وزير الدفاع والإنتاج الحربى يلتقى وزير الدفاع الإندونيسى    لا علاج ولا تعليم ولا مساعدات مادية…قوانين ذوى الاحتياجات الخاصة «حبر على ورق» فى زمن الانقلاب    ضبط شخصين تعديا بالسب على قائد سيارة بمدينة نصر بسبب أولوية المرور    إجراءات صارمة لضبط حملات الدعاية فى انتخابات الشيوخ    الجبهة الوطنية يكثف نشاطه وجولاته الإنتخابية لدعم مرشحه بالبحيرة    قيادي بالمؤتمر: بيان الداخلية يكشف الوجه القبيح للإرهاب الإخوانى.. ويقظة الأمن أفشلت مخططتهم لاستهداف الوطن    بودكاست لتعريف المجتمع بالمبتكرين    لليوم ال 20 .. التموين تواصل صرف مقررات يوليو    «المالية» تُخصص 5 مليارات جنيه لجهاز تنمية المشروعات    وزير الصناعة والنقل يتفقد 3 مصانع كبرى في مدينة العبور بمحافظة القليوبية    مجلس الوزراء: "حياة كريمة" تُغير وجه القرى المصرية.. شرايين التنمية تنبض في محافظة الشرقية    مركز المعلومات بمجلس الوزراء : مصر أصبحت سوقًا أكثر جاذبية لتجميع السيارات    وزير الداخلية السوري: هدفنا وقف إطلاق النار في السويداء بشكل كامل    "الدفاع الروسية": السيطرة على بلدة جديد في "دونيتسك".. وتدمير 93 مسيرة أوكرانية    وداعا "للأمير النائم".. 20 عاما من الغيبوبة تنتهي بقصة خالدة في الصبر والإيمان    الإعصار «ويفا» يضرب هونج كونج برياح شديدة وأمطار غزيرة    مصادر: تحليق لطائرات حربية يعتقد أنها إسرائيلية في سماء السويداء    أحمد رفاعي مدافع الزمالك ينضم لغزل المحلة    سانشو يقترب من العودة.. يوفنتوس يحسم اتفاقه مع مانشستر يونايتد    مدرب الزمالك السابق بعد ظهور فتوح مع إمام عاشور: «اتفق معاك على 2 مليون؟»    محمد حمدي يعلق على فترة تواجده بالزمالك واعتزال شيكابالا وانتقال زيزو للأهلي    بسبب طول الموسم الماضي.. الريال قد يجدد طلبه بتأجيل جولته الأولى بالدوري    27 يوليو النطق بالحكم في اتهام 3 طلال بإنهاء حياة طفل بكفرالشيخ    إصابة عامل ونجله في انقلاب دراجة بخارية بقنا    آمال ماهر تتصدر التريند بإسم ألبومها الجديد «حاجة غير» قبل طرحه اليوم    تفاعل جماهيري مع فلكلور القناة في مهرجان "صيف بلدنا" بمطروح    مفتى الديار: الصحفى المتخصص هو خط الدفاع الأول فى معركة الوعى    طريقة عمل الحواوشي في البيت، غداء سريع التحضير وموفر    انطلاق فعاليات حملة «100 يوم صحة» بالإسكندرية    احذر هذه الأخطاء ال 8 عند تناول بذور الشيا.. فوائدها قد تنقلب ضدك    شيحة: لدينا هيئة وطنية مستقلة تشرف على الانتخابات وتحقق نوعا من التوازن    السجن المشدد 6 سنوات لعاطل سرق طفلاً بالإكراه فى سوهاج    توفى بعدها بدقائق.. تشييع جثامين أم ونجلها من كنيسة الأزهرى ببنى سويف.. صور    عاجل- السيسي يستقبل قائد القيادة المركزية الأمريكية بحضور وزير الدفاع المصري    جنبلاط: أي دعوة لحماية دولية أو إسرائيلية تشّكل مسّاً بسيادة سوريا    نيويورك تايمز: روسيا حققت مكاسب كبيرة على الأرض فى أوكرانيا خلال يونيو    قناة "مصر قرآن كريم" تحيى ذكرى رحيل الشيخ محمود علي البنا    قبل طرحه.. تفاصيل 10 أغنيات تقدمها آمال ماهر في ألبوم «حاجة غير»    ندوة لمناقشة كتاب "ثورة عبد الناصر" ووثائق ثورة يوليو للمؤرخ جمال شقرة.. الأربعاء 23 يوليو    بايرن ميونخ يقترب من حسم صفقة لويس دياز مقابل 75 مليون يورو    «الغندور» يكشف موعد