يعيش خبراء صحة كوكب الأرض في حالة ذعر أمام ما قد يأتي به المستقبل. فقد اكتملت لديهم رؤية واضحة لاحتمال انهيار الحضارة العالمية، وذلك من خلال مجموعة من المشاكل البيئية المترابطة. و في هذا الشأن، كتب بول إيرليخ وشريكته آن إيرليخ علي صفحات مجلة العلوم المرموقة "وقائع الجمعية الملكية"، أن انهيار الحضارة الإنسانية العالمية يبدو مرجحا. "هذا الانهيار سوف يتخذ شكل انهيار تدريجي.. لأن المجاعات والأوبئة ونقص الموارد ستؤدي إلى تفكك السلطة المركزية داخل الدول، وذلك تزامننا مع تعطل التجارة واندلاع النزاعات على الضروريات الشحيحة، وبنحو متزايد". وبالفعل يعاني ملياران من البشر من الجوع اليوم. وأصبح الإنتاج الغذائي -الذي يعد أكبر صناعة للبشرية- يتضرر بالفعل من المشاكل المناخية وغيرها من المشاكل البيئية. وأكد الخبيران أنه "لا يمكن لأي بشرية كانت تجنب انهيار الحضارة إذا لم تطعم أهاليها". وشرحا في تقريرهما المشترك المعنون "هل يمكن تجنب إنهيار الحضارة العالمية؟"، أن تصاعد الاضطراب المناخي، وتحمض البحار والمحيطات، ونضوب المياه الجوفية، وانقراض النباتات والحيوانات.. هي الدوافع الرئيسية وراء الانهيار المقبل. هذا ولقد إستشار الخبيران عشرات من الخبراء المتخصصين في نظم الأرض لدي إعداد تقريرهما المكون من 10 صفحات والذي يحتوي علي أكثر من 160 مرجعا. وأفاد إيرليخ "لقد تحدثنا إلى العديد من الخبراء الرائدين في العالم للتمكن من بلورة حقيقة ما يحدث". وشرح إيرليخ، وهو عالم الأحياء البارز والحائز علي العديد من الجوائز العلمية، "واقعنا هو معدلاتنا الحالية من الاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية، والضرر الناجم عن ذلك علي خدمات إدامة الحياة التي توفرها الطبيعة، يعني أننا بحاجة إلى نصف كوكب آخر للإستمرار علي هذا المنوال.. أي إذا ما استمر السبعة مليارات نسمة علي معايير المعيشة الحالية..". ثم حذر ".. لو عاش كل مواطن في العالم كمواطني الولاياتالمتحدة.. فسوف تكون هناك حاجة الى أربعة أو خمسة كواكب". ومن ضمن مؤشرات الخطر، أشار إلي توقعات زيادة عدد سكان العالم بمجموع 2.5 مليار نسمة إضافية بحلول عام 2050، وإلي أن مثل هذه التوقعات تدفع الخبراء لاستنتاج أن انهيار الحضارة سيكون لا مفر منه ما لم تحدث تغييرات كبري. هذا ويجدر التذكير بأن المجتمع العلمي الدولي قد أصدر أول دراسة تقييم من نوعها عن "حالة الكوكب" وذلك خلال مؤتمر "كوكب تحت الضغط" الذي انعقد في لندن في مارس من العام الماضي. في تلك المناسبة، خلص أكثر من 3،000 خبير إلي الإنسانية تواجه حالة "طوارئ كوكبية" ومن ثم لابد من إجراء تغييرات واسعة النطاق ودون إهدار الوقت. وفي عام 2010، حذر ائتلاف للهيئات العلمية الوطنية والجمعيات العلمية الدولية من 141 دولة، من ان "استمرار نظام "تشغيل" الأرض كما نعرفه أصبح في خطر". فشرح بات موني، رئيس منظمة ETC البيئية الدولية أن "الوضع يائس للغاية ومع ذلك لا يشار إليه على الصفحات الأولى (لوسائل الإعلام) أو على جدول أعمال قادة العالم".