عماد بركات - مع بداية عرض البرامج الجديدة على شاشات التليفزيون ومنها البيت الكبير وكشف حساب والآخر والسكوت ممنوع والحياة حلوة وهمس الكلام، ورهان رؤساء القنوات وعدد من قيادات اتحاد الإذاعة والتلفزيون عليها، بأنها ستكون طوق النجاة للتليفزيون المصرى فى جذب الإعلانات وزيادة نسبة المشاهدة، كشفت التقارير الداخلية التى أرسلها القطاع الاقتصادى لصلاح عبد المقصود وزير الإعلام عن رفض أغلب الوكالات الإعلانية للإعلان عليها، بحجة أنها لا تضم مذيعين مشهورين، ولا يوجد مذيع ثابت لكل برنامج، بما يتنافى مع مقتضيات السوق الإعلانى، الأمر الذى استفز رؤساء القنوات وقالوا إن القطاع الاقتصادى وشركة صوت القاهرة يختلقان الحجج لإخفاء فشلهما فى القدرة على التسويق بهذه الأساليب منذ الثورة وحتى الآن، «الأهرام العربى» واجهت الطرفين فى التحقيق التالى: البرامج الهادفة ذات المضامين الجيدة هى التى تفرض نفسها دون النظر لمقدميها، وأن ما ذكرته بعض الوكالات الإعلانية بشأن صعوبة تسويق البرامج الجديدة لأنها لا تضم مذيعين لامعين ونجوما أمر غير مفهوم، هذا ما أكده إسماعيل الششتاوى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وقال: سوف تناقش هذه البرامج القضايا المطروحة على الساحة بطريقة مختلفة عما سبق دون التقيد بخطوط حمراء، وأتوقع لها أن تدخل المنافسة بسرعة كبيرة مع برامج التوك شو الشهيرة، فى المقابل أكد سعد عباس رئيس شركة وكالة صوت القاهرة، أن أسلوب التسويق الإعلانى له أصول أهمها وجود المذيع النجم الذى يحقق عائدا إعلانيا من خلال الجماهيرية التى يتمتع بها، وهذا ما نفتقده فى التليفزيون المصرى، وقال: لذا أشارك الزميل محمد عبدالله رئيس القطاع الاقتصادى فيما قاله وأكده بمذكرة رسمية لرئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون عن أساليب الجذب الإعلانى لأى قناة، التى تعتمد على محتوى متميز يرتكز على وجود عدة محاور، الأول برنامج توك شو واحد يقدمه مذيع أو اثنان على الأكثر وليس عدد من المذيعين، الثانى برنامج رياضى قوى يقدمه رياضى شهير يستطيع استضافة كبار الشخصيات الرياضية، وأخيرا برنامج ترفيهى على مستوى عال، بالإضافة إلى خريطة برامجية جيدة، وكل هذه المحاور يفتقد إليها التليفزيون المصرى الذى تحولت برامجه إلى مناقشة النواحى السياسية فقط مما أصبح غير جاذب لدى المعلنين، وأضاف فضلا عن أن نظام التعامل مع التسويق فى التليفزيون لا يتوافق مع فكر المعلنين، فالإعلانات فى القنوات الخاصة تحكمها ظروف العرض والطلب، أما فى التليفزيون فتخضع لأمور إدارية معقدة وقوانين وأوراق وموافقات قد تأخذ فترة طويلة حتى تحصل عليها تجعل العميل يهرب إلى قنوات أخرى، وأضرب لك مثالا « إذا رأيت محلا يبيع منتجات معينة ويتهافت عليه الجميع للشراء منه برغم وجوده فى شارع به محلات تبيع نفس المنتجات، فماذا عن تعليقك سوى أن هذا المحل لديه أجود المنتجات، وأنا هنا لا ألقى الاتهامات على أحد، وكل مسئول يعرف أين يقف، وقال: تخيل أنه لم يأخذ رأيى على الإطلاق فى البرامج الجديدة التى ستعرض من الناحية التسويقية، بل إن الخريطة البرامجية للقنوات والشبكات الإذاعية لم تصلنى، كما لم أعلم بإذاعة أول حلقة لبرنامج البيت الكبير من شرم الشيخ إلا من إسماعيل الششتاوى رئيس الاتحاد، وكأننا نعمل فى جزر منعزلة وليس تحت مظلة كيان واحد، وفى النهاية يلقى الجميع المسئولية على شركة صوت القاهرة والقطاع الاقتصادى بأنهما السبب فى ضعف موارد الاتحاد. وأوضح طارق مبروك رئيس الإدارة المركزية للإعلانات بالقطاع الاقتصادى، أن الإدارة تلقت بيانا بالبرامج الجديدة التى سيتم عرضها على قنوات التليفزيون والمذيعين الذين سيقدمونها، وقامت على الفور