د ب أ بدأ الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة جولتهما الثانية من مفاوضات تحرير التجارة في بروكسل اليوم الاثنين بعدما هددت اتهامات بالتجسس الأمريكي بانهيار الثقة بين الحلفين التقليديين. وكان من المقرر أصلا أن تنطلق محادثات شراكة التجارة والاستثمار عبر الأطلنطي "تي تي آي بي" مطلع تشرين أول/ أكتوبر، لكن تأجلت بسبب توقف أنشطة الحكومة الأمريكية على خلفية الخلاف السياسي في واشنطن بشأن الميزانية. ومنذ ذلك الحين، ظهرت تفاصيل بشأن مدى التجسس الأمريكي الذي يستهدف مواطنين في العديد من الدول الأوروبية ما أثار مخاوف جديدة في أوروبا بشأن الدخول في اتفاقية للتجارة الحرة مع واشنطن. وقال أحد المسؤولين الأوروبيين القريبين من المفاوضات يوم الجمعة الماضي إن "هناك ربما بعض مسائل الثقة المثارة"، لكنه شدد على أن الأمر لن يكون موضوعا مدرجا في مفاوضات التجارة. وقال المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته إن "التجسس ليس قضية نبحثها في اتفاقية /تي تي آي بي/ بل إنها حتى ليس للاتحاد الأوروبي اختصاص خاص عليها". وتتعلق المسائل الاستخباراتية بالسلطة الوطنية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وقررت ألمانيا وفرنسا التعامل مع اتهامات التجسس مباشرة مع واشنطن داعية الدول الأخرى بأن تحذوا حذوهما. ومن البداية على أية حال، كانت خصوصية البيانات وتدفق البيانات العابرة للحدود قضية حيوية في مفاوضات شراكة التجارة والاستثمار عبر الأطلنطي إلى جانب الزراعة ومعايير سلامة الأغذية وتحقيق انسجام للقواعد التنظيمية مثل وضع مقاييس للسلامة بصناعة السيارات. يذكر أن الرسوم الجمركية بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة متدنية بالفعل إذ تبلغ في المتوسط أربعة بالمئة ما يعني أن المكاسب الأعظم ستكون في تقليل اللوائح والعقبات البيروقراطية والحواجز الأخرى غير الجمركية. ويأمل الجانبان أيضا أن يقودا الطريق نحو تشكيل معايير عالمية. وتعهد كل من الاتحاد الأوروبي الولاياتالمتحدة بعدم إضعاف المعايير القائمة بينهما خلال العملية التفاوضية. وشدد المسؤول الأوروبي قائلا: "نحن لن نذهب إلى التشكيك في مستويات الحماية". ومن المتوقع أن تركز مفاوضات التجارة هذا الأسبوع في بروكسل على الخدمات والاستثمار والطاقة والمواد الأولية والمسائل التنظيمية، وفقا للمفوضية الأوروبية. لكن المفاوضين لا يزالون في "مرحلة استكشافية"، وفقا للمسؤول الأوروبي الذي أضاف أن المفاوضات ستأخذ جولة أخرى "لتحديد مناطق الخلاف بشكل أكثر وضوحا وأي من القضايا التي قد تستلزم بعض من قوع الدفع السياسية". ومن المقرر أن تجرى جولة ثالثة من المفاوضات في منتصف الشهر القادم في واشنطن. ويرأس وفد المفاوضين الأوروبي، المفوض التجاري الأوروبي كارل دي جوشت وفي المقابل يرأس الممثل التجاري الأمريكي مايكل فرومان وفد بلاده. وأوضح المسؤول الأوروبي أن الطرفين يخططان لتقييم ما تم إحرازه من تقدم مطلع العام القادم. وعبر المسؤولون عن أملهم خلال الجولة الأولى من المفاوضات التي جرت في تموز/ يوليو في أن تنتهي في غضون 18 إلى 24 شهرا. ووفقا للمفوضية، يتمتع الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة بالفعل بأكبر شراكة تجارية بينية في العالم إذ يشكلان ما يصل إلى 40% من الناتج الاقتصادي العالمي. ووفقا لتقديرات مركز ابحاث السياسة الاقتصادية، يمكن أن تضيف الاتفاقية التجارية الطموحة 119 مليار يورو (160 مليار دولار) إلى اقتصاد الاتحاد الأوروبي و95 مليار يورو للاقتصاد الأمريكي سنويا.