اختتم المؤتمر الوطني الشعبي للقدس، اليوم، زيارة للقاهرة وضع خلالها الأحزاب والشخصيات المصرية بصورة آخر الأوضاع التي تتعرض لها المدينة من انتهاكات ومحاولات تهويد. وكان الوفد برئاسة عثمان أبو غربية الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، وعضوية الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية نائب الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، والأب عيسى مصلح الناطق الإعلامي بإسم كنيسة الروم الأرثوذوكس في القدس، ويونس العموري الوكيل التنفيذي للمؤتمر، كان قد التقى بفضيلة شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، ووزير الثقافة المصري شاكر عبد الحميد، والمرشح المحتمل للرئاسة عمرو موسى، والمرشح المحتمل للرئاسة حمدين صباحي. كما التقى الوفد أيضا مع رؤساء أحزاب الحرية والعدالة والوفد والتحالف الشعبي الإشتراكي والحزب المصري الديموقراطي الإجتماعي والجبهة الديموقراطية، واتحاد الأطباء العرب، وأقام الوفد ندوتين في حزب الجبهة ونقابة الصحفيين المصريين. ووضع رئيس الوفد عثمان أبو غربية الشخصيات المصرية في صورة الوضع الخطير في المدينة المقدسة وما تتعرض له من محاولات تهويد من قبل قوات الاحتلال، وحقيقة ما يتعرض له المسجد الأقصى على أيدي المتطرفين اليهود، كما تعرّض أبو غربية لكل ما يتعرض له المقدسيون من تضييقات وعمليات إحلال سكاني عبر كافة الوسائل سيما الاقتصادية منها. واستنكر أبو غربية محاولات الاحتلال المتكررة لاقتحام المسجد الاقصى والمقدسات المسيحية، مؤكداً على ضرورة مواجهة مثل هذه الانتهاكات عبر استنفار الأمة العربية والإسلامية لنصرة المقدسات الإسلامية والمسيحية خاصة مع التحولات السياسية التي تشهدها دول الربيع العربي في الفترة الحالية. وناشد أبو غربية الشخصيات المصرية التحرك الجاد لنصرة القضية الفلسطينية ووقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، واتخاذ مواقف حاسمة نصرة لمدينة القدس، كما اتفق مع وزير الثقافة المصري على إقامة أسبوع القدس الثقافي في مصر خلال الفترة القادمة. وأوضح الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية للقدس، ما يتعرض له المسجد الأقصى من مخاطر حقيقية لتغيير معالم المدينة، معرباً عن قلقه إزاء التهديدات الإسرائيلية الأخيرة باقتحام المسجد الأقصى المبارك، وقال "هذه التهديدات من شأنها أن تؤدي إلى عواقب وخيمة تجاه مسجد هو من أقدس المساجد لدى المسلمين". وأضاف "أن المسجد الأقصى ليس ورقة انتخابية في يد الأحزاب الإسرائيلية لكسب المزيد من الأنصار.. بل هو أكبر من ذلك، فالأقصى هو مسجد مقدس، والله هو الذي قرر قدسيته والتهديد بهدمه لا يجوز". ومن جهته أكد نيافة الأب "عيسى مصلح" الناطق الإعلامي لبطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاول جاهدة تغيير معالم الكنيسة المسيحية بالقدس، كما أنها عملت على تهجير المسيحيين من فلسطين، عبر ممارساتها الأمنية والإقتصادية على المسيحين من أبناء الشعب الفلسطيني. كما طالب الشعب المصري الذي وصفه بأنه شعب "أبيّ" بأن يعمل على تحقيق أهداف وطموحات الشعب الفلسطيني. وقدّم يونس العموري الوكيل التنفيذي للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس تقاريراً إحصائية تفصيلية حول حجم الممارسات النهويدية في المدينة، مدعماً إياها بعروض تصويرية لما تتعرض له المدينة والمقدسات الإسلامية والمسيحية من خطط هدم، وقال العمّروي محذراً :"إن استمر التهويد في المدينة بهذه الوتيرة دون تحرك عربي قد نستيقظ يوماً على أورشليم لا على القدس". الجدير بالذكر أن الوفد كان قد اتفق مع كافة الأحزاب والهيئات على استمرار التنسيق المشترك والعمل من أجل تقديم تنفيذ الاتفاقات المبرمة، كالإتفاق المبرم مع وزير الثقافة والمتمثل في تقديم 10 منح دراسية للمقدسيين لدراسة الفنون الجميلة ، و تزويد مكتبات القدس بإصدارات وزارة الثقافة المصرية، وطباعة كتب واصدارات أدبية وبحثية من الوزارة للكتاب المقدسيين، وإقامة أسبوع القدس الثقافي في مصر متضمناً عدة أنشطة وفعاليات مقدسية، وإقامة معرضاً للكتاب والكتب المقدسية، ومعرضاً للفن التشكيلي للفنانين المقدسيين، ومعرض صور فوتوغرافية للقدس عبر التاريخ من 1860، وعرض أفلام وثائقية وندوات حول مدينة القدس، إلي جانب أمسيات تراثية فنية. كما تم الاتفاق علي دعم القدس بكل ما يصدر من كتب ومتطلبات ثقافية من مصر، ودعم برنامج القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية، ودراسة إمكانية إنشاء بيت الثقافة المصري بالقدس، بالإضافة لِمِنح دراسية بأكاديمية الفنون للطلاب المقدسيين بالجامعات المصرية وبعض الفنون الجميلة وتكثيف المشاركات الثقافية ما بين القدس ومصر. وفي الشأن الطبي، اتفق وفد القدس مع اتحاد الأطباء العرب على عقد لقاء مع الجهات المختصة طبياً في القدس لتحديد احتاجيات المدينة من أجهزة طبية ومعدات وأدوية وتوفير تلك المتطلبات، وقد أعرب الإتحاد عن استعداده لتقديم منح تدريبية لتأهيل الممرضين والممرضات المقدسيين لتدريبهم في مصر واستقبال أطباء مدينة القدس لاستكمال اختصاصاتهم ، و إمكانية انشاء مراكز صحية في الريف المقدسي وفي التجمعات المقدسية التي أخرجت من بلدية القدس نتيجة ممارسات الاحتلال ومحاولات التهويد. كما تم الاتفاق خلال زيارة وفد المؤتمر الوطني الشعبي للقدس على عقد مؤتمر يناقش آليات دعم مدينة القدس وأهلها بالتنسيق مع حزب الوفد المصري، ولقاء فكري مع حزب الجبهة الديمقراطية بحضور عدد آخر من الأحزاب والهيئات المصرية.