ما حدث فى الكرة المصرية هذا الموسم من تغيرات بعد حادث بورسعيد فاق كل شىء، وما شهده المجال التدريبى من تغير هذا الموسم يجعلنا نقف أمامه كثيرا، ونتساءل من المسئول عن هذا التغيير، هل العامل المادى والترشيد من إدارات الأندية أم أن هناك أسبابا أخرى؟ لأنه من الصعب أن نرى غيابا لأسماء كبيرة دفعة واحدة هذا الموسم أسماء نجحت فى تطوير الكرة المصرية والارتقاء بها. يعد غياب المدربين أصحاب التاريخ الكبير والمشرف فى الكرة المصرية الأبرز هذا الموسم، العجيب والغريب فى كل شىء على المستوى التدريبى. وتأتى أسماء كبيرة فى هذه القائمة منهم حسن شحاتة، صاحب الإنجاز الأكبر فى الكرة المصرية بحصوله على 3 بطولات أمم إفريقية متتالية مع منتحب مصر الأول، أبرز المدربين الذين يغيبون عن المشهد هذا الموسم فى الدورى المصرى منذ تقديمه استقالته من تدريب نادى الزمالك بعد الخسارة التى تعرض لها من الأهلى صفر - 1 فى الجولة الثانية لدور الثمانية لبطولة الأندية الإفريقية أبطال الدورى وعدم الحصول على أى نقطة فى المجموعة وتذيله جدول الترتيب، ليتولى المعلم بعد ذلك تدريب فريق العربى القطرى لمدة قصيرة لا تتعدى الشهرين، نظرا للنتائج الكارثية التى حققها مع الفريق، وعدم تمكن شحاتة من الخروج بالفريق من المركز الأخير من دورى المحترفين القطرى، وهو ما دفع إدارة الفريق القطرى لإقالة شحاتة من منصبه كمدرب للفريق القطري، ومنذ هذه اللحظة يغيب حسن شحاتة عن عالم التدريب ويكتفى فقط بالتحليل فى القنوات الفضائية. ويأتى غياب فاروق جعفر صاحب ال25 سنة تدريبا فى الكرة المصرية تولى خلالها تدريب المنتخب المصرى وكثيرا من الأندية المصرية أبرزها الزمالك لأسباب مغايرة عن رفيق دربه فى الملاعب حسن شحاتة، حيث كانت المشاكل المادية والشخصية وليس سوء النتائج، سببًا فى إنهاء علاقته بفريق الجيش الذى قام بتدريبه لمدة سبعة أعوام على التوالى، وهو ما أكده ل “الأهرام العربى"، وقال إنه يتوقع أن يشهد الدورى العام تغييرا كبيرا لمدربى الفرق، ولكن هذا الشىء لا يفرق معه لأنه ينتظر إقالة مدرب ليحصل على مكانه فى هذا التوقيت نظرا لغياب أشياء كثيرة عن الكرة المصرية أهمها سوء الإدارة فى الأندية، وغياب الطموح لدى الجميع، وأنه على المستوى الشخصى يحتاج قسطا من الراحة لأنه يعمل منذ عام 87 فى عالم التدريب دون أى راحة. من جانبه أكد طه بصرى، أحد أبرز الغائبين عن الدورى المصرى هذا العام، أن غيابه عن التدريب أمر طبيعى ويحدث مع كل المدربين فى العالم، وهذا الشىء لا يقلقه لأن التدريب فى النهاية عرض وطلب، وإدارات الأندية دائما تبحث عن المدرب الذى يتماشى مع متطلباتهم وتحقيق أهدافهم، ويرى بصرى أن أى مدرب معرض لفسخ عقده فى أى وقت، وأن المشهد الحالى لم يكن الأخير فى كرة القدم المصرية والتغير موجود لا محالة وقد يتولى تدريب أى فريق فى أقرب فرصة أو يستمر الوضع لفترة أطول وهذا هو حالة كرة القدم. كما تشهد هذه البطولة غياب آخر مدرب تمكن من الفوز بكأس مصر مع نادى إنبى وهو مختار مختار بعد أن قررت إدارة النادى البترولى الاستغناء عنه بعد النتائج السيئة التى حققها الفريق ببطولة الدورى