نتابع معرض القاهرة الدولى للكتاب منذ عشر سنوات أو أكثر، وفى كل عام نبحث عن الجديد فيه، ونراقب تكرار المشكلات نفسها، ومناقشة الموضوعات ذاتها، على المستوى التنظيمى يسير المعرض من سيىء إلى أسوأ، فى الوقت الذى يزيد فيه عدد دور النشر المصرية، ويزيد حجم المطبوع من الكتب الجديدة. حول مشكلات المعرض السابقة عليه والتى قد ترافقه وكيفية مواجهتها والتوصل إلى حلول لها يقول عاصم شلبى رئيس اتحاد الناشرين المصريين: إن المشكلات تمثلت بداية فى أن الدورة الماضية أقيمت فى أرض خلاء دون تجهيزات باستثناء سراى واحدة، فكان العرض يتم فى خيام غير جيدة، حتى إن المطر أتلف كتب بعض الناشرين، وهذا العام يقام المعرض فى خيام أيضا، لكننا راعينا فيها مستوى الجودة. وثانيا: كان لدينا هاجس وصل إلى حد الخوف من أن يحدث ما ينهى مسيرة المعرض مبكرا، كما نسمع عن أحداث 25 و26 يناير، فقامت هيئة الكتاب مشكورة وللمرة الأولى فى تاريخ المعرض بالاتفاق مع شركة تأمين تتولى حماية وتأمين المعرض والناشرين بمبلغ مائة مليون جنيه، فإذا لم يكتمل المعرض تقوم شركة التأمين بتعويض الناشرين.. ثالثا: هناك ثلاثة أشياء جديدة فى معرض هذا العام، كما يوضح عاصم شلبى: إعداد برنامج مهنى للناشرين يقوم بتوعية الناشرين بقضايا المهنة مثل: مستجدات عملية النشر، خصوصا النشر الإلكترونى، وحماية حقوق الملكية الفكرية، ومحاضرة أخرى عن تزوير الكتب على الإنترنت. كما سيحتفى المعرض هذا العام بدول الربيع العربى من خلال مشاركة استثنائية للناشر السورى الذى ستتم معاملته كالناشر المصرى، بما يعنيه ذلك من خفض للكلفة، ثم تأتى المشاركة الليبية الأبرز والتى ستشارك بوفد يتجاوز ال 280 فردا ما بين ناشر ومفكر ومؤلف ورموز مجتمعية ليبية. لكن الناشر وصاحب دار «رؤية» رضا عوض يختلف مع عاصم شلبى، حول أن المعرض ينبغى أن تكون له بعد الثورة شخصية مختلفة، تركز على إعادة الوعى للمواطن المصرى بحقوقه الثقافية، بدل أن يتحول المعرض إلى مناسبة لعرض الكتب الجديدة والتخلص من القديمة والراكدة، والكارثة الكبرى. والمعرض يشكل فرصة لثورة ثقافية يحتاجها الوطن، فى شتى نواحى المعرفة، لكى تنهض مصر وتتخلص من كل الطغاة. برغم هذا كله فإن كثيرا من الناشرين يتخوفون من ألا تكتمل المدة المقررة للمعرض، ومن هؤلاء د. سعيد توفيق، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة وأمين عام المجلس الأعلى للثقافة، حيث يقول: إن المعرض تم التأسيس له بشكل جيد، والاستعداد لدى هيئة الكتاب واتحاد الناشرين كان أكثر من جيد، فإقامة المعرض وانتهاء فترته بسلام ستكون مؤشرا رائعا على حالة الاستقرار فى مصر، ورسالة مهمة للخارج مثله مثل مهرجان القاهرة السينمائى