عماد بركات - لم تعد برامج «التوك شو» تعتمد بشكل رئيسى على عرض التقارير المصورة الخاصة بها، مثلما كانت تفعل من قبل، بل اعتمدت أغلب هذه البرامج على الفيديوهات الموجودة على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى واستخدامها كفقرة أساسية فى الحلقات ومواجهة الضيوف بها بدلا من الأسئلة. «الأهرام العربى» رصدت آراء بعض خبراء الإعلام لتلك الظاهرة فى التحقيق التالى: هى ظاهرة صحية نتجت عن التطور الكبير فى تكنولوجيا الاتصال والمعلومات وإمكانية حفظ الوثائق بكل أشكالها سواء كانت مسموعة أم مرئية أو مصورة واستعادتها فى الوقت الذى يرغب فيه المستخدم، هذا ما أكده د. حسن عماد عميد كلية إعلام القاهرة، وأضاف: وبالتالى مع انحراف بعض السياسين وتغيير مواقفهم تبرز أهمية هذه الفيديوهات فى إثبات التناقض مع ما تطرحه بعض الشخصيات المهمة وما طرحته فى وقت سابق فيتم كشفها أمام الرأى العام، إما بفضحها أو تشويه صورتها فى أنها لا تثبت على رأى محدد. وأوضح، أتصور زيادة استخدام الفيديوهات فى أغلب البرامج فى الفترة المقبلة بسبب تطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا الجديدة يوما بعد يوم، كما أنها تمثل عبئا زائدا على المجهود الذى يبذله فريق الإعداد فى محاولة للكشف عن أسرار جديدة عن الشخصية المستضافة. وتقول د. ليلى عبد المجيد عميد كلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية، يعد استخدام برامج التوك شو وغيرها للفيديوهات الموجودة على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى أمراً لا يعيبها ما دامت المعالجة تقتضى ذلك، وأن يتم استخدامها وتوظيفها فى مكانها الصحيح، مشيرة أن هذا الأمر لا يقتصر على الإعلام المرئى فقط وإنما موجود أيضا فى الصحافة من خلال قيام الكاتب بالرجوع للأرشيف عند كتابة موضوع معين حتى تكتمل الصورة فى ذهنه وتذكرة القارئ بما نشر من قبل حول هذا الموضوع، وأضافت: أما فى حالة إذا كان استخدام هذه الفيديوهات من أجل اللعب بعواطف الناس وما كان يحدث فى الماضى أو استخدام خطأ غير مقصود صدر عن شخص ما من أجل حشد الناس ضده، فهذا أمر مرفوض، فضلا عن أننى أتحفظ بشدة على بعض الفيديوهات التى تبث على اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعى لأن مصدرها غير معلوم وتفتقد للمصداقية، وهناك كثير من الفيديوهات تم تصويرها لأغراض معينة مثل تصوير جماعة معينة وخلفهم شعار خاص بحزب معين من أجل حشد الناس ضده عن طريق استخدام تقنيات المونتاج الحديثة، لذلك على الإعلاميين الذين يستخدمون هذه النوعية من الفيديوهات أن يتأكدوا من صحتها قبل عرضها حتى لا تحدث مشكلات فى المجتمع. أما د. محمود خليل، أستاذ الإعلام فيقول: الإعداد البرامجى يعانى مشكلة أساسية ليس داخل برامج «التوك شو» وإنما داخل الأنواع المختلفة للبرامج، فإعداد أغلب البرامج التلفزيونية يفتقد إلى رؤية واضحة من جانب رئيس تحرير البرنامج أو المعد المسئول، كما أن هناك ضعفا واضحا فى مستوى التقارير التليفزيونية التى تم إعدادها على هامش فقرات البرنامج، فأغلب اللقطات المصورة لا ترتبط بأحداث راهنة أو تنقل الحدث فى تفاعله الحالى، وإنما تحاول أن توظف الصورة لمجرد أننا أمام تقرير تليفزيونى دون أن تكون لها وظيفة واضحة فى خدمة التقرير، وأضاف: الكثير من الدراسات العلمية الأجنبية تؤكد ضرورة وجود نوع من الاتساق ما بين النصوص اللفظية والفيديوهات المعروضة، بحيث يتساند الوسيطان التعبيريان السمعى والبصرى فى نقل مضمون الفكرة كاملا إلى المشاهد، لكن الذى يحدث أن كثيرا من الفيديوهات لا يضيف فى بعض الأحيان، كما أن الاعتماد على المفارقات يؤدى فى بعض الأحيان إلى جذب المشاهد كأن تعرض وجهتى نظر متعارضتين لشخص واحد مثلما حدث مع الرئيس مرسى فى عرض موقفه السابق قبل توليه الرئاسة فى إسرائيل ، وما قاله عنها بعد ذلك، فضلا عن أن نقل المفارقات مطلوب، لكن ليس فى كل الأحوال وأن تستخدم من أجل هدف واضح يطور الفكرة وليس فى المطلق.