أ ف ب واصل الجيش التونسي الاثنين عملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء على "ارهابيين" في جبل الشعانبي على الحدود مع الجزائر فيما دعت المعارضة والمركزية النقابية الى التظاهر الثلاثاء امام البرلمان بمناسبة مرور 6 اشهر على اغتيال المعارض شكري بلعيد. وأعلن التلفزيون الرسمي أن الجيش واصل عملية عسكرية "واسعة النطاق" انطلقت الجمعة في جبل الشعانبي من ولاية القصرين (وسط غرب) للقضاء على ارهابيين قتلوا يوم 29 تموز/يوليو الماضي ثمانية عسكريين وسرقوا اسلحتهم ولباسهم النظامي بعدما ذبحوا 5 منهم. وقال ان العملية العسكرية تجري في ظل "تكتم شديد" حول نتائجها من قبل وزارة الدفاع. ودفن في ولايتي بنزرت (شمال شرق) وسيدي بوزيد (وسط غرب) جنديان قتلا الاحد في جبل الشعانبي في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دبابة على ما اعلنت وكالة الانباء الرسمية التي قالت ان 7 جنود آخرين اصيبوا في الانفجار. ومنذ كانون الاول/ ديسمبر 2012 شرع الجيش التونسي في تعقب مسلحين بجبل الشعانبي يرجح ارتباطهم بتنظيم القاعدة في بلادة المغرب الاسلامي. وانطلق تعقب المسلحين بعدما قتلوا في العاشر من الشهر نفسه عنصرا بجهاز الحرس الوطني (الدرك) في قرية درناية بمعتمدية فريانة الجبلية من ولاية القصرين. ويوم 6 حزيران/يونيو الماضي قتل جنديان في انفجار لغم تقليدي الصنع زرعه المسلحون في جبل الشعانبي. كما قتل في الثالث من الشهر نفسه جندي آخر أطلق عليه زملاؤه النار على وجه الخطأ. وأصيب ثمانية جنود (اثنان بترت ارجلهما) و10 من عناصر الحرس الوطني (ثلاثة بترت ارجلهم وآخر أصيب بالعمى) وراعي أغنام عندما انفجرت في الفترة ما بين 29 نيسان/أبريل و11 يونيو/حزيران الماضيين ألغام زرعها المسلحون في جبل الشعانبي. وتقول وزارة الداخلية التونسية ان مجموعة الشعانبي التي أطلقت على نفسها اسم "كتيبة عقبة بن نافع" مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي . وفي 21 كانون الاول/ديسمبر 2012 كشف رئيس الحكومة الحالي علي العريض وكان حينها وزيرا للداخلية، ان مجموعة الشعانبي سعت الى اقامة معسكر في جبال القصرين وتكوين خلية في تونس تابعة للقاعدة بهدف تنفيذ "اعمال تخريبية" واستهداف "المؤسسات الأمنية". وكانت الكتيبة تنوي "القيام باعمال تخريبية (في تونس) تحت عنوان الجهاد او احياء الجهاد وفرض الشريعة الاسلامية (..) واستقطاب عناصر شبابية متبنية للفكر (الديني) المتشدد لتدريبها عقائديا وعسكريا (..) وارسالها للتدرب في معسكرات تابعة للقاعدة في ليبيا والجزائر" بحسب علي العريض. إلى ذلك دعت احزاب معارضة ونقابات تابعة للاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) الى التظاهر الثلاثاء أمام مقر البرلمان بالعاصمة تونس بمناسبة مرور 6 اشهر على اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد الذي قتل بالرصاص في 6 شباط/فبراير. وبهذه المناسبة، دعت "الجبهة الشعبية" (ائتلاف احزاب علمانية) التي كان بلعيد احد قيادييها في بيان "كافة تنسيقياتها الجهوية والمحلية وعموم المواطنات والمواطنين إلى المشاركة بكثافة" في تظاهرة الثلاثاء في مدينة باردو (وسط العاصمة). وقالت ان الهدف من التظاهر هو "دعم الرسالة الموجهة إلى الائتلاف الحاكم (الذي تقوده حركة النهضة الاسلامية) بضرورة الرحيل إنقاذا لتونس". وطالبت ب "حل المجلس التأسيسي والمؤسسات التنفيذية المتفرعة عنه" في اشارة الى رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة و"تشكيل حكومة إنقاذ وطني محدودة العدد برئاسة شخصية مستقلة وعضوية كفاءات وطنية مستقلة لا تترشح للانتخابات القادمة" و"تشكيل هيئة سياسية لجبهة الإنقاذ ودعوة سائر القوى الوطنية إلى الانخراط في مسار الإنقاذ". ومنذ اغتيال محمد البراهمي (58 عاما) النائب المعارض بالبرلمان والقيادي في الجبهة الشعبية الذي قتل بالرصاص امام منزله في العاصمة تونس يوم 25 يوليو/تموز الماضي، تنظم المعارضة اعتصاما في ميدان باردو ، قبالة البرلمان، اطلقت عليه اسم اعتصام "الرحيل". ويتبنى الاعتصام مطالب الجبهة الشعبية. كما تؤيد احزاب معارضة اخرى مثل حزب نداء تونس الذي يراسه الباجي قايد السبسي رئيس الحكومة الاسبق، المطالب نفسها. والاثنين دعا حزب نداء تونس في بيان "كافة أطياف الشعب التونسي" الى التظاهر الثلاثاء بداية من التاسعة مساء (20,00 ت غ) امام مقر البرلمان في باردو "بمناسبة مرور ستة اشهر على اغتيال الشهيد شكري بلعيد". وأظهرت استطلاعات راي حديثة ان الجبهة الشعبية تحتل المركز الثالث في نوايا التصويت لدى التونسيين خلال الانتخابات العامة القادمة وراء حزب "نداء تونس" وحركة النهضة الاسلامية. الى ذلك دعت نقابات تابعة للاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) في بيان مشترك الى التظاهر الثلاثاء في التاسعة مساء امام ثكنة الأمن في باردو قرب البرلمان "دعما لاعتصام +الرحيل+ وإحياء لمرور 6 اشهر على اغتيال الشهيد بلعيد". ويبلغ عدد المنخرطين في الاتحاد العام التونسي للشغل حوالي 800 الف بحسب احصائيات اعلنها الاتحاد في وقت سابق. وترفض حركة النهضة الاسلامية حل المجلس التاسيسي والحكومة وتقترح توسيع الائتلاف الحاكم. وطرح راشد الغنوشي رئيس فكرة تنظيم استفتاء للخروج من الازمة السياسية في بلاده. وقال في مقابلة نشرتها الاثنين صحيفة "لوسوار" البلجيكية "ان وجود شارعين في تونس بات امرا واقعا". واضاف "نحن في نهاية المرحلة الانتقالية ونرفض العودة الى نقطة الصفر. لم يعد جائزا لجوء كل طرف الى الشارع، ونحن نفكر بفكرة الدعوة الى استفتاء كحل للازمة".