قالت د.باكينام الشرقاوى مساعد رئيس الجمهورية المصري للشئون السياسية في كلمتها في المؤتمر التركي العربي الثالث للعلوم الاجتماعية أن المؤتمر أتي في وقت حرج عندما يتم جلب الإصلاح إما بالطريقة الثورية أو عن طريق الخطوات التي اتخذتها النخب الحاكمة. وأضافت باكينام: "يتعين علينا أن نعلم أن قطار التغيير بدأ ولا يمكن وقفه، كما ينبغي علينا أن نبني العدالة بالانتقال من الماضي إلى الحاضر، وينبغي علينا أن نبني العدالة الاجتماعية، في هذا المؤتمر ندرس بعمق نماذج جيدة لتحقيق العدالة". وقالت باكينام "هناك تحديات كبيرة تواجه دراسة العدالة، مثل كيفية تحقيق التوازن بين الحرية والعدالة، وكيفية خلق الثقة بين شركاء الثورة من أجل تحقيق ثقافة الديمقراطية؟ وكيفية تحقيق العدالة في العلاقات بين الدائرة الإقليمية والدولية". وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وبحضور العديد من الأكاديميين والشخصيات السياسية، بدأ البروفيسور يونس سوليت رئيس جامعة اسطنبول، حديثه بالقول أن العالم يتطور بسرعة مذهلة، وأن على العرب والأتراك أن لا يفقدوا المزيد من الفرص للتواصل مع بعضهم البعض كما حدث سابقاً وأضاف سوليت:" إذا أردنا تعزيز المعنى الحقيقي للعدالة من أجل البقاء على قيد الحياة فإن هذا المؤتمر واحد من أهم من الطرق التي تربط بين العرب والأتراك". ومن مصر، قال الدكتور محمد سفير رئيس مركز الدراسات الحضارية والحوار بين الثقافات، أن هذا المؤتمر يأتي في وقت حرج حيث أن الشعب العربي في حاجة ماسة للعدالة، مؤكداً على أن السؤال الأول في العلوم السياسية؛ هو "ما هو العدل؟". وهو ما تحدث عنه أيضاً الفكر السياسي القديم، وأضاف أنه يأمل من هذا المؤتمر الخروج برؤى جيدة حول كيفية تحقيق العدالة للمجتمعات العربية. ثم بدأ ياسين أكتاي رئيس المؤتمر حديثه بالقول أن العالم أصبح أكثر ارتباطاً بعضه ببعض بسبب العولمة ويجب أن يكون المسلمون متصلين بعضهم ببعض وبصورة أكثر ارتباطا ولذلك لتفعيل دور المسلمين في العالم، وأضاف أن العالم يجب أن يركز على الجماهير والناس الذين وقفوا وراء الثورات مؤكداً على أن العدالة هي قضية هامة وأن المسلمون هم أولى الناس بها. وفي كلمته قال الدكتور محمد المدهون وزير الشباب والرياضة والثقافة بحكومة حماس في غزة: "إنه لشرف عظيم بالنسبة لي أن أشارك في هذا المؤتمر العلمي في الوقت الذي تمر فيه المنطقة العربية بمرحلة جديدة، بعد الثورات العربية، نحن نحتاج فعلاً إلى تحقيق مفهوم العدالة وخصوصاً بعد انهيار العديد من الديكتاتوريات في المنطقة". وبحسب بيان أصدرته وزارة الشباب في غزة، أثنى المدهون على دور مركز الدراسات الحضارية في القاهرة ومركز التفكير الاستراتيجي في أنقرة متمنياً أن يعقد هذا المؤتمر في العام القادم في دمشق كما عقد سابقاً في القاهرةواسطنبول. وأكد المدهون على أهمية تزامن عقد المؤتمر مع الذكرى ال (65) لنكبة فلسطين وكذلك مع اقتراب ذكرى شهداء سفينة مرمرة التركية على شاطئ بحر غزة، كما رحب بزيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لغزة في نهاية مايو الحالي مؤكداً على أهمية الزيارة. في نهاية الجلسة الافتتاحية قال نائب رئيس الوزراء التركي، ياسين أتلاي في كلمته أمام المؤتمر أن هذا المؤتمر الهام الذي يجمع علماء الاجتماع العرب والأتراك معا ويناقش الموضوعات التي تولي اهتماماً مشتركاً يجب أن يتوسع لعقد المزيد من الورش والملتقيات لمناقشة مزيد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك والتي تمس حياة العرب والمسلمين، ونشرها في المجلات الأكاديمية، وأكد أتلاي أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يهتم كثيراً في العلوم الاجتماعية في عمله لمستقبل تركيا. كما أكد أتلاي على ضرورة العمل المشترك من أجل تحقيق مزيد من مستقبل أفضل وتحسين واقع المجتمعات، ورحب أتلاي بالحضور الرسمي المصري والفلسطيني مؤكداً على أهمية تعزيز العلاقات بين كافة الأطراف العربية والتركية. وبعد اختتام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التقى بشير أتلاي نائب رئيس الوزراء التركي بالوزير المدهون، ود.باكينام الشرقاوي مساعد رئيس الجمهورية المصري حيث قدم الوزير المدهون درعاً تذكارياً لنائب رئيس الوزراء التركي وكذلك لياسين أكتاي رئيس المؤتمر، يذكر أن مشاركة وزير الشباب والرياضة الفلسطيني في المؤتمر تأتي بناءً على دعوة رسمية من وزير الشباب والرياضة التركي. يعقد المؤتمر في مركز المؤتمرات والثقافة لجامعة اسطنبول، ويعقد المؤتمر بمشاركة مئات المثقفين من العالم العربي والتركي ولمدة تستغرق ثلاثة أيام لمناقشة العديد من الموضوعات حول مفهوم العدالة والدولة والمجتمعي.