أ ف ب اختتم اليوم (الأربعاء 20 نوفمبر/تشرين الثاني)المؤتمر الافرو-آسيوي الأول لرياضة المرأة، الذي استضافته الكويت على مدى ثلاثة أيام وأسفر عن تقديم أكثر من خمسة عشر ورقة عمل تم خلالها استعراض المشكلات التي تعوق تعزيز مشاركة النساء في الرياضة الأولمبية والحلول المقترحة للنهوض بها. اقيم المؤتمر بدعوة من الشيخ احمد الفهد رئيس اتحاد اللجان الاولمبية الوطنية (انوك) ورئيس المجلس الاولمبي الاسيوي الذي اعتبر ان المرأة تجاوزت مرحلة المشاركة لتبدأ مرحلة البحث عن الانجازات النوعية. شهد المؤتمر مشاركة واسعة من الرياضيات مثلن نحو 100 دولة في قارتي آسيا وأفريقيا، فضلا عن رئيس اتحاد اللجان الاولمبية الافريقية السنغالي لاسانا بالنفو، وعدد من اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية كالمغربية نوال المتوكل نائبة الرئيس والاميركية انيتا ديفرانتز والاوكراني سيرغي بوبكا. وقال الفهد "ان انعقاد هذا المؤتمر فرصة لتبادل الخبرات بين القيادات الرياضية في البلدان المتنوعة. لقد طلبنا وضع الحلول للمشاكل التي تعوق المرأة من ممارسة الرياضة كمشكلة الحجاب في بعض الدول العربية والاسلامية ومشكلة البطلة الاولمبية وهذه هي الخبرة الأساسية من هذا المؤتمر والتي يستفاد منها ومن نتائجها في البلدان الاعضاء في مختلف القارات". واضاف "كنا في منتهى السعادة ونحن نراقب ونتابع مشاركة اللاعبات الخليجيات في أولمبياد لندن ومشاركتهن مع رياضيات العالم، وهي خطوة تحسب للقيادات السياسية والرياضية الخليجية لإيجاد بيئة مناسبة للمرأة لتمارس الرياضة التي ترغب، وأعتقد أننا تجاوزنا مرحلة المشاركة والآن نبحث عن الانجازات النوعية". من جهته، اشاد بالنفو بالجهود الكبيرة التي يقوم بها الشيخ أحمد الفهد في تعزيز وتنمية الرياضة الآسيوية والأفريقية، وامل ان يشكل هذا المؤتمر فرصة لازالة الحواجز وتطوير رياضة المرأة في القارتين الافريقية والاسيوية. ورقة العمل الابرز في المؤتمر تقدمت بها نائب رئيس لجنة المرأة والرياضة في اللجنة الأولمبية الدولية نوال المتوكل، بعنوان "كسر الحواجز: نحن محررو منطقتنا"، والتي قالت فيها: "واجهت عددا كبيرا من الحواجز في حياتي مثل معظم النساء الأخريات، وتمكنت من التغلب عليها، واليوم علينا أن نعمل رجالا ونساء من أجل التغيير. وأضافت ان "تغيير السياسات ليس الحل الوحيد، بل على النساء أن يخضن معركة التغيير ضمن البيئة التي يعشن فيها. على المرأة أن تتغلب على الحواجز النفسية الداخلية، وتجدد وعيها الذاتي وتتبنى مواقف إيجابية، ويمكنها من خلال العمل الجاد الوصول إلى أهدافها". وأضافت: "على مدى السنوات ال30 الماضية كان هناك زخم حقيقي نحو المساواة بين الجنسين في مجال الرياضة، وبسبب العمل الدؤوب وتصميم المرأة في العديد من البلدان أصبحنا نرى أعدادا متزايدة من الفتيات الرياضيات في كثير من أنحاء العالم، واليوم حان الوقت للمرأة لتحقيق ريادتها، وهو ما سيساعد على بناء عالم أفضل لبناتنا، وهذا هو سبب وجودنا هنا". كما قدمت رئيس لجنة المرأة والرياضة في اللجنة الأولمبية الدولية أنيتا ديفرانتز ورقة عمل بعنوان وجهة نظر اللجنة الاولمبية الدولية بعنوان "أين كنا في البداية، و أين نحن الآن؟" ركزت فيها على كيفية تطور اللجنة الأولمبية الدولية من حيث تعزيز وتمكين المرأة في الرياضة. وقالت: "ان الحركة الأولمبية قطعت شوطا كبيراً على طريق المساواة بين الجنسين في الرياضة وأمامنا عمل كبير للوصول المساواة التامة وتمكين المرأة من المشاركة الرياضية الفعالة". وأضافت: "كانت دورة الألعاب الأولمبية في العصور القديمة مفتوحة فقط للرجال،. دورة الألعاب الأولى في العصر الحديث التي أقيمت عام 1896 في أثينا شارك فيها الرجال فقط. ثم دخلت النساء هذه الألعاب ولكن بنسبة منخفضة لا تتعدى 2 في المئة من مجموع المشاركين". وقالت إن "اللجنة الأولمبية الدولية ركزت في سياساتها على زيادة فرص مشاركة، وهكذا ازداد حجم مشاركة المرأة في الألعاب الأولمبية بشكل مطرد، خاصة منذ قررت اللجنة الأولمبية الدولية في عام 1991 أن أي دورة ألعاب يجب أن يشارك فيها الرجل والنساء". وأوضحت أن "ألعاب لندن شهدت في العام الماضي أكبر عدد من النساء الرياضيات في تاريخ الالعاب الاولمبية. ومثلت النساء أكثر من 44 في المئة من مجموع المنافسين، وذلك بوجود فرق من المملكة العربية السعودية وقطر وبروناي وغيرها، ومع إدراج الملاكمة النسائية ضمن الألعاب الأولمبية تنافست النساء في كل أنشطة البرنامج الأولمبي، ومع ذلك لا تزال الفجوة واسعة بين الجنسين من حيث المشاركة". ومضت قائلة "لا تزال عقبات كثيرة في المنظمات الرياضية تعيق وصول المرأة إلى مواقع المسؤولية والقرار، وحتى عام 1995 لم تكن اللجنة الاولمبية الدولية قررت بعد إنشاء لجنة للمرأة، وفي 2004 أصبح هناك لجنة لشؤون المرأة والتي كان لي شرف رئاستها"، مضيفة "اللجنة وضعت استراتيجية لضمان إعطاء الفتيات والنساء فرص متساوية للانخراط في الرياضة، وتشمل هذه الاستراتيجية العمل على ثلاثة مجالات هي: برنامج الألعاب الأولمبية، وتعزيز القيادات الرياضة النسائية، وحملة قوية لتحقيق المساواة بين الرجال والنساء في جداول الأعمال الرياضية". كما قدمت الفائزة بجائزة من قبل اللجنة الاولمبية الدولية عام 2013 القطرية أحلام سالم المانع ورقة عمل بعنوان "إلهام وتمكين الفتيات"، قالت فيها: "هناك العديد من المواقف والأحداث الرياضية وغير الرياضية قد تكون مصدرا للإلهام وتمكين المرأة من الرياضة بوصفها أداة للتنمية". وأضافت: "شخصيا لمست في تجربة قطر مساع كبيرة لتطوير رياضة المرأة، فعلينا دعم النساء وتشجيعهن على مواصلة المهمة"، فضلا عن جلسات عديدة ركزت على ضرورة تعزيز دور المرأة في المجال الرياضي.