وفاء فراج تصوير - عماد عبدالهادى - قضت أكثر من 30 عاما تخدم فى محراب الصحافة داخل مصر وخارجها وآمنت أن رسالتها الصحفية وبحثها المستمر عن حقوق الصحفيين وحريتهم يجب أن يشمل كل صحفى العالم.. هى (هدايت عبد النبى )، الكاتبة الصحفية ورئيس اتحاد صحفيى الأممالمتحدة ورئيسة “حملة الشارة الدولية لحماية الصحفى" ومقرها جنيف،حيث تهدف من إنشاء تلك الحملة للتوصل إلى معاهدة دولية لحماية الصحفيين فى كل أنحاء العالم فى أوقات الحروب وفى الحالات الخطرة مثل التوترات الداخلية والمظاهرات.وفى السطور المقبلة نتعرف اكثر عن الحملة وقضايا حرية الصحافة من خلال الحوار التالى : كيف أنشئت حملة الشارة..ومن هم أعضاؤها ؟ بدأت الحملة بنداء منى فى أغسطس 2003 عندما قتل مازن دانا مصور وكالة رويترز للأنباء أمام سجن أبو غريب فى العراق باستهداف القوات الأمريكية له لأنهم تصوروا بالخطأ أن الكاميرا التى يحملها هى حاملة صواريخ على الكتف، فهكذا برروا هذا الاستهداف. وكنت وقتها رئيس اتحاد صحفيى الأممالمتحدة فى جنيف وأطلقت النداء بتشكيل مجموعة عمل تنظر فى توفير “شارة" صحفية معترف بها دولياً لحماية الصحفيين فى مناطق النزاع المسلح وشاركنى الفكرة الصحفى “بليز ليمبان “من وكالة الأنباء السويسرية، لنخرج بفكرة الشارة الحامية المستوحاة من شارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وقد أطلقت الحملة من داخل أروقة الأممالمتحدة فى جنيف يوم 19 إبريل 2004. ثم أعلنا تشكيل مجلس الحملة من أنا رئيس وبليز ليمبان سكرتيراً عاماً وصحفيين من دول أروبية وعربية. وبعد عدة سنوات من العمل الجاد حصلت الحملة على عضوية المنظمات غير الحكومية فى الأممالمتحدة. الدول الحامية للحريات والأرواح بخاصة للصحفين والإعلاميين. ما مصادر تمويل الحملة؟ الحملة هى منظمة مستقلة لا تهدف للربح وتمويلها ذاتى من الأعضاء والتبرعات. بالإضافة إلى أن كل النقابات الصحفية العربية تؤيد حملة الشارة الدولية فى مسعاها للتوصل إلى معاهدة دولية لحماية الصحفيين، وكذلك كل النقابات فى الدول الإسلامية والإفريقية والنقابات أيضاً فى أمريكا اللاتينية وكل الدول التى تعانى من نزاع داخلى كلهم معنا فى مسعانا. كيف تخدم الحملة جموع الصحفيين فى مصر والعالم؟ الحملة تهتم بالتعبئة لمشروع المعاهدة الدولية وحين تتبنى الدول هذه المعاهدة، فإن ذلك سوف يخدم الصحفيين المصريين وغيرهم فى كل أنحاء العالم. حدثينا أكثر على مشروع المعاهدة الدولية لتقوية الحماية للصحفيين الذى طرحته حملة الشارة؟ فى غياب أى وثيقة قانونية حول حماية العمل الصحفى فى مناطق النزاع المسلح والتوتر الداخلى، ومع زيادة المخاطر بسبب توسيع دائرة الأطراف الفاعلين فى الميدان العسكرى بما فى ذلك المجموعات الخارجة عن الدولة والمسلحة والتى تعمل بشكل علنى فى تنفيذ عمليات إرهابية. يعتبر ميثاق الأممالمتحدة الذى يفرض على الدول الالتزام بتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية احتراما عالميا وفعليا هو التزام كلامى فقط وغير قابل للتنفيذ،لذلك استندنا إلى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، وقدمنا مشروعا لمعاهدة دولية لتقوية الحماية للصحفيين من 12 بنداً، حيث إن الصحفى فى هذه المعاهدة يتضمن كل المدنيين الذين يعملون فى الحقل الصحفى بما فى ذلك الإنترنت بشكل جزئى أو كلى بغض النظر عن الجنسية أو العرق أو الدين رجلاً كان أو امرأة، وسوف تدخل حيز التنفيذ بعد توقيع وتصديق 5 دول أعضاء بالأممالمتحدة بعد شهر من وضع المعاهدة لدى السكرتير العام للأمم المتحدة، ونتمنى أن تكون مصر أولى الدول التى توقع على تلك المعاهدة. فى حالات قتل الصحفيين أو اعتقالهم ما ردود فعل الحملة؟ نقوم بإصدار بيان من جنيف بالإدانة ونعمل من خلال مجلس حقوق الإنسان على أن يولى المجلس اهتمامه بهذه الجريمة، كما نرصد يومياً على موقعنا www.pressemblem.ch حوادث القتل للصحفيين. ونصدر كل ثلاثة أشهر تقريراً عن عدد الصحفيين الذين قتلوا فى هذه الفترة ومنذ أوائل العام. أهم إنجازات الحملة فى شأن الدفاع عن حقوق الصحفيين؟ أهم الإنجازات هو التوصل إلى دعم أكثر من 50 نقابة مهنية صحفية لمشروع المعاهدة الدولية. ثم قيام الحملة بتقديم جائزة سنوية إلى أصعب حالات العمل الصحفى وقد ذهبت هذا العام إلى الصحفيين السوريين، وفى العام الماضى إلى ذهبت الجائزة إلى صحفيى الربيع العربى ومنهم صحفيون من مصر وتونس وليبيا الذين قدموا كل ما عندهم خلال الربيع العربي... بالإضافة إلى أننا أول منظمة غير حقوقية تفوز بجائزة “ بوفيه “ للصحافة الممنوحة من نادى الصحافة السويسرية ومقاطعة جنيف والتى تمنح كل سنتين لتكريم الصحفيين، وهى أرفع جائزة تقدم للصحفيين فى كل أوروبا. وضع الصحافة العربية بعد ثورات الربيع العربى فى تقدم أم تراجع؟ لا أستطيع الحكم على كل دول الربيع العربى، وإنما يمكننى الحكم على الصحافة فى مصر لأننى أرى الصحف يومياً وأجد أن هناك حالة من الهياج لا تؤدى إلى تقدم المهنة، ولكنها بالتأكيد لم تتراجع لأن الشباب هم عمودها الفقرى وأرى فى شباب الصحافة المصرية أملاً كبيراً. كونك كاتبة سياسية ولك باع طويل فى عالم السياسية كيف تصفين المشهد السياسى فى مصر والوطن العربى؟ لا أرى إيجابيات كثيرة فى المشهد السياسى فى مصر فالاستقطاب أصبح شديد الانحياز كل طرف لمعتقداته وأحيانا أشعر بأن مصلحة مصر لا تدخل كثيراً فى حسابات الطرفين. والمشهد دموى فى سوريا ولا يمكن لأى كاتب سياسى أن يقبل به، وأنا أقف مع المقاومة السورية. وبالنسبة لليبيا وتونس وهم أشقاء مصر فى ثورة الربيع العربى أعتقد أن الأداء السياسى هناك أفضل من مصر على الرغم من صعوبة المرحلة. رأى حضرتك فى وضع الصحافة المصرية بعد ثورة 25يناير؟ أشعر أن حالة الهياج هى المسيطرة وتمتد من الورق إلى النقابة وهو مناخ غير صحى على وجه الإطلاق. رأيك من مواقف نقابة الصحفيين من الأحداث السياسية الحالية كما فى اللجنة التأسيسية للدستور والإعلان الدستورى؟ أنا ضد الانسحاب من اللجنة التأسيسية لوضع الدستور. أما بالنسبة للإعلان الدستورى فهو حق للرئيس فى غياب الدستور والبرلمان، فإذا أردنا ألا يستخدم هذا الحق فلنمض قدماً وننتهى من الدستور وننتخب مجلساً للشعب. بطبيعة الحال أنا لا أقف مع استخدام الإعلان الدستورى فى قرارات مجحفة أو شديدة التطرف. لكن استخدامه فى الحصول على حق شهداء الثورة من 25 يناير 2011 حتى نهاية العام الحالى وبعده إذا سقط شهداء فأنا مع الإعلان الدستورى فى قرار القصاص مائة فى المائة.