خلال الندوة التى أقيمت بمعرض تونس للكتاب مساء أمس الثلاثا،أكد الكاتب الصحفى أسامة عفيفى أن المجلات لعبت دوراً هاماً، عبر التاريخ الوطن العربى، خاصة فى تشكيل ثقافة المواطن. والقت الاضواء على مواهب كثيرة ،ومن هذه المجلات مجلة المجلة التى رأسها كبار المثقفين والكتاب واخرهم كان يحيى حقى وللأسف الشديد توقفت المجلة حوالى 41 عام ولكن هناك مجموعة من المثقفين. وأضاف "عندما ظهرت المطبعة كانت ثورة ضد احتكار المعرفة وقبل ذلك كان الذى يحتكر المعرفة هم الكهنة والنبلاء ونفس الشئ كان فى العالم الاسلامى ونحن نتحدث كثيرا عن ازدهار الثقافة فى العالم العربى ولكن فى الحقيقة كان الناس أميين وكان التعليم شفهيا حتى ظهور المطبعة وبعدها بدأت الشريحة البرجوازية فى كسر احتكار المعرفة وعندما ظهرت الصحيفة بدأت ديمقراطية المعرفة هناك فن من فنون الأدب ظهر مواكبا للصحيفة هو القصة القصيرة وعندما ظهرت مجموعة من الصحف كانت تقدم دورا ثقافيا وتقوم بدور المنتج للشعر وغيره حتى ظهرت مجلة رفاعة الطهطاوى وكانت مجلة معرفة وكان بها ترجمات والمجلة تخطت دورها التربوى والتعليمى الى الدور المعرفى ثم بدأت تظهر المجلات التى تربط السياسى بالثقافى والوطنى الأمة وكان هناك اتجاهين اتجاه ينحو نحو الرابطة العثمانية واتجاه نحو الرابطة الغربية، جريدة المقطم رغم ضخامتها كانت معلوماتية ولذلك سميت المقتطف وظهرت ايضا اللطائف المصورة والزهور ومجلات عربية وكانت المجلات تقوم على ركيزتين أساستين الأولى هى إحياء التراث العربى وثانيا التعريف بالآخر وظل هذا هو حال المجلات المصرية العربية إلى أن جاءت ثورة 19 والثورات الاحتجاجية ضد الاستعمار فى سوريا وغيرها وبدأت الهوية القومية فى الظهور وظهرت جريدة السياسة المصرية الاسبوعية وعلى صفحاتها تم مناقشة كل قضايا العلوم وجريدة البلاغ والثقافة". وأضاف أيضا"بعد اول حادث اعتداء على حائط البراق حدثت احتجاجات كثيرة وهذه الاحتجاجات لم تكن ذات بعد دينى واخذت بعدا ثقافيا قوميا وبعده بثلاثة سنوات عقد اول مؤتمر ثقافى عربى وفتح الحقوق لتبادل المطبوعات العربية وتعتبر مجلة الرسالة هى المدرسة الاولى للثقافة العربية التى كان يكتب فيها كل الكتاب العربية وظهرت ايضا فى هذه الفترة مجموعة من المجلات المتطورة مثل ابوللو وبدأ تشكل الشخصية القومية على مستوى الوطن العربى، هذه الفترة تتسم بالدور العقلانى وخاصة فيما يترجم عن الآخر ،ثم بدأت حقبة نهاية الاربعينيات وبداية الخمسينيات ،وظهر الهلال عام 1954 كبديل عن كل المجلات الثقافية وبعد 1957 ظهرت مجلة المجلة ووضع لها عنوان " سجل الثقافة الرفيعة". وأكد عفيفى أن "الدور الذى لعبه يحيى حقى دور مهم جدا وقدم هذا الجيل كاملا بزخم شديد واحتضن هذا الجيل ولاول مرة بدأ الاهتمام بالكاتب الذى يقيم خارج القاهرة، وفى هذا الوقت ظهرت مجموعة من المجلات المهمة غير المجلة مثل الكاتب وكانت تصدر عن هيئة الكتاب إلى ان صدر فى أكتوبر/تشرين الأول" عام 1971 قرار اغلاق مجلة المجلة والفكر المعاصر والفنون التى كانت تصدرها هيئة الكتاب، ونخلص الى ان الدور الذى لعبته المجلات الثقافية فى تقديم الاخر والتجاور من اجل التحاور هذا الدور العقلانى المعرفى توقف منذ نهاية السبعينيات تماما، وفى السبعينيات ظهرت مجلات تونسية كان لها دورا مهم وكانت حلقة وصل بين المشرق والمغرب ويجب ان تقدم المجلة الثقافية المعرفة وتكسر احتكارها من الناحية السياسية وان لم تفعل تتحول الى مطبوعة دعائية اسميها " الفترينة". وإختتم عفيفى أن هناك نوع ظهر فى الفترة الاخيرة فى التسعينيات والألفية الثانية وهو مجلة المعلومات إلى أن قامت الثورات العربية، وجاء الجيل الذى ابتكر طرقه الخاصة فى المعرفة بمعرفته باللغات ووسائل الاتصالات الحديثة وجاءت ادوات اخرى للتثقيف والمعرفة، وأشار إلى مجموعة من الإشكاليات التى تواجه المجلات الثقافية اهم اشكالية انها إما مجلة نخبوية اما مجلة مسطحة وهما وجهين لمشكلة واحدة ويبقى السؤال وأخيرا الدور الذى يجب ان تقوم به المطبوعة الثقافية بعد الثورات والتعارف على الآخر هو تقديم المعرفة التحليلية وإشاعة التفكير العقلانى والعقل المعرفى.