الاشمئزاز تماما. ملايين الأشخاص الأبرياء فروا من منازلهم. هناك الآن اكثر من 11 مليون سوري في حاجة ماسة بينهم ستة ملايين ونصف مليون نازح داخل سوريا وأكثر من 2.3 مليون لاجئ في دول مجاورة نصفهم على الأقل من الأطفال. الأعداد مذهلة وحجم الأزمة هائل." وأوضحت ماي الخطوط العريضة للبرنامج أمام البرلمان الذي شمل أعضاء من حزب المعارضة الذي سبق ان انتقد الحكومة لعدم الانضمام لخطة الاممالمتحدة بخصوص اللاجئين وتخلفها عن دول غربية مشاركة أيضا مثل فرنسا والمانيا. وقالت ماي ان الحكومة قدمت دعما للأمم المتحدة بقبول اللاجئين السوريين على أساس حالة بحالة دون رفض الموافقة على قبول حصة بموجة خطة الاممالمتحدة لاعادة توطين 30 الفا من اكثر الحالات ضعفا. واضافت "هذا البرنامج ..نظام نقل الأشخاص المعرضين للخطر..سيبنى على ثلاثة مبادئ. الأول اننا مصممون على ضمان ان ان تكون مساعدتنا مستهدفة بحيث يكون لها أبلغ الأثر على اللاجئين الأكثر عرضة للخطر. البرنامج سيركز على الحالات الفردية حيث سيكون الاجلاء من المنطقة هو الخيار الوحيد للتعامل معها. سنعطي الاولوية بشكل خاص لمساعدة الناجين من التعذيب والعنف والنساء والاطفال المعرضين للخطر أو في حاجة للرعاية الطبية ممن ترشحهم لنا المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتجدة لنقلهم. هذا (الطريقة) حيث يمكن ان نقدم من خلالها اسهاما مميزة كمملكة متحدة." وتابعت انه لم يتحدد بعد موعد وصول الدفعة الاولى من اللاجئين. وتقول بريطانيا انها ثاني أكبر مانح للمساعدات الانسانية لسوريا حيث قدمت 600 مليون جنيه استرليني (995.07 مليون دولار) حتى الان. ومنحت بريطانيا نحو 1500 سوري حق اللجوء في العام الماضي لكنها لم توافق على قبول حالات مباشرة من المخيمات. وقالت ماي في خطابها ان الهدف النهائي هو الوصول الى حل سلمي لانهاء الازمة في سوريا. واضافت "هدفنا هو تسوية سلمية تمكن من انتقال سياسي ونهاية للعنف في سوريا. هذا هو السبيل الوحيد لتهيئة الظروف لجميع اللاجئين السوريين لفعل أكثر ما يريدون فعله - العودة الى منازلهم وأرزاقهم في سلام." وتفيد بيانات الاممالمتحدة بأن الصراع السوري الذي قتل فيه أكثر من 130 الف شخص أدى ايضا الى خروج نحو 2.3 مليون لاجيء من بلدهم.