بدراستها تمهيدا لبدء تسويقها، كما خاطبت عدد من الوكالات الإعلانية بالخريطة البرامجية الجديدة وما تحويه من مضمون وأسماء المذيعين لوضع إعلانات عليها، وجاء رد أغلبها متفقا فى شىء واحد ألا وهو افتقادها للمذيع النجم، وأفادت بعض الوكالات الأخرى بضرورة وجود مذيع واحد للبرنامج وليس عدة مذيعين ، وقال: وجود برامج جديدة يجب أن يتزامن مع وجود مذيعين لامعين يستطيعوا أن يكونوا بمثابة جذب إعلانى لها، خصوصا أن العبء الأكبر فى التسويق يقع على عاتق المذيع، فإذا كان مشهورا ولديه جماهيرية بين الناس فسينجح فى تحقيق نسبة عالية من المشاهدة وتتهافت عليه الإعلانات، والعكس بالنسبة لمذيع غير معروف، وان كنت أرى أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون لديه بعض المذيعين المتميزين لكن لا يتم توظيفهم على النحو الأمثل، وشدد مبروك على ضرورة عمل تنويهات مشوقة لهذه البرامج تتماشى مع طبيعتها وتوفر دعاية مكثفة لها، وأتوقع أنه لو تم تلافى النقاط السالف ذكرها ستكون لدى الاتحاد برامج جيدة. أما عمر أنور نائب رئيس قطاع القنوات المتخصصة والمكلف بتسيير أعمال القطاع فيقول: أتفق تماما مع ما قاله سعد عباس، رئيس صوت القاهرة، وأرى البرامج التى يتناوب على تقديمها عدد كبير من المذيعين تفقد هويتها وتصبح بلا شكل ويكون من الصعب جدا تسويقها، وتكون أشبه بالقطار الذى يحمل عددا كبيرا من الركاب دون رؤية واضحة أو طريقة ثابتة فى تناول الموضوعات واستعراض القضايا المطروحة على الساحة، وقال: الحل يكمن فى انتقاء عدد من المذيعين الأكفاء على مستوى قنوات الاتحاد، وعمل برامج مختلفة ما بين توك شو ورياضية وترفيهية على أعلى مستوى بالتشاور مع مسئولى التسويق فى الاتحاد للعرض على عدد من القنوات المهمة، كالأولى والثانية والفضائية ولايف ونايل سبورت وتسكين مذيع أو اثنين على الأكثر فى كل برنامج ثم عمل دعاية مكثفة لها فى الصحف والمجلات والأوت دور أسوة بما تفعله القنوات الخاصة، وإن شاء الله ستأتى التجربة بنتائج طيبة،خصوصا أن أغلب مذيعى القنوات الخاصة من أبناء التليفزيون وتم توظيفهم بشكل سليم . بينما يرى على سيد الأهل رئيس القناة الأولى، أن شركة صوت القاهرة والقطاع الاقتصادى لا يؤديان دورهما على أكمل وجه، ويختلقان الحجج ، والدليل على ذلك فشلهما فى العام الماضى فى تسويق مسلسل ناجى عطالله للفنان عادل إمام، وعدم جلب دقيقة إعلانية واحدة عليه برغم قيام التليفزيون بعرضه قبل القنوات الخاصة بأكثر من ساعتين، ونجاح الخاصة فى جلب ما يزيد على أربعين دقيقة إعلانات عليه فى كل حلقة، وأشار: تم تقليص عدد المذيعين فى البرامج ليصبح أربعة مذيعين فى البرنامج الرئيسى، وأنه يستحيل تقليصها عن ذلك لاعتبارات كثيرة أولها السقف المالى المقيد لأجور المذيعين، بالإضافة إلى العدد الكبير من مقدمى البرامج الذين بحاجة إلى العمل والظهور على الشاشة، كما أننى ضد الاستعانة بمذيعين من الخارج إلا فى حالة إذا كان البرنامج إعلانيا وألا يكون البرنامج الرئيسى للقناة . ويرى ممدوح يوسف رئيس القناة الثانية، أن التليفزيون المصرى شهد تطورا ملحوظا فى الفترة الأخيرة، لكنه ما زال بحاجة إلى مذيع نجم من أجل الجذب الإعلانى سواء من داخل التليفزيون أم من خارجه ، وأنه نظرا للظروف التى يمر بها اتحاد الإذاعة والتليفزيون واعتراض الكثير من العاملين على الاستعانة بأحد من الخارج أفضل أن يتم البحث عن مجموعة جيدة من المذيعين من قنوات الاتحاد المختلفة وإعدادهم بشكل يسمح لهم بأن يكونوا نجوما فى الغد، وقال: ليس الوقت مناسبا الآن كى نلقى بالمسئولية على بعضنا بعضا، ولكن علينا أن نتعاون جميعا من أجل الوقوف على السبب الرئيسى للمشكلات التى تواجه الاتحاد ونعمل على حلها.