الإعلان عن صفقة الزمالك الجديدة    محافظ سوهاج: توريد أكثر من 183 ألف طن قمح حتى الآن    أمين الفتوى: الرضاعة تجعل الشخص أخًا لأبناء المرضعة وليس خالًا لهم    رحلة الرزق انتهت.. حوض المرح ابتلع الشقيقات سندس وساندي ونورسين بالبحيرة    سيدة تسقط جثة هامدة من عقار بالإسكندرية.. وأسرتها: تعاني الوسواس القهري    الشيخ أحمد خليل: البركة في السعي لا في التواكل    غلق 143 محلًا لمخالفة قرار ترشيد استهلاك الكهرباء    شوبير: رحيل وسام أبو علي يقترب.. وبديله في الطريق ل الأهلي    قرار وزاري برد الجنسية المصرية ل21 مواطنًا    وحدة السكتة الدماغية بقصر العيني تحصل على الاعتماد الدولي    ضم تخصصات جديدة، كل ما تريد معرفته عن تعديل قانون أعضاء المهن الطبية    زكى القاضى: إسرائيل لا تريد رؤية الفلسطينيين وتسعى لتفنيذ مخطط التهجير    نتيجة الثانوية العامة 2025 بالاسم ورقم الجلوس.. رابط الاستعلام عبر موقع الوزارة (فور اعتمادها)    «بين الخصوصية والسلام الداخلي»: 3 أبراج تهرب من العالم الرقمي (هل برجك من بينهم؟)    حكم قراءة الفاتحة للمأموم في الصلاة الجهرية؟.. أمين الفتوى يجيب    حكم استخدام شبكات الواى فاى بدون علم أصحابها.. دار الإفتاء تجيب    وزير الإسكان يتابع تطوير منظومة الصرف الصناعي بالعاشر من رمضان    دعاء الفجر | اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أعراضه الاكتئاب والاضطراب وانهيار المناعة.. د.رامز طه: ال"باتسد" وباء قمع الثورات
نشر في الأهرام العربي يوم 30 - 01 - 2012

تعذيب.. سحل .. قتل .. اعتقال.. تحرش .. اغتصاب.. وغيرها من أساليب القمع والرعب التى لجأت إليها الأنظمة لمواجهة الثورات العربية والاعتصامات الجماهيرية الكاسحة فى كل من تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، لن تكون مجرد مشاهد تتحول إلى ذكريات بعد نجاح هذه الثورات فى تغيير أنظمتها، ولكنها ستصبح وباء جماعيا تعانى منه المجتمعات العربية التى عايشت هذه الأحداث بإصابة ما بين 50 إلى 80 % من أفرادها بمرض يسمى PTSD أو ما يطلق عليه «اضطراب ما بعد الصدمة»، والذى يصعب شفاؤه، ويصل ببعض المصابين به لدرجة الخلل فى الجهاز الهرمونى والعصبى ومعاناتهم من الأمراض الخبيثة، حول هذا المرض وكيفية مواجهته، كان هذا الحوار مع د. رامز طه استشارى الطب النفسى ومؤسس حملة «انتصر على الضغوط» والمتبنى حاليا لحملة بعنوان «2012 عام المساندة والتأهيل» لمساندة وتأهيل ضحايا العنف فى الثورات العربية.
إذا تحدثنا عن هذا المرض ماذا تقول عنه؟
هذا المرض معروف باسم اضطراب الضغوط أو ما بعد الصدمات، ونسبة حدوث الإصابة به بين 50 إلى 80 % عند التعرض للضغوط الشديدة، ويصاب به كل من يتعرض لصدمة عصبية تفوق طاقة تحمل الشخص العادي، ومع الوقت تظهر عليه بعض الأعراض الانشقاقية، التى تتمثل فى اضطراب شديد فى الذاكرة والوعى وتبلد الإحساس، أو ما نطلق عليه «الخدر النفسي»، ويصل الأمر أحيانا لفقدان الهوية وعدم القدرة على معرفة المحيطين بالمريض الذى قد يصاب أيضا بالشرود النفسى فلا يعرف من هو وإلى أين يذهب. كما يحدث اضطراب للجسم كله وخصوصا الدورة الدموية والدماغ والقابلية لاختلال وظائف الجهاز العصبى مع زيادة هرمونات التوتر، علاوة على زيادة أمراض السكر والضغط والصداع الذى لا يستجيب للمسكنات و حموضة المعدة والحساسية.
