أرجو من الرئيس محمد مرسي أن يعتكف حاليا، وقبل أيام الاعتكاف الشرعية ليعيد هيكلة نفسه أولا وهيكلة كل المحيطين به قبل فوات الأوان، ربما سيدي الرئيس يكون الاعتكاف الاختياري فيه الخير لك ولبلدك، علي الأقل تحصل علي إجازة من الإرهاق «الوطني» إن جاز التعبير، والذي حل عليك من النظام السابق ومن طلبات المصريين المتعددة، ومن محاولة أهلك وعشيرتك المستمرة، تنفيذ خطة التمكين بصورة أسرع مما يتوقع أى شخص، أمامك أيها الرئيس لحظات قليلة لتقرر مصيرك الشخصي أولا ومصير واحدة من أهم البلاد في العالم يسعي أهلها إلي جني ثمار زرع عشرات السنين، وربما مئات السنين من «كوكتيل» الغضب والهدوء، السعادة والحزن، الفرج والكرب، الحقيقة والخيال، الصدق والكذب، الجد والهزل، الصداقة والخيانة، الوقاحة والاحترام، الشهامة والوضاعة، هذا البلد لم يعد يهمه من يكن الرئيس ومن يكن أي شخص في أي منصب، المهم هل الشخص يستحق أم لا، هل سيضيف إلي بلده أم يزهق روحه؟ هل سيحمل جينات المصريين بالفعل أم يفقد هويته سعيا لمنصب زائل؟ مصر سيدي الرئيس لم تعد كما كانت في الماضي، ونحن أيضا - بكل أخطائنا - لم نعد كما كنا ولا نرضي أن نكون كما تريد أنت بل علينا أن نبني هذا البلد كما يستحق أن يكون بتاريخه وعظمته وطيبة أهله وتراثه الذي لن يندثر مهما كثرت السرقة وتزييف قواعد اللعبة التي يسعي البعض للقيام بها، سيدي الرئيس أنت أمام استحقاق جاد بمعني الكلمة وربما لن تتكرر الفرصة أمامك، وعليك أن تفضل مصلحة البلد على مصلحة الجماعة والعشيرة ومصلحتك الشخصية، سيدي الرئيس حدد قبل فوات الأوان إما مرسي الإنسان والمصري الشهم الذي أدرك إخفاقه في مهمته، وإما كرسي الرئاسة الذى لا يليق برئيس مهزوز ولا يليق بالمنصب ولا يليق بالبلد ولا يليق بالمواطن، الذي أصبح الأكثر تأثيرا في أي استحقاقات.. سيدي الرئيس فبل فوات الأوان.. اعتكف باختيارك لا بإجبارك.