ا ش ا رولا سليمان رائدة في مدينة طرابلس بشمال لبنان. انها تدير الكنيسة الانجيلية الوطنية الأمر لذي يجعلها أول امرأة تشغل منصب راعي كنيسة في لبنان والمنطقة كلها. ورولا سليمان ولدت في طرابلس لأب سوري يتبع الكنيسة المشيخية وأم لبنانية كاثوليكية فنشأت في بيئة متدينة ودرست اللاهوت في بيروت قبل ان تعمل مستشارة تعليمية في البقاع. وفي عام 2008 طُلب من رولا العودة الى مدينتها لكي تساعد في رئاسة الكنيسة الانجيلية بشكل مؤقت. وكان هذا الطلب بمثابة النقطة التي غيرت مسار حياتها. وقالت رولا سليمان لتلفزيون رويترز "ثائبت الظروف شوي انه القسيس سافر لظروف عائلية. سافر ع أميركا وبقيت الكنيسة بحالة انه ما فيه حدا وما طلبوا راعي. وصارت الأمور أوتوماتيكيا انه انا دارسة لاهوت ففي مجال انك توعظيهن لهالشهر. وشهر ورا شهر يعني استلمت فترة ست سبع أشهر تقريبا. وبشكل تلقائي مثلا حدا مريض فبدي أروح أزوره.. بدي أصلي له. والناس لما أجت بدها تطلب راعي بالكنيسة اكتشفت انه ليه بدنا نطلب حدا غيرها طالما هي عم تعمل هاي الخدمة. وبأتخيل انه هيدا اللي ساعد القرار انه يطلع اللي هوه بلبنان وبالشرق كمان ما انه موجود انه امرأة تعمل راعي كنيسة." ومر الآن خمس سنوات ورولا سليمان راعية للكنيسة الانجيلية الوطنية في طرابلس حيث ترأس الصلوات والاجتماعات وتزور المرضى وترعى أتباع كنيستها. وتواجه رولا سليمان العديد من التحديات من بينها مخاوف المسيحيين من ان تؤدي الحرب في سوريا المجاورة وتدفق السوريين السنة على لبنان الى الاضرار بالتوازن السكاني الهش في البلاد لاسيما في طرابلس. لكن التحدي الأكبر في بلد لا تزيد نسبة المرأة من القوى العاملة فيه عن 23 في المئة تمثل في قبول قيامها بدور راعي الكنيسة. وقالت رولا سليمان "اللي ساعد انه انا بنت الكنيسة وصار فيه علاقة بيني وبينهن. فالناس اللي موجودة واللي هن اصلا فكرهن شرقي يعني الناس اللي قاعدين بالكنيسة اعضاء الكنيسة تخطوا فكرة النوع (بالانجليزية). يعني ما عدنا نفكر انه انثى او ذكر. لا بدنا نحن قسيس ذكر صاروا يفكروا انه هل عم تحضر هل وعظتها حلوة هل عم ترعى الكنيسة هل عم تخدم بقلبها، فصاروا يحكوا اكتر على الجودة (بالانجليزية) وما عادوا يحكوا اكتر على الجنس. فهيدا بأتخيل انه فرق عمل فرق." وفي استطلاع حديث للرأي بشأن حقوق المرأة أجرته مؤسسة تومسون رويترز استطلعت خلاله آراء الناس في 22 دولة عربية جاء لبنان الذي كان يعرف فيما مضى باسم "سويسرا الشرق" في المركز السادس عشر او السابع من أسفل. وجاء تصنيف لبنان الذي تشغل النساء فيه نسبة ثلاثة في المئة فقط من مقاعد مجلس النواب في مرتبة أسوأ من الصومال في أربع فئات هي النساء في السياسة والنساء في الاقتصاد والنساء في العائلة والحقوق الانجابية للمرأة.