لعيد الأضحى أسماء مختلفة فى البلدان العربية والإسلامية فهو عيد «النحر» بمعظمها، وفى مصر والمغرب «العيد الكبير»، وفى إيران «عيد القربان» وفى سوريا غيروا اسمه إلى «عيد الدم»، فالأضاحى فى الشام هذا العام، ليست من الأنعام على سنة الأنبياء، وإنما من «الشيوخ والشباب والنساء والأيتام» الذين يضحى بهم النظام «الأسدى» الفاجر !! ولم تفلح محاولات الوسيط الأممى الأخضر الإبراهيمى، المصحوبة بالمناشدات الدامعة من شعوب ومنظمات حقوق الإنسان فى تنفيذ هدنة «3 أيام حرما» لوقف المجازر التى تراق فيها الدماء الطاهرة فى عيد وبغير عيد، لرجال نذروا أرواحهم فداء لوجه التحرر من استبداد أحد أنظمة القهر والفساد والطغيان، فى بلادنا العربية المنكوبة بحكامها المتسلطين على رقاب شعوبهم، الجاثمين على صدورها المنهكة بالذلّ والهوان والقمع والكبت، ومصادرة الإنسانية والآدمية. وسيقامر ويكابر من تبقى من هؤلاء الطواغيت، القابعين على الحكم بمن يساندهم إلى حين، لكنهم سيسقطون يوماً، لا محالة، لأن إرادة الشعوب من إرادة الله، وإرادة الله لا تُقهر، ذلك أن القوة التى تمثلها أجهزة أمن النظام والوحدات العسكرية التى يسيطرون عليها، والدعاية الممثلة فى وسائل الإعلام ومثقفى ومشائخ السلطان، لن تصمدا كثيراً أمام الواقع الذى يفضح بشاعتهما، ويدحض افتراءاتهما وقد يبطئ النصر لأن الباطل الذى يحاربه المؤمنون لم ينكشف زيفه للناس، ولم يقتنعوا بعد بفساده، أو قد يبطئ النصر لأن البيئة لا تصلح بعدُ لاستقبال الحق والخير، فيبقى الصراع قائماً، حتى تتهيأ النفوس لاستقباله ونستعين بمقولة الرئيس جمال عبد الناصر «ليس مهما أن تبقى سوريا فى الجمهورية العربية المتحدة، ولكن المهم أن تبقى سوريا» !! إن عيد الأضحى الذى يحمل لنا أفضل يوم أشرقت عليه شمس البشرية «وقفة عرفات» بات يحمل لنا - ومنذ سنوات - أخبارا غير سارة لسنا فى مقام التذكير بها الآن، ونضع أيدينا على قلوبنا لأن يحدث ما نخشاه فى ظل التطورات القاتمة فى لبنان والكويت والبحرين وغزة حاليا. إننا معشر العرب والمسلمين نسينا أن « الأشهر الحرم» للعبادة ولا قتال فيها، فسلط الله علينا أنفسنا بالحرب «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ».