محمد فاروق كالأمن والاقتصاد والسياحة والمرور، ومثل كل شىء فى مصر الآن، تعانى الكرة المصرية سلبيا من الأحداث السياسية المتلاحقة والصراعات والاعتصامات والمسيرات التى تشهدها معظم الميادين.. مسيرة الأهلى والزمالك ممثلى مصر فى دورى أبطال إفريقيا باتت فى خطر بعد هزيمة الفريقين فى الجولة الثانية لدور المجموعات بالبطولة والتى كانت الأوضاع السياسية أحد أسبابها. الأهلى الذى لم يخسر على ملعبه فى دور المجموعات منذ عام 2002 كان الخاسر الأكبر فى تلك الجولة، وسقط بثلاثية قاسية أمام أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقى، على ملعب الجونة بالغردقة، والذى اضطر إلى اللعب عليه فى نهار رمضان، بعد أن حاولت إدارة النادى جاهدة البحث عن ملعب بديل "مضاء" لكن دون جدوى، نظرا لرفض الأمن إقامة المباراة بالقاهرة أو الإسكندرية، ورفض القوات المسلحة لاستضافتها فى أى من ملاعبها، وظهر لاعبو الأهلى فى نهار رمضان كالتائهين أمام أورلاندو لتتلقى شباك شريف إكرامى ثلاثية ثقيلة لم تعتدها الجماهير الحمراء، كما شهد اللقاء طرد مهاجم الأهلى أحمد عبدالظاهر ليغيب اللاعب عن المباراة المقبلة. لاعبو الأهلى طالبوا إدارة النادى بإقامة مباريات البطولة المتبقية خارج مصر للابتعاد عن الأجواء الصعبة التى تعيشها البلاد.. إضافة إلى عدم قدرتهم على خوض مواجهات فى الجونة لارتفاع درجة الحرارة. كما سقط الزمالك بدوره، لكن خارج ملعبه أمام ليوبار الكونغولى بهدف وحيد من ضربة جزاء تسبب فيها المدافع محمود فتح الله بخطأ ساذج، وتلقى بعدها الإنذار الثانى، والطرد ليغيب مع أحمد جعفر عن المباراة المقبلة، فضلا عن المشاكل التى يعانيها الفريق بسبب المستحقات المالية، لاسيما مع النجوم الكبار أحمد حسن وعبدالواحد السيد اللذين تغيبا عن السفر إلى الكونغو لأسباب لا تبدو مقنعة، وعانى الفريق نقصا عدديا شديدا فى تلك المباراة حتى إنه خاضها بأربعة لاعبين فقط على مقاعد البدلاء. ومما يزيد خطر الخروج المبكر لقطبى الكرة المصرية، أن الفريقين سيخوضان مباراتى الجولة المقبلة، خارج الديار، حيث يخرج الأهلى لمواجهة ليوبار فى الكونغو، والزمالك لمواجهة أورلاندو فى جنوب إفريقيا، وأى خسارة جديدة لهما سيتسع معها الفارق إلى حد يصعب كثيرا تعويضه، حيث يتصدر أورلاندو وليوبار المجموعة ب 4 نقاط، ويتذيلها الأهلى والزمالك بنقطة واحدة، والخسارة ستبعدهما بفارق 6 نقاط كاملة عن منافسيهما. مانويل جوزيه المدير الفنى الأسبق للأهلى المصرى، خرج بتصريح صادم بعد اللقاء قائلا: "لا أصدق ما حدث مع الأهلى، فى ظل الظروف الحالية التى تمر بها مصر، أعتقد أنه بهذه الخسارة الثقيلة ودع الأهلى بطولة إفريقيا تقريباً ". وأضاف المدير الفنى السابق للأهلي: "مندهش جداً من إقامة المباراة فى نهار رمضان فى ظل صيام اللاعبين، و لا أعرف سبب عدم خوض المباراة مساء وسر رفض الملاعب لاستضافة المباراة ". فيما رفض مسئولو ومدربو الفريقين الاستسلام لفكرة الخروج من البطولة فى ظل الأجواء غير المواتية فى مصر، حيث أكد سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالأهلى أن الخسارة التى مُنى بها الفريق الأحمر أمام أورلاندو كانت بالفعل ثقيلة وغريبة على ناد كبير مثل الأهلي، ولهذا الكل فى حالة عدم تصديق لما حدث، لكنها ليست نهاية العالم علينا تجاوز هذا الأمر سريعا وبدء الإعداد لمباراة ليوبار الكونغولي. فيما قال حلمى طولان المدير الفنى للزمالك إن المستويات فى المجموعة الأولى متساوية بين الفرق الأربعة، والأمور مازالت تحت السيطرة ويمكن التعويض فى المباريات المقبلة، وتصحيح مسيرة الفريق، لحجز إحدى تذكرتى الصعود للدور قبل النهائي، فهدفنا الوحيد هو المنافسة على اللقب". وبرغم الظروف التونسية المتشابهة إلى حد كبير مع مصر، استطاع الترجى التونسى تعويض خسارته المفاجئة فى الجولة الافتتاحية فى أنجولا أمام ريكرياتيفو ليبولو، وتغلب بملعبه، على القطن الكاميرونى بهدفين نظيفين ليحصد أول 3 نقاط فى دور المجموعات، وكان الأمن التونسى قد وافق على إقامة المباراة ليلا بملعب الترجى لكن اشترطها من دون جمهور. أما ريكرياتيفو دو ليبولو فتلقى خسارة كبيرة 3-1 خارج ملعبه أمام سيوى سبور الإيفوارى لتتساوى الفرق الثلاثة (الترجى وسيوى سبور وريكرياتيفو) برصيد 3 نقاط، ويبقى القطن من دون رصيد، وتقام السبت 10 أغسطس الجارى المباراة المؤجلة من الجولة الأولى بين القطن وسيوى سبور.