علاء عزت إذا عرف سبب خيبة الآمال، بطل الحزن علي السقوط في المونديال. بعيدا عن التصريحات المغلفة، سابقة التجهيز التي برر بها كل مسئولي الأهلي إخفاق الفارس الأحمر في المونديال، فإن " الأهرام العربي " التي كانت هناك في قلب الأحداث، ترصد ما يدور خلف الكواليس في أغادير ومراكش، تكشف لكم عن الأسباب الحقيقية، بعيدا عن شماعة الظروف، وبعيدا أيضا عن نغمة " ليس في الإمكان أبدع مما كان ". وفات علي مسئولي الأهلي بداية من حسن حمدي، رئيس النادي، مرورا بهادي خشبة، مدير قطاع الكرة، وسيد عبد الحفيظ، مدير الكرة، نهاية بمحمد يوسف، المدير الفني، وهم يرجمون الفشل في كأس العالم بطوبة الأحوال السياسية العصيبة التي تمر بها مصر، وأنها ألقت بظلالها القاتمة علي مسيرة الأهلي في مونديال الأندية بالمغرب، ونستثني لاعبي الأهلي لأنهم كانوا أكثر شجاعة بالاعتراف بمسئولية الفشل، نذكرهم أن الأهلي في نفس هذه الظروف، حقق إنجازا في بطولة العام الماضي بإحراز المركز الرابع، والظروف السياسية في مصر لم تختلف كثيرا في العام الحالي 2013، عن ظروف 2012، بل كان من المفترض أن يحقق الأهلي إنجازا أفضل من الذي حققه في اليابان، كون أنه في المغرب لعب في ظروف أفضل، بداية من الظروف المناخية، حيث إنه لعب في أجواء ربيعية بالمغرب مقارنة باللعب وسط الثلوج في اليابان، والسيكولوجية ونعني فارق التوقيت الذي كان يعاني منه اللاعبون عندما كانوا في اليابان، نهاية بالدعم الجماهيري، حيث إنهم خاضوا مباراة جوانجزو الصيني، مدعمين بمؤازرة هستيرية قوية من الجماهير المغربية قبل الجماهير المصرية. إذن فإن الحديث عن الظروف، كل الظروف السياسية، والمناخية، والجماهيرية مرفوض ومردود عليه. خطيئة يوسف! أسباب الفشل، وأول تلك الأسباب، هو الخطأ، بل الخطيئة الفنية الكبرى التي ارتكبها محمد يوسف، المدير الفني، والذي أجبر لاعبيه علي خوض مباراة ودية في اليوم التالي لوصولهم إلي المغرب، وكانت أمام فريق المغرب الفاسي، دون مراعاة لإجهاد اللاعبين من رحلة السفر، ودون أن يمنحهم فرصة التعود علي الأجواء الجديدة وخوض ولو مران واحد، وكانت النتيجة سقوط نصف اللاعبين تقريبا مصابين، وخسر الفريق جهود لاعبه الدولي المخضرم سيد معوض، الذي عاد للقاهرة حتي قبل أن تبدأ البطولة، كما سقط زميله المدافع شريف عبد الفضيل، وغاب عن مباراة جوانجزو، واضطر يوسف لإشراك عدد من اللاعبين برغم شكواهم من الإصابة، وكان وائل جمعة، هو الاستثناء من قاعدة الإجبار علي اللعب، وإن وجد في قائمة البدلاء، وهو ما كشف عنه أكثر من لاعب في تصريحات خاصة ل « الأهرام العربي «، وقال أحد المدافعين حرفيا: « كابتن يوسف خلص علينا قبل البطولة «. سوق تيكيدا! ومن المشاهد السلبية التي رصدتها « الأهرام العربي « داخل كواليس فندق « ريو تيكيدا « حيث كان مقر إقامة بعثة الأهلي في مدينة أغادير قبل خوض مباراة جوانجزو، أن الفندق كانت أشبه ب « سوق عكاظ «، حيث امتلأ عن آخره بالإعلاميين ومن ثم الجماهير، برغم أن سيد عبد الحفيظ، سبق له قبل سفر البعثة، أعلن أن الفندق سيكون مغلقا علي الفريق فقط، وأنه سيرفع شعار « ممنوع الاقتراب أو التصوير «، قبل أن نكتشف أن الأمر كان «سداحا مداحا» كما يقول المثل الشعبي، وسمح للجماهير والإعلاميين بالإقامة فيه، وهو الأمر الذي أثر سلبا علي تركيز اللاعبين، وهو عكس تماما ما كان يحدث في اليابان. وكان من السهل علي أي فرد مهما كانت هويته أن يدخل الفندق ويحتك باللاعبين بطريقة مباشرة سواء للحديث أم لالتقاط الصور التذكارية.. علما بأن الجماهير كلها كانت من أعضاء رابطة الألتراس، وكثيرا منهم علي خلاف مع اللاعبين، وتمكنت القنوات الفضائية المصرية والمغربية والعربية والأجنبية من فرض إقامتها الجبرية في بهو الفندق .. وأقيمت الأفراح والليالي الملاح، وهو الأمر الذي أثار غضب