من المتوقع أن يقوم مايقدر بنحو 11 مليون هندوسي يوم غد الاثنين بممارسة طقس غمس أنفسهم في نهر الجانج في مدينة الله أباد بشمال الهند، وسط مخاوف من مستويات التلوث المرتفعة. ويؤمن الهندوس بأن طقس حج كومبه ميلا الذى يتم تأديته بشكل كامل مرة واحدة كل 12 عاما- يطهر الروح من الخطايا ويمهد الطريق نحو الجنة. لكن دعاة حماية البيئة الذين أجروا مؤخرا جولة من التجارب خلصوا إلى أن أيا من الأنهار الرئيسية في شمال الهند، بما في ذلك نهر الجانج، لا يصلح للاستحمام فيه. وقال الباحث أنيل براكاش جوشي: "لصياغة الأمر ببساطة، وجدنا أن هذه الأنهار ليست بأنهار، إنما جميعها عبارة عن قنوات للصرف الصحي". وذكرت صحيفة "تايمز أوف إنديا" إنه "إذا كان لديك أي خطط للقيام بغمسة مقدسة في نهر الجانج خلال طقوس حج كومبه ميلا القادمة، فأنت على الأرجح ستسبح في حساء من المواد السامة". وقال التقرير إنه على الرغم من زيادة الإنفاق على محطات معالجة مياه الصرف الصحي، فإن نهر الجانج لا يزال يحتوي على كميات كبيرة من النفايات البشرية والقمامة بالقرب من مدينة الله أباد. كما أن النفايات الصناعية السائلة تتدفق من مصانع وأماكن أخرى على طول النهر، بما في ذلك نفايات إحدى المستشفيات،. وأضافت الصحيفة إن "محطة التخلص من نفايات (المستشفى)، التي شيدها البريطانيون والواقعة خلف المستشفى، متوقفة عن العمل منذ أمد بعيد". هذا فضلا عن أن السدود المشيدة على المنبع أدت إلى تناقص حجم المياه القادمة إلى مدينة الله أباد حيث يلتقي نهر الجانج بنهر يامونا. وزادت المستوطنات البشرية على طول النهر أيضا بأكثر من 20 في المئة، وفقا لتقديرات الحكومة المحلية. وفي كل عام، يلقي العرافون الذين يقودون المسيرة في النهر نظرة فاحصة على لون الماء وغالبا ما يهددون بمقاطعة الطقوس بسبب مستويات التلوث العالية. وعادة ما تستجيب الحكومة المحلية عن طريق السماح بتدفق كميات إضافية من المياه القادمة من السدود. يذكر أن حج كومبه ميلا، بموكبه الذي يتضمن عرافين والاستحمام المقدس في أيام معينة ومجموعة أخرى من الطقوس، يبدأ يوم الاثنين ويستمر على مدى 55 يوما حتى 10 مارس/آذار. ولم تردع التحذيرات بارتفاع معدلات التلوث الحماس الديني المرتبط بحج كومبه، حيث قالت إدارة المهرجان إنها تتوقع مشاركة 88 مليون شخص خلال أيام الاستحمام الست الأكثر أهمية. ويتابع مصورون وصحفيون وكتاب وسياح كومبه ميلا بحثا عن الإلهام. ومن بين المشاهير المتوقع مشاركتهم في المهرجان خلال العام الحالي نجمة هوليوود كاثرين زيتا جونز. ونقلت عنها صحيفة "تايمز أوف انديا" قولها: "قيل لي أنه مشهد يسر العين والروح. أمل أن أجد ما أبحث عنه هنا". وسيتم نشر أكثر من 12 ألف رجل شرطة خلال مهرجان هذا العام. جدير بالذكر أن التدافع في كومبه ميلا يعد أمرا شائعا في ظل الحشود الضخمة التي تشق طريقها ببطء على الطرق والجسور المفضية إلى درج مؤقت يؤدي إلى النهر. وقد وقعت أسوأ حادثة تدافع في عام 1954 حين لقى أكثر من 500 شخص حتفهم. وخلال مهرجان عام 2003 في بلدة ناشيك، غربي البلاد، تم سحق 45 شخصا حتى الموت. ووفقا للأساطير الهندوسية، فإن الآلهة والشياطين تحاربا للحصول على جرة من رحيق الخلود الذي يطلق عليه "أمريتا" فسقطت بضع قطرات في أربعة أماكن: مدينة الله أباد، وهاريدوار و أوجاين و ناشيك، وهي الأماكن التي يقام فيها المهرجان في فترات محددة.