رويترز قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني اليوم الخميس إن موقف السعودية وإسرائيل إزاء إيران واحد لكن التعاون بينهما صعب نظرا لاستمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقالت ليفني التي تقود الآن المحادثات مع الفلسطينيين "عندما تسمع السعوديين يتحدثون عما ينبغي عمله لمنع إيران (من أن تتسلح نوويا) فإن ذلك يبدو مألوفا." ومضت تقول "اعتقد أن اللهجة العربية تبدو قريبة من اللهجة العبرية حين يتعلق الأمر بإيران." ومن النادر الربط بهذا النحو بين أهداف السعودية وإسرائيل اللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية. وتخشى كل من السعودية وإسرائيل أن تكون طهران تعمل على تطوير أسلحة نووية وأنها تتطلع إلى تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط بينما تقول إيران إن أنشطتها النووية ذات أهداف سلمية خالصة. وزاد إحباط السعودية مما تعتبره ضعفا أمريكيا في مواجهة الحرب الأهلية في سوريا ومن تواصل واشنطن دبلوماسيا مع طهران في الآونة الأخيرة وهي مخاوف تشاركها فيها إسرائيل. وجاء في برقيات دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس قبل ثلاث سنوات أن العاهل السعودي الملك عبد الله حث الولاياتالمتحدة مرارا على مهاجمة إيران لوضع حد لبرنامجها النووي. وألمحت إسرائيل أيضا إلى عمل عسكري وعبرت عن استعدادها لأن تمضي منفردة لمنع إيران من التسلح النووي. وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة أمام الكنيست الأسبوع الماضي بالقواسم المشتركة النادرة بين المصالح الإسرائيلية والعربية وقال إنها قد تساعد في دفع مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. لكن ليفني لمحت إلى أن هذا أمر غير واقعي وقالت في مؤتمر نظمته صحيفة جيروزالم بوست إن الدول العربية تريد أن ترى أولا تقدما في صنع السلام الإسرائيلي الفلسطيني قبل أن تفكر في تغيير سياستها تجاه إسرائيل. وقالت ليفني التي كانت تتحدث بالإنجليزية "إن منع إيران من امتلاك سلاح نووي يتطلب تعاونا مع من يرون أن إيران تشكل تهديدا لهم أيضا." وأضافت "لكن من المؤسف أن الصراع المفتوح مع الفلسطينيين يجعل من المستحيل أو من الصعب للغاية أن يعملوا مع إسرائيل." وفي الأسبوع الماضي أشارت السعودية إلى الفشل الدولي في منح الفلسطينيين دولة كأحد الأسباب التي دعتها لرفض شغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقالت ليفني "من الواضح جدا الآن أن مصلحة دولة إسرائيل (و) المعتدلين أو البراجماتيين في المنطقة واحدة... ومن ثم فإننا في حاجة إلى أن نواصل معا الضغط على إيران... وأن نمضي في الوقت نفسه قدما في عملية السلام." وكانت القضيتان على جدول أعمال اجتماع مطول في روما بين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الأربعاء كشف عن خلافات بينهما حول القضية الإيرانية. وطالبت إسرائيل مرارا بتفكيك برنامج إيران النووي بينما ارتأت الولاياتالمتحدة أن المطلوب هو ضمانات أفضل لضمان سلميته. واستؤنفت مباحثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية في يوليو تموز بعد توقف استمر ثلاثة أعوام. وقالت ليفني "لا يمكنني أن أطلعكم اليوم على ما نفعله تحديدا في قاعة المفاوضات لكن الفكرة الأساسية هي الحاجة إلى إنهاء الصراع." وأضافت "ولكي نحقق ذلك علينا معالجة جميع القضايا الجوهرية" في إشارة إلى حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية والترتيبات الأمنية ومستقبل المستوطنات والقدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين. وقالت إن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني قررا أنه "لن يتم الاتفاق على أي شيء إلا بعد الاتفاق على كل شيء" مما يعني عمليا استبعاد أي اتفاق مؤقت يعتقد أن كثيرا من الزعماء الإسرائيليين يفضلونه. وفي مدينة رام الله في الضفة الغربية وصف مسؤول فلسطيني كبير المحادثات بأنها صعبة للغاية.