عدد كبير من اللاعبين الذين وجدوا أنفسهم صيدا سهلا للجميع.. وهو الأمر الذي أزعج مندوب الفيفا الذي تم تكليفه بمرافقة بعثة الأهلي في محل الإقامة وفي كل تحركاتها. معاقبة أبوتريكة سرا في الوقت الذي مازلنا نري ونسمع فيه مسئولي الأهلي من كبيرهم إلي صغيرهم يتباكون حزنا علي اعتزال نجم الفريق محمد أبوتريكة، وتأكيد الجميع علي أنهم سيقاتلون من أجل إقناعه بالتراجع عن قراره، اكتشفت « الأهرام العربي « من قلب الكواليس أن هناك قراراً سرياً بمعاقبة اللاعب علي خلفية ظهوره في صورة التقطت له مع فتاة مغربية رفعت شعار « رابعة «، وذلك بحرمانه من حضور أي حفل لتكريمه من الأشقاء في المغرب، سواء كانت التكريمات رسمية أم جماهيرية، ورفض خالد مرتجي، عضو مجلس الإدارة، والذي ترأس البعثة في المغرب حضور أبوتريكة لاحتفالية كانت في الأصل مقامة علي شرفه، وتعلل مرتجي بأنه يرفض حضور أي لاعب لأي احتفالية علي هامش البطولة، والغريب أنه سمح لوائل جمعة، باعتباره قائدا للفريق بحضور الاحتفالية نيابة عن رفيقه في غرفة الإقامة محمد أبوتريكة، وبرغم هذا نجح المغاربة في اختراق فندق الإقامة، والتقاء أبوتريكة للاحتفاء به وتكريمه بشكل خاص ومنحه كماً كبيراً من الهدايا، وكل هذا تمت في « بهو « الفندق، دون أن تدري إدارة البعثة! لكن الأمر اختلف كثيرا عندما تحول الفريق من مدينة أغادير إلي مدينة مراكش وتحديدا داخل فندق « أطلس « لخوض مباراة تحديد المركز الخامس أمام مونتيري المكسيكي، وليس لأن إدارة البعثة كانت حازمة، ولكن لأن كل الأضواء الإعلامية والجماهيرية انفضت من حول الأهلي عقب هزيمته فى المباراة الأولى أمام جوانزو. «الغاضب» متعب سيطرت حالة من الغضب المكتوم علي عماد متعب، مهاجم الأهلي بعد مباراة جوانجزو الصيني، في أولي مباريات الأهلي ببطولة كأس العالم للأندية، ولم يكن الغضب نتيجة الهزيمة فقط، والتي حرمت الأهلي من بلوغ المربع الذهبي، بل زاد غضبه بعد أن قام محمد يوسف، المدير الفني للفريق بسحبه من الملعب وإشراك زميله المهاجم الموريتاني دومينيك دا سليفا، وهمس متعب قائلا: « إنه خرج من الملعب وهو في قمة الغضب، وأنه رفض إثارة أي أزمة أو الكشف ولو بوجهه عن امتعاضه من خروجه كونه كان كابتن وقائد الفريق في المباراة في ظل غياب القائد الرسمي وائل جمعة «. وقال متعب لزملائه خلف الكواليس: « المشكلة الأكبر أن الذي شارك بدلا مني هو لاعب بارد الدم ولا يمتلك أي غيرة علي الفريق « في إشارة إلي زميله دومينيك. دون قصد منه، كذب الدكتور إيهاب علي، طبيب فريق الأهلي، محمد يوسف، المدير الفني بشأن إصابة لاعب الوسط حسام عاشور. وكان يوسف قد أكد في المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراة الأهلي وجوانجزو والتي انتهت بهزيمة الأهلي بهدفين دون رد، أنه اضطر لسحب عاشور من الملعب بناء علي إصابة تعرض لها اللاعب.. فيما أكد طبيب الفريق أن عاشور ليس مصابا لو اعتزل أبوتريكة سينهار الأهلي اتفق كل لاعبي الأهلي علي أن فريقهم الأحمر سيتعرض لهزة عنيفة، قد يعقبها انهيار تام، في حال اعتزال زميلهم محمد أبوتريكة. وقال أحمد فتحي ل « الأهرام العربي «: « إذا رحل أبوتريكة ووائل جمعة سينهار الفريق لا محالة «. وتابع جوكر الفريق الأحمر: « أبوتريكة وجمعة ليس فقط مجرد لاعبين مهمين ومخضرمين، إنهما عمودا الفريق». أما وليد سليمان، فقد أكد أنه في حال رحيل أبوتريكة سيكون الأهلي بلا كبير، مؤكدا أن أبوتريكة ليس مجرد فقط لاعب موهوب، ولكن بات الآن هو القائد الحقيقي للفريق، وهو القدوة والمثل الأعلى لكل زملائه».. ونفس اعترافات فتحي وسليمان رددها وأقر بها كل لاعبي الأهلي بلا استثناء. أما الغريب في الأمر أن هناك لاعبين هددوا بالرحيل في حال اعتزال أبوتريكة، وأكدوا أنهم ليس بمقدورهم أن يتحملوا المسئولية في المرحلة المقبلة بدونه.