الماضي، ليطير مختار بعدها لتدريب نادى العروبة العمانى، ويستمر ومع الفريق لمدة ثمانى أشهر فقط لينتقل لتدريب ناد عمانى آخر وهو نادى ظفار الذى يقوم بتدريبه حتى الآن، ولم تتوقف القائمة عند هذا الحد بل يغيب مدربون كثيرون عن التدريب هذا الموسم أبرزهم نجم الاتحاد السكندرى السابق محمد عمر، وكذلك صاحب الأداء المتميز مع نادى المقاصة فى الموسم الماضى، وهو المدرب الشاب طارق يحيى والذى استقال أخيرا من تدريب هجر السعودى. الرجل الثانى فاشل فيما شهد الدورى الحالى، تحويل ثلاثة مدربين من مهمة الرجل الثانى فى تدريب فرق الدورى الممتاز، إلى الرجل الأول خلال الموسم الحالى 2012/2013 وهناك عدة عوامل كانت سببا فى الاعتماد على أفراد الصف الثانى وتوليهم القيادة الفنية لفرقهم، أولها توفير المبالغ المالية التى قد تدفع فى حالة التعاقد مع مديرين فنيين خبرة، وهو ما يكلف الأندية مبالغ كبيرة لا طاقة لهم بها، سواء كانوا مصريين أم أجانب، وثانيها الخوف من عدم الحفاظ على الشكل العام للفريق والانسجام الموجود فى حالة استدعاء مدير فنى جديد، وكذلك إعطاء أبناء النادى الفرصة فى الظهور، ولكن هذه الظاهرة تأبى الفشل ولا يستطيع أى من المدربين الثلاثة تقديم نفسه على الشكل المطلوب بل تمت إقالة اثنين منهم، حيث استغنى نادى الجيش عن خدمات عبد الناصر محمد الذى تولى المسئولية مؤقتاً عقب رحيل فاروق جعفر، وتم الاستغناء عن عبد الناصر بسبب تدهور نتائج الفريق خلال الفترة الماضية وتم وإسناد المهمة لعماد سليمان مدرب الدراويش الأسبق، وكذلك استغنى نادى المقاصة عن محمد عبد الجليل، والذى تولى القيادة الفنية للفريق عقب رحيل طارق يحيى لتدريب هجر السعودى، وتعاقد الفريق الفيومى مع التوأمين حسام وإبراهيم حسن لاستكمال المهمة، ويبقى محمد جمال مدرب وادى دجلة الوحيد بين المدربين الثلاثة الذى يحافظ على منصبه رغم تدهور نتائج الفريق واحتلاله المركز الأخير فى جدول ترتيب المجموعة. حافظ خمسة مدربين على أماكنهم فى أنديتهم وهم شوقى غريب مدرب نادى سموحة خلفا لميمى عبد الرازق، الذى اعتذر عن عدم استكمال مهمته مع الفريق السكندرى بسبب تراجع نتائج الفريق الموسم الماضي، وكذلك علاء عبد العال مدرب نادى الداخلية الصاعد حديثا لدورى الممتاز، والمخضرم أنور سلامة الذى تولى تدريب الفريق الموسم الماضى بعد استقالة إسماعيل يوسف، بالإضافة إلى إبراهيم يوسف مدرب غزل المحلة ومحمد عبد السميع مدرب نادى المقاولون العرب. فييرا الأجنبى الوحيد فى مصر من الطبيعى وفى ظل توقف النشاط لمدة عام كامل أن يرحل المدربون الأجانب عن مصر، وهو ما حدث بالفعل فى الفترة الأخيرة معهم، ويعد رحيل مانويل جوزيه مدرب الأهلى الأبرز بين المدربين الأجانب ولم يكن رحيل جوزيه بسبب المقابل المادي، لكن بسبب الخلافات مع الإدارة، على عكس ماكيدا وماتيوس مدربى وادى دجلة والاتحاد السكندرى واللذين تركا أنديتهما لأسباب ترتبط بتوقف النشاط وتأخر مستحقاتهما ليبقى المدرب الأسبق للمنتخب العراقى الذى قاده للفوز ببطولة الأمم الآسيوية عام 2007، ومدرب الزمالك الحالى البرازيلى فييرا المدير الفنى الوحيد فى الدورى المصرى.