من عظيم رحمة الله وعفوه أنه يصلح بين المؤمنين يوم القيامة، فيروى أنه بينما رسول الله [ جالس إذ رأه الصحابة يضحك حتى بدت ثناياه فقال له عمر: ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي؟ فقال: رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة ..فقال أحدهما : يا رب خذ لي مظلمتي من أخي، فقال الله تبارك وتعالى للطالب: فكيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شيء؟ قال: يا رب فليحمل من أوزاري، فقال الله تعالى للطالب: ارفع بصرك فانظر في الجنان فرفع رأسه فقال: يا رب أرى مدائن وقصور من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي، أو لأي صديق، أو لأي شهيد هذا ؟ قال: هذا لمن أعطى الثمن. قال: يا رب ومن يملك ذلك ؟ قال: أنت تملكه، قال: بماذا ؟ قال: بعفوك عن أخيك، قال: يارب فإني قد عفوت عنه، قال الله عز وجل: فخذ بيد أخيك فأدخله الجنة، عند ذلك قال رسول الله " اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين المؤمنين". أردت أن أبدأ بهذا الحديث الصحيح لبيان عظمة المصالحة، ونزع حالة الغل والكراهية التى تسود حاليا نفوس أبناء الشعب الواحد بل والأسرة الواحدة، وأن نعمل على كبح جماح «الإرهاب» الذى يطل برأسه فى كل مكان ساعيا للانقضاض على إرادة شعب، خرجت ملايينه ملتحفة بعلم وطنها الذى لا يعلوه علم آخر، مطالبة بإقصاء من عايشوهم لمدة عام فى ظلمات ليال طوال بسبب انقطاع الكهرباء، وضياع نصف أوقاتهم فى طوابير البنزين والسولار، وزيادة العاطلين بعد ضرب السياحة، وانتشار الفوضى، وتدنى حالة الأمن، وارتفاع الأسعار، وأن نبدأ على الفور بعد تشكيل حكومة شبه توافقية خطوات المصالحة والتفاوض والحوار والتوافق بين فرقاء وشركاء الوطن، واستصحاب الحالة الروحية والنفسية الثورية للشعب فى 25 يناير و30يونيو، والابتعاد الكامل عن تصفية الحسابات أو المضى وراء الدائرة الشريرة للانتقام، والحذر من الاستدراج إليها. وعلى الجميع جيش وإخوان ومعارضة وفلول وكنبة، أن يعلموا جيدا أن الأصل فى الحياة السياسية هو «الحوار» السلمى بين أطراف يجمعهم هدف واحد وغاية مشتركة هى رفعة الوطن الذى ينتمون إليه دون أجندات فردية أو ألاعيب حزبية أو ارتباطات أجنبية، وعليهم أن يعلموا أيضا أن المتغطى بأمريكا وحلفائها «عريان»، وقد وضح ذلك فى زيارة ويليام بيرنز للقاهرة «كبير خبراء التنويم المغناطيسى» فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الذى أعلن تخلى واشنطن عن جماعة الحكم الإخوانية، لتستيقظ من «نوم مغناطيسى» على كابوس مزعج!! لقد آن الأوان أن يصغى الجميع للغة العقل والمنطق والمصلحة العليا للبلد بعد أن انكشف الغطاء عن الكثير من مدعي الوطنية والدفاع عن الحريات والشرعية والشريعة، وتم فضحهم علي رءوس الأشهاد، وبروز قيادات غير داعية للسلم، باغية إسالة دماء طاهرة، مستغلة "حاجة وطيبة وجهل" البعض، مستخدمة الشعوذة الدينية لبث الخرافات بأن الإرادة الإلهية التى جاءت بالرئيس الملتحي الحامل لكتاب الله إلى سدة الحكم تساندهم لعودته إلى كرسيه، واللجوء إلى تصدير الدجل السياسى عندما يقولون إن جبريل فى رابعة الآن، وأن الرسول قدم مرسى للصلاة إماما، وأن 27 مَلاكا هبطوا إلى الميدان لنصرة الرئيس الفاتح المؤمن، وأن 8 حمامات خضراء وقفت على كتف المعزول بما يعنى عودته للحكم واستمراره 8 سنوات، وأن صحراء بها 50 جملاً وبها شباب وأطفال صغار يلعبون في الرمل، ومع مرور الوقت جاع الشباب والإبل واشتد بهم العطش فكان الفزع لله ومع اشتداد الاستغاثة بالله انفلقت الأرض فخرجت ساقية ارتفاعها 10 أدوار تقلب الأرض وشربت الإبل والأطفال وسمع الناس صوتا "ارعوا إبل الرئيس محمد مرسي"وغيرها من الخزعبلات التى استخدمتها أوروبا الظلامية عام 1623 قبل فصل الكنيسة عن السياسة!! إن اضغاث أحلام الإخوان، وما يمارسونه من دجل دينى وسياسى واشتباكات دموية بالميادين، وهجمات فى سيناء وغيرها، ما إلا نتاج لفقدانهم الثقة وإدراكهم العزلة المجتمعية التى فرضتها عليهم تصرفاتهم، وهروب قياداتهم إلى منتجعاتهم، تاركين مناصريهم يواجهون المصير المحتوم والغامض فى الشوارع. يا كل المنقادين وراء مطالبى الشرعية والشريعة أفيقوا من سكرتكم؟ كيف تسيرون خلف أناس قدست المدنسات على أعتاب الشرفاء، وأضحت المقدسات والمساجد تدنس تحت أقدام السفهاء منهم، وأصبحت عاصمة الموحدين مرتعا لجرائم حلفاء الشيطان المنتمين إليهم؟ أليس مصابا جللا أن يسود فينا الحقد ويحكم الجهل ويعربد ويستبد، ويقتل من قال اللهم إن هذه ليست "شرعية "إنما "حرية "؟ يا كل المنقادين: «النبى وجبريل» لن يهبطا ميدان رابعة العدوية، ما دمتم فيه تدنسونه بأفكاركم وأوهامكم وشعوذة شيوخكم.. أفيقوا يرحمكم الله!