موسم عيد الأضحى السينمائى هذا العام ملىء بالمفاجآت، فخلال الأعوام العشرة الماضية كان موسم العيد يتسم بالكوميديا التى يفضلها الجمهور، لكن هذا العام هناك عدة ظواهر أهمها أن نصف أفلام العيد بعيدة كل البعد عن الكوميديا. الأمر الآخر أن أعلى إيراد حققه فيلم “ عبده موته “ الذى يناقش حياة البلطجة ولا يمت للكوميديا بصلة، وهى مفاجأة جديدة من مفاجآت السينما المصرية، الفيلم تكلفته تتراوح من 4 إلى 5 ملايين جنيه وصادف فى بداية تصويره مأزقا غريبا تمثل فى استبدال مخرجه محمد حمدى بالمخرج إسماعيل فاروق، وأبطاله جميعهم من الشباب مثل “ محمد رمضان ودينا وحورية فرغلى ورحاب الجمل “ وكان مقررا أن يعرض فى موسم نصف العام نظراً لطبيعته الدرامية، لكن المنتج أحمد السبكى استغل فرصة عدم وجود نجوم كبار فى العيد وطبع منه 60 نسخة، الغريب أن الجمهور تهافت على دخول الفيلم ليحقق خلال أسبوع عرضه الثانى ما يقرب من 12 مليون جنيه فى مفاجأة لم يكن يتوقعها صناع الفيلم أنفسهم. الفيلم الثانى فى ترتيب الإيرادات هو «الآنسة مامى» يعتبره بعض المهتمين بالسينما امتدادا لأفلام ياسمين عبدالعزيز السابقة “الدادة دودى والثلاثة يشتغلونها “، حيث أصبح الأطفال القاسم المشترك فى أعمال ياسمين، مما يعطيها ميزة مختلفة فى أن شريحة مشاهديها تتكون من جميع أفراد الأسرة الذين يصاحبون أطفالهم فى الذهاب إلى السينما، الفيلم عرض فى أكثر من 60 دار عرض وتخطى إيراده حاجز ال 9 ملايين جنيه فى أسبوعه الثانى. الفيلم الثالث فى ترتيب الإيرادات هو “مهمة فى فيلم قديم “ وهو عودة للفنانة فيفى عبده بعد ابتعاد أكثر من عشر سنوات عن شاشة السينما، وشاركها البطولة إدوارد ولطفى لبيب وهو من تأليف محمد فاروق ومن إخراج أحمد البدرى، ويعد هذا الفيلم واحداً من أسرع الأفلام التى صورت فى تاريخ السينما الحديثة حيث لم تتعد مدة تصوير أكثر من أسبوعين فقط للحاق بموسم العيد وتكلف إنتاجه أقل من 4 ملايين جنيه، ولم يأخذ الفيلم الإعداد الكافى، لذلك جاءت إيراداته أقل بكثير مما هو متوقع فلم تتعد حاجز ال 2 مليون جنيه فى أسبوعين برغم عرضه فى 45 دار عرض. رابع الأفلام من حيث الإيرادات هو فيلم “ 30 فبراير" وهو أول طولة مطلقة للفنان سامح حسين نجم مسلسلات الست كوم، وتشاركه البطولة النجمة الصاعدة آيتن عامر تأليف صلاح جهينى وإخراج معتز التونى، وتدور أحداثه حول نادر الذى يصادف سوء حظ غريب فى كل خطواته ويؤمن بقراءة برج الحظ يومياً، مما يجعله فريسة لسوء الطالع معظم وقته، لكن برغم وجود كوميديان مثل سامح حسين، فإن عدم وجود سيناريو معد جيداً واستئثار بطله بالوجود أمام الكاميرا من البداية إلى النهاية جعل الأحداث رتيبة، وبالتالى أثر على إيراداته التى وصلت إلى مليون ونصف المليون جنيه فى أسبوعين وهو مبلغ ضئيل جدا فى سوق الإيرادات. أما خامس الأفلام فهو فيلم “برتيتا" وهو أول بطولة للفنانة السورية « كندة علوش» وشاركها البطولة عمرو يوسف وأحمد صلاح السعدنى وتميم عبده ومادلين طبر ودينا فؤاد وأحمد صفوت.. تأليف خالد جلال وإخراج شريف مندور وقد استمر تصويره أكثر من عامين، مما أثر على إحساس جميع أبطاله الذين أدوا أدوارهم بأحاسيس ومشاعر متباينة بين البداية والنهاية، ساعد على ذلك أن السيناريو حاول أن يفتح خطوط كثيرة فى وقت واحد مما أوقعه فى مأزق عدم التركيز على قضية واحدة، مما أثر على إيراداته التى لم تتعد النصف مليون برغم طبع الشركة المنتجة ل 25 نسخة. وفى مفاجأة مدوية تذيل القائمة فيلم «جوه اللعبة» بطولة نجم الغناء مصطفى قمر وريهام عبدالغفور ومن إخراج محمد حمدى، فخلال السنوات الماضية كان مصطفى قمر هو فرس الرهان الذى تحقق أفلامه إيرادات عالية مثل “ حريم كريم وعصابة الدكتور عمر ومفيش فايدة “ لكن من الواضح أن ابتعاده عن الساحة السينمائية خلال السنوات الأربع الماضية أثر بشكل كبير على اختياراته وعلى مستواه الفنى والجماهيرى، مما نزل بالفيلم لقاع الهاوية بمساعدة المخرج والمؤلف اللذين لم يعرفا ماذا يريدان فقد حقق الفيلم إيرادات لا تتعدى بأى حال من الأحوال ال 400 ألف جنيه فى أسبوعين، وهو مبلغ كان يحققه بطل الفيلم فى يوم واحد سابقاً. وعن ذلك يقول الناقد طارق الشناوى يعتبر «عبده موته» من أفضل أفلام العيد رغم تشابه القصة مع فيلم الألمانى لنفس البطل، لكن هذه المرة استطاع السبكى أن يوفر له عناصر النجاح بوجود راقصة ونجمة إغراء وأغنية شعبية بجانب البطل الشاب والدعاية المكثفة فتحقق له ما أراد، أما فيلم “الآنسة مامى “ فهو محاولة استغلال نجاح ياسمين عبدالعزيز مع الأطفال فى سبيل أن باقى الأفلام بها مشاكل فى السيناريو فلم تحقق الحد الأدنى من النجاح. وأضاف الشناوى أن خروج مصطفى قمر من السباق لم يكن مفاجأة، لأن السنوات الأخيرة لم يكن له وجود على الساحة.