مهدى مصطفى مصر ليست مستعمرة غربية. والشعب المصرى أقوى من إمبراطورية الشر الأمريكية، وأعرق من جواسيسها المتمصرين، أو الذين ولدوا عرضا فى هذه البلاد المحروسة.. وثورة 30-6 فجرها المصريون الخالصون لوجه الله والوطن، ردا على ربيع أمريكى مشبوه ضرب العصب الحساس فى غفوة من حراس هذا البلد. ذهبت الغفوة، واستيقظ المصريون، وخرجوا فى واحدة من أعظم ثورات البشر، منتصرين على أكبر مؤامرة واجهتها مصر منذ محمد على باشا إلى الآن، ونجحوا فى كسر هذا الربيع الصهيونى، ومن خاضوا المعركة فى الشوارع لم يكن من بينهم متدربون أو ممولون أو حاملو جنسيات غير وطنية. وأنت تعرف كمقاتل، فى أعظم جيوش الأرض، أن النصر أو الشهادة هما جوهر وظيفتك، أما السياسة فعرض زائل، وشعب ثورة 30 – 6، فوضك فى خوض حرب هى الأضخم، فمسرحها يتسع لكل بلاد الشرق الأوسط، وبعض البسطاء يعتقدون أن فض مظاهرة فى إشارة رابعة أو النهضة أو حتى تصفية مجموعات شاردة فى سيناء هو كل المطلوب، وهذا اعتقاد خاطىء، فالمعركة أوسع نطاقا. ورأينا كيف سرب الأمريكيون مقاتلى القاعدة من سجون العراق وليبيا بعد ثورة 30 -6 للوصول إلى مصر، وكيف سارع أوباما إلى إرسال كاثرين آشتون المفوضة العليا للاتحاد الأوروبى للقاء مرسى فى معزله، ثم زيارة وليم بيرنز، نائب وزير خارجية أمريكا ولقاءاته السرية مع رجال واشنطن لتحويل مصر إلى معسكرين، وأظن أن ذلك لا يغيب عنكم. وهذه بوادر خطر، وأخشى أن يتحول النصر فى مسرح العمليات إلى هزيمة فى غرف السياسة، فالسماح لزيارات مبعوثين دوليين وعرب إلى سجون ومعازل نظام مرسى يعطى لهم وزنا لا وجود له لدى الغالبية العظمى من المصريين. هذه الغالبية لم تقم بثورة من أجل الإفراج عن مرسى وإرساله إلى قطر معززا مكرما، ولا من أجل إعطاء خيرت الشاطر ذى الكود الأمريكى قلادة النيل، ولا من أجل تنفيذ الدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية لخطة بتحويل الجيش إلى جيش خفيف مرن لمكافحة الإرهاب كما ترغب واشنطن. والأخضر الإبراهيمى. بصراحة، من يوافق على مبادرات قادمة من تركيا وقطر والإمارات سوف يحتل الدرك الأسفل من عار التاريخ، وأعرف أنك تقف وحدك فى مواجهة هذا السيل من المبادرات غير البريئة، والمطلوب منك أن تصمد فى مسرح القتال، ولا تستمع للمرجفين القادمين من دهاليز واشنطن، وهم يطالبون بعودة الذين استنجدوا بالغرب ليحتل مصر ، ولا أدرى ماذا سيكتب عنهم التاريخ ، وماذا سيقول أحفادهم، إن ظهر لهم أحفاد ذات يوم.