عقد مركز معلومات مجلس الوزراء برئاسة الدكتور ياسر علي أمس الأحد لقاء مشتركا مع جيرزي بوزيك رئيس وزراء بولندا الأسبق وعدد من الدبلوماسيين , وذلك بهدف التعرف علي نتائج التجربة البولندية ومسار التحول الديمقراطي الذي خاضته وبحث إمكانية استفادة مصر من إرهاصات تلك التجربة الرائدة . ودارت المناقشات حول مجموعة العوامل التي اعتمدت عليها عملية التحول الديمقراطي, حيث أكد جيرزي بوزيك أن من بين أهم العوامل التي اعتمدت عليها بلاده في تغيير مسارها الديمقراطي هي ضرورة إبراز دور المجتمع المدني و اعتماد مبدأ الشفافية و استقلال القضاء بالإضافة إلى اللامركزية وبناء مؤسسات الدولة وهذا لا يتحقق إلا في وجود دستور تشارك به جميع طوائف الشعب . ودعا بوزيك مصر شعبا وحكومة إلى ضرورة الاستفادة من في مراحل التحول الديمقراطي بولندا لافتا إلى أن مصر حالها أفضل بكثير مما كان عليه حال بولندا إبان الثورة البولندية وأضاف ان الشعب البولندي استغرق ثماني سنوات حتى انتقل إلى مرحلة الاستقرار الديمقراطي في حين استغرقت مصر اقل من ذلك بكثير . ولفت بوزيك إلى الدور الهام الذي لعبته الكنسية الكاثوليكية في عملية التحول الديمقراطي في بولندا , كما أوضح أن المجتمع الدولي مهتم للغاية بما يحدث في مصر مشددا على أن الثورة في مصر حققت نجاحات أكبر بكثير مما حققته الثورة البولندية كما أن مصر ألهمت العديد من الدول العربية . وأضاف رئيس الوزراء الأسبق انه جاء إلى مصر ليس ممثلا عن البرلمان الأوربي وحسب , بل جاء ممثلا عن نادي مدريد الدولي أيضا وهو من النوادي الدولية التي تجمع شخصيات كثيرة من رؤساء دول وحكومات سابقين على مستوي العالم لديهم خبرات سياسية ودولية , مشيرا إلى أن هذا النادي يجتمع دوريا لتقديم المساعدات التقنية للعديد من الدول التي عانت حروبا أو مرت بثورات مثل ليبيا ومصر وتونس. ولفت بوزيك إلى ضرورة إنشاء اتحاد تجاري بين الدول العربية لتحقيق التضامن والوحدة القائمة على الثقة المشتركة سواء علي المستوي الاقتصادي أو على المستوي الدبلوماسي أيضا , مشددا علي ضرورة استقلال القضاء لأنه هو الضلع الثالث في البناء المؤسسي للدولة وأضاف أن المجتمع المدني يأتي في مرتبة مهمة جدا من مراتب البناء التدريجي للتحول الديمقراطي , حيث إن الشعوب عادة لا تستطيع فهم دوافع القرارات التي تتخذها حكوماتها ومن هنا يأتي دور المجتمع المدني في المراقبة وإعادة الثقة بين الحكومة والشعب وأكد رئيس الوزراء الأسبق على أن اعتماد مبدأ الشفافية من جانب الحكومات له بالغ الأثر في تعزيز الثقة المتبادلة بين الشعب وحكومته . وشدد رئيس الوزراء البولندي علي ضرورة تكوين الأحزاب وإعطائها الفرصة للتعبير عن رأيها بمنتهي الحرية وذلك بهدف تأسيس مجتمع مدني قوي وأضاف أنه من المهم أيضا وجود نوع من التعاون والتنسيق بين الدول المجاورة حتي تستفيد تلك الدول من تجارب نظيرتها الأمر الذي سوف يسهم بالتأكيد في ارتفاع معدلات نموها وتقدمها لذا من الضروري فتح الحدود الإقليمية من أجل تدفق الاستثمار والبضائع وتنشيط سوق العملة وفي إطار رده على أسئلة المشاركين أشار الي كم التحديات التي واجهها كرئيس وزراء والدروس العملية التي يمكن أن تستفيد منها مصر , لافتا إلى أهمية النظام اللامركزي في إدارة الدولة وضرورة بناء مؤسسات قوية وإعادة هيكلة الإدارات المحلية في مصر وفي رده على سؤال حول دور الدين " الكنيسة " في تغيير مسار التحول الديمقراطي في بلاده قال إن الكنيسة لعبت دورا مهما وخطيرا في إنجاح الثورة البولندية وفي الحياة السياسية بوجه عام وكانت داعمة للسلطة لافتا إلى أن التجربة المصرية يمكن لها أن تحقق نجاحات أكبر بكثير مما وصل إلية الحال في بلاده أشار الدكتور ياسر علي رئيس مركز المعلومات إلى أن لقاء اليوم سيضيف أفكاراً قيّمة وضرورية لمواجهة التحديات التي تواجه مصر في مرحلة تحولها الديمقراطي، وأعرب عن سعادته بالتعاون المشترك بين مركز المعلومات وسفارة بولندا بالقاهرة حيث يقوم الطرفان حالياً بالإعداد لمذكرة تفاهم لتقوية التعاون في المجالات المشتركة بين الجانبين. جدير بالذكر أنه قد حضر المؤتمر السفير بيور بوتشا سفير بولندا في القاهرة ومرام عنبر ممثلة عن نادي مدريد والدكتور بهجت قرني أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية والسفير نهاد عبد اللطيف مساعد وزير الخارجية ومريان ملاك عضو مجلس الشعب السابق والعديد من الباحثين والأكادميين.