قبل عام تظاهر عشرات الألوف من أنصار حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة احتفالا بانتخاب الإسلامي محمد مرسي رئيسا لمصر ،لكن الصمت الرهيب خيم على مسؤولي الحركة في القطاع المتاخم لشبه جزيرة سيناء المضطربة بعد أن أعلن الجيش المصري عزل مرسي . وتتابع حماس المنبثقة عن جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي بقلق وخوف الاشتباكات بين مؤيدي ومعارضي مرسي في شوارع المدن المصرية ،وتفكر في احتمالات تطور الأمر ومدى تأثيره على حكمها لقطاع غزة. وتملك مصر الكثير من المفاتيح التي تؤثر على مناحي الحياة في غزة من التحكم في المنفذ الوحيد الى العالم الخارجي إلى جهود الوساطة لتحقيق الوحدة الفلسطينية والتوسط في هدنة بين حماس وإسرائيل. هناك أيضا سيطرة على شبكة من الانفاق التي يمر من خلالها كل شيء من البضائع الى الأسلحة للتغلب على الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع الفقير. الأنفاق شريان حيوي لحكومة حماس التي قد يشجع سقوط حليفتها جماعة الاخوان المسلمين في مصر أعداءها في اسرائيل وخصومها في فتح. قال هاني حبيب المحلل السياسي في غزة إن حماس تحملت الكثير من التقلبات السياسية من قبل ويمكنها إقامة علاقة مع من يحكم مصر ايا كان. وأدى ابتعاد حماس عن الأسد إلى قطع التمويل الذي كان يصلها من إيران مما يزيد من اهمية العلاقات مع مصر حيث اصبح الوضع الأمني المعقد على الحدود يحظى بأولوية. وقال حبيب "تمثل غزة قضية امن قومي بالنسبة لمصر وهذا لن يتغير أبدا... عاجلا أو آجلا ستضطر القيادة (المصرية) الجديدة للتعامل مع حكام غزة." وعبر غازي حمد نائب وزير خارجية حماس عن امله في أن تواصل مصر القيام بدور حيوي في القطاع الذي سيطرت عليه حماس من قوات تابعة للرئيس محمود عباس في عام 2007 بعد عام من فوزها في الانتخابات. وقال إن مصر توسطت في وقف لإطلاق النار مع إسرائيل مماانهى حربا استمرت ثمانية أيام في نوفمبر تشرين الثاني وفتح نافذة على العالم الخارجي لقادة الحركة. وتوسطت القاهرة كذلك في اتفاق وحدة وطنية فلسطينية لم ينفذ بعد. وقال حمد إن مصر لها ثقل سياسي كبير وتأييدها للشعب الفلسطيني مطلوب بشدة مشيرا إلى أن مصر كانت دائما تقف إلى جانب الفلسطينيين في أوقات الحرب والسلم،وإن الفلسطينيين يحرصون على الحفاظ على هذه العلاقة بصرف النظر عن من يتولى الحكم هناك.