ربما اندهش كثيرون لمجرد علمهم بإصابة العالم المصرى الشهير أحمد زويل ب «سرطان النخاع» وأنه يخضع منذ فترة للعلاج المكثف سعيا لتقليل حدة هذا المرض اللعين، والمتابع بدقة للأزمة القائمة بين جامعتى النيل وزويل والنزاع بينهما على قطعة أرض فى السادس من أكتوبر يدرك أننا لم نقدر بعد قيمة العالم بكسر اللام والعلم فى آن واحد فى بلادنا، فلا نحن قدرنا زويل لعلمه وخبرته ولا نحن بعثنا تطمينات لعلماء المستقبل خريجى جامعة النيل التى تعتبر واحدة من أهم الجامعات البحثية حاليا، وحتى الآن لم تحل المشكلة رغم حكم المحكمة بتمكين جامعة النيل من الأرض محل النزاع، وبالطبع حيرنا زويل بعلمه معنا فى طرق البيروقراطية والمكائد المتبادلة وقاعات المحاكم، ويأتى القدر ليحسم الجدل مؤقتا ويجبر زويل على الراحة بعيدا عن مشروعه فى مصر وعن معمله فى أمريكا فى ظل تمنيات أن يظل بيننا كقامة علمية كبيرة نفتخر بها .. القامات مثل العالم زويل لا ينبغى جرهم إلى أمور إدارية بعيدا عن تخصصهم وجعلهم رهينة النميمة وألاعيب محامين وانتظار حكم قضائى قد لا تكون تبعاته على المستوى المطلوب .. سرطان زويل ليس مرضا شخصيا ولا أصاب فقط هذا العالم الكبير بل أصابنا جميعا ..نعم ..نحن مصابون ب سرطانات المكائد وإشعال الحرائق وتأجيج المشاكل وتعظيم المصائب وتبرير الأخطاء والخوض فى الأعراض، وتثبيت الظلم وخلع العدل وتزكية العداء والتخلى عن الفضائل وذم العالم «بكسر اللام» ومدح الجاهل، نحن مصابون بسرطان الشك والطعن فى الوطنية والحكم على علاقة العبد بربه، أصبحنا مسرطنين لأبعد ما نكون ونحتاج سريعا للتعافى وأخذ علاج مكثف لجلسات الاحترام والتقدير لأنفسنا أولا ثم لغيرنا ..دكتور زويل متعك الله بالصحة والعافية، والسرطان الذى أصابك فى جسدك ستتغلب عليه بإرادتك ونحن بانتظارك .