عماد أنور بعد عام حافل من الإنجازات، على رأسها مساهمته فى وصول منتخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، بالإضافة إلى تسجيله الهدف رقم 400 فى تاريخه بعالم الساحرة المستديرة، استحق البرتغالى كريستيانو رونالدو عن جدارة التتويج بالكرة الذهبية كأفضل لاعب لعام 2013.. لكنها الجائزة التى استقبلها رونالدو بالدموع.. وأثارت ردود فعل متباينة فى الوسط الرياضى العالمى. ويبدو أن النجم البرتغالى الملقب ب "الدون"، والذى نجح فى القضاء على احتكار الأرجنتينى ليونيل ميسى للجائزة لمدة 4 أعوام متتالية، كان على ثقة فى التتويج، لذلك ذهب إلى زيورخ لحضور حفل تسليم الكرة الذهبية، الذى يقيمه الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" ومجلة فرانس فوتبول الرياضية الشهيرة، بصحبة 7 من أصدقائه وأقاربه. وأثار الاختيار حفيظة بعض خبراء الرياضة على مستوى العالم، خصوصاً أن تفوق رونالدو، جاء على حساب الثنائى ليونيل ميسى، نجم برشلونة الإسبانى، صاحب المركز الثانى، والفرنسى فرانك ريبيرى، لاعب وسط بايرن ميونخ الألمانى، الذى جاء فى المركز الثالث. وإذا كان ليونيل ميسى قد خرج من حسابات المشاركين فى التصويت، نظرا للإصابات المتكررة التى لاحقته هذا الموسم، إلا أن البعض أكد أحقية ريبيرى باللقب، لما قدمه من إنجازات مع فريقه الألمانى، وقيادته للفوز بلقب دورى أبطال أوروبا، حتى إن اللاعب نفسه قد صرح من قبل بأنه قام بتجهيز مكان خاص فى منزله للكرة الذهبية. والمثير أيضا، أن فرحة الجماهير الفرنسية، كانت كبيرة بفوز رونالدو بالجائزة، على الرغم من أن فرنسا هى البلد التى ينحدر منهاوخسارة مواطنهم ريبيرى، حيث أشارت الاحصاءات إلى أن أكثر من 60 من الفرنسيين أيدوا ترشيح البرتغالى بالجائزة، وعلى العكس باتت الجماهير الألمانية ليلة حزينة عقب خسارة نجم بايرن ميونخ الجائزة. وما دفع البعض لانتقاد "الفيفا" هذا العام، هو أن المعطيات كلها كانت تشير إلى أن الاختيار سيقع على رونالدو، قبل الإعلان عن الجائزة بأكثر من شهرين، وذلك بعد قرار الفيفا بتمديد باب التصويت حتى 29 نوفمبر، وهو ما سمح بضم ثلاثية رونالدو في مرمى السويد في الملحق المؤهل إلى مونديال 2014 إلى إنجازات اللاعب، لكن التمديد لم يخدم ريبيرى. ونسبت الصحف الإسبانية إلى رئيس نادى بايرن ميونيخ أولي هونيس قوله: إن عدم فوز ريبيرى بالجائزة، يعد مؤامرة كبيرة، مؤكدا أن هناك أشخاصاً تدخلوا لعدم فوزه بالجائزة، مؤكدا أحقية لاعبه بالفوز بالكرة الذهبية، بعد أن ساهم مع فريقه بالفوز ببطولة الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا، فضلا عن قيادة منتخب بلاده للتأهل إلى المونديال. بينما انتقد رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الفرنسي ميشيل بلاتيني بشدة عدم فوز ريبيري بالكرة الذهبية، واعتبر أن عدم تتويج لاعب حقق جميع الألقاب الجماعية الممكنة يوحى بوجود مشكلة، مؤكدا أن ما حدث جعله واثقا أن الفائز خلال السنة المقبلة أو التي ستليها سيكون ميسي أو رونالدو. وقال بلاتينيى: إنه خلال 50 سنة مضت، كانت الكرة الذهبية تتخذ الإنجازات الجماعية كمقياس لاختيار الفائز، مؤكدا أنه منذ أن أصبح ال"فيفا" يتدخل في الكرة الذهبية، غابت الشفافية. أما رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لوجريت، أكد أنه حزين لعدم فوز ريبيري بالكرة الذهبية، مشيراً إلى أن رونالدو قدم موسماً عظيماً واستحق التتويج. وقال لوجريت في تصريحات لراديو "مونت كارلو الدولي": كنت أتمنى فوز ريبيري بجائزة الكرة الذهبية، وذلك بعدما قدم موسماً مميزاً وحقق نجاحات عديدة معنا ومع فريقه بايرن ميونيخ، والعالم كله أجمع على ذلك. وأضاف، أن رونالدو الفائزة بالكرة الذهبية أستحقها أيضاً لأنه قدم موسماً عظيماً، والثلاثة رونالدو وريبيري وميسي يعتبرون ثلاثياً كبيراً وعظيم، وكل منهم يستحق الفوز. وعلى العكس تماما، جاءت تصريحات الأرجنتينى ليونيل ميسى، حيث قال: إن رونالدو يستحق الكرة الذهبية للعام 2013، عن جدارة واستحقاق. وأكد ميسى فى تصريحات لصحيفة «آس» الرياضية الإسبانية، أن رونالدو قام بجهد رائع هذا العام، ولهذا استحق هذه الجائزة، مشيرا إلى أنه اختيار عادل. بينما وضحت خيبة الأمل على الفرنسي ريبيري، وقال لموقع صحيفة «بيلد» الألمانية: « كنت أود الفوز بهذه الجائزة، لكن لا بأس، فنحن لاعبى بايرن ميونيخ وأنا فى المقدمة نشعر بالفخر لتواجدنا هنا». وأضاف: «أنا سعيد لأن كل شيء انتهى الآن، لكن ماذا يمكنني أن أفعل أكثر من إحراز كل شيء مع بايرن ميونيخ؟ أنا لست أنانيا، وما يهمنى هو الفوز بجميع الألقاب مع بايرن ميونيخ وأن أصبح بطلا للعالم مع منتخب بلادى.