هل هناك أعراض معينة تسهل عملية تشخيصه بدقة؟
مشكلة هذا المرض أن أعراضه تشترك مع أعراض أمراض كثيرة جدا، وهو ما يعل بعض الأطباء يعالجون أعراضه الأولية مثل القلق والأرق، بعيدا عن علاجه مما يؤدى إلى حدوث مضاعفات خطيرة، ومن أعراضه الاضطرابات النفسية والسلوكية والتى إن لم تعالج يصاب الشخص بالأمراض «النفس جسدية» خصوصا أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمى.. ومشكلة هذا المرض أيضا أن المريض به عادة ما يستعيد معايشة الحدث عند تذكره، مما يؤثر على الذاكرة وإصابتها بالاضطراب. لأنها تعمل لفترة طويلة على مثل هذه الذكريات الاقتحامية التى تظهر فجأة، بشكل تجعل المريض يصرخ سواء كان فى حالة نوم أم يقظة.
هل يمكن أن ينتقل المرض لمن يشاهده عبر الشاشات أم يقتصر على المعايشة الفعلية؟
الإصابة به تختلف من شخص لآخر حسب بنيانه وتوازنه النفسي، وعليه فيمن الممكن إصابة المشاهد عبر الشاشات أو أى تقنية تنقل الصورة ولكن بدرجة أخف، ولكن الكارثة فى من كان منهم قد تعرض من قبل لصدمة شديدة مثل التعرض لخسائر بالغة أو فقدان شخص عزيز أو فشل فى العاطفة والحياة الأسرية، يمكن أن يصاب بما يسمى بمرض اضطراب التأقلم أو التكيف الذى يصاب فيه الإنسان بنوبات من القلق والاكتئاب أو اضطراب فى السلوك، أو أى مظاهر تؤدى إلى الخلل فى القدرة على التكيف، وقد يصل الأمر به لفقد توازنه النفسى والاجتماعي. وماذا عن العلاج؟ هناك عدة أساليب لعلاج هذا المرض بداية من العلاج النفسى التدعيمى والمساندة الاجتماعية والأسرية، بجانب الإرشاد النفسى واللجوء لأساليب خفض الحساسية للمواقف الصادمة، علاوة على العلاج النفسى الجمعى والفردى والمعرفي، كما نلجأ كذلك للعلاج الدوائى وخصوصا الأدوية الحديثة التى تعالج الأعراض الاكتئابية والقلق والأرق، وهناك أيضا العلاج الاجتماعى وإبعاده عن كل ما يذكره بالصدمة السابقة.
لماذا تنادى بجعل هذا العام لمساندة وتأهيل ضحايا العنف فى الثورات العربية؟
لأنه لو لم نفعل ذلك الآن سنكون مهددين بوباء يدمر صحة جيل كامل فى المجتمعات العربية الخمسة، خصوصا أن هذا المرض لا ينتبه له الكثيرون، فخبرتنا به قليلة برغم أننا حاليا نعيش فى الموجة السادسة للمرض، فقد كان أول ظهوره فى الحرب الأهلية الأمريكية، وقد عرف بمتلازمة قلب الجندي، حيث كانت أعراضه تتمثل فى اضطرابات القلب والدورة الدموية، ثم جاءت الحرب العالمية الأولى، وعرف فيها بمرض الشل شوك أى صدمة الارتجاف، وظهرت الموجة الثالثة لهذا المرض اللعين فى الحرب العالمية الثانية، وشهدت حرب فيتنام الموجة الرابعة وفيها أطلق عليه اسم الاضطراب التابع لصدمة أو حادثة، وسجلت الإحصائيات وقتها إصابة 30 % ممن عايشوا هذه الأحداث بالأمراض النازفة للجهاز العصبى والهرموني، وحدثت الموجة الخامسة مع غزو الكويت والتى شهدت لأول مرة حالات كثيرة من هذا المرض، بل سجلت الكويت وقتها ظواهر غريبة عليها مثل زيادة حالات الطلاق وانتشار العنف وخصوصا بين الشباب والمراهقين.
هل أجريت أبحاث ودراسات على بلدان الثورة العربية لنقف على ماهية ما ستتعرض له؟
لم تجر حتى الآن دراسات على هذه البلدان العربية لكى نتعرف على الفروق الإكلينيكية بينها، وكيف ستكون الصورة فيها الآن وبعد سنوات، ولكن المؤكد أنه ستظهر حالات بهذا الطيف الواسع من الاضطرابات الواسعة فى سوريا واليمن باعتبارهما من أكثر بلدان الربيع العربى تعرضا للعنف والقمع والتعذيب ثم ليبيا ومن بعدها تونس ومصر، لذلك علينا أن نسارع بإقامة مراكز متخصصة لبحث هذه الظاهرة والقيام بعمليات المساندة والتأهيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.