نقلت صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية عن مسئولين في إدارة الرئيس باراك أوباما، أن الولاياتالمتحدةوإيران اتفقتا على إجراء مفاوضات مباشرة تخص برنامج إيران النووي المثير للجدل ووصف المسئولون، دون ذكر أسمائهم، الخطوة بأنها ربما تكون المجهود الدبلوماسي الأخير لتفادي عملية عسكرية ضد إيران. وصرح البيت الأبيض ردا على التقرير الدراماتيكي، على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، تومي فيتور، أن "الخبر ليس صحيحا". وجاء في الرد الأمريكي أن الإدارة الحالية "تواصل العمل مع أعضاء مجلس الأمن للتوصل إلى حل دبلوماسي" وأن الإدارة أعلنت منذ البداية "استعدادها للقاء ثنائي". ووفق التقرير، وافق المسئولون الإيرانيون على إجراء المفاوضات، بشرط أن تجرى بعد الانتخابات الأمريكية، حين تتضح هوية الرئيس المنتخب. ونقلت الصحيفة أن المفاوضات المحتملة هي نتيجة اتصالات سرية جرت بين واشنطن وطهران، منذ بداية ولاية الرئيس باراك أوباما. وأفادت "النيويورك تايمز" كذلك أن الاتفاق مع إيران تم بواسطة مسئولين كبار يرفعون التقرير للقائد الروحي الأعلى، آية الله علي خامنئي. وشدد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي على أن الرئيس أوباما صرح بشكل واضح وصريح أنه سيمنع من إيران الحصول على سلاح نووي، وأنه يواصل في مساعيه الديبلوماسية لتحقيق هذا الهدف. وفي غضون ذلك، نفى وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي من جهته، نية بلاده إجراء محادثات مباشرة مع الولاياتالمتحدة. وتطرق نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، ووزير الشؤون الاستراتيجية، بوجي يعلون، كذلك إلى التقارير حول مفاوضات مباشرة، قائلا: إنه لا يعلم بمعلومات كهذه. و أضاف: "الأمر ليس سرا أن اتصالات بين الأمريكيين والإيرانيين قد جرت، وأن الإيرانيين حاولوا اغتنام فرصة وجود الولاياتالمتحدة في محادثاتP5+1، لإجراء مفاوضات مباشرة. لكن إيران ترفض إجراء اتصالات جلية مع الولاياتالمتحدة بصورة متناسقة"، لذلك "أصدق إنكار البيت الأبيض ". وفي رد إسرائيلي آخر، قال السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، مايكل أورن: " لا نعتقد أن إيران تستحق مكافأة على هيئة محادثات مباشرة، بل نؤيد تصعيد العقوبات ضدها". وأضاف السفير أن إيران ستستغل المفاوضات للمماطلة، ولرفع مجهودها النووي بالمقابل. وجاء في التقرير الصحفي أن الإدارة الأمريكية بدأت مشاورات داخلية، جمعت بين مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية، ووزارة الدفاع، لتنسيق المطالب الأمريكية وخط التفاوض مع إيران. وذكر مسؤولون أن إحدى المعادلات التي طرحت هي "المزيد مقابل المزيد"، أي فرض المزيد من القيود على نشاطات اليورانيوم الإيرانية، مقابل المزيد من التسهيلات فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة. وأعرب المسؤولون الأمريكيون عن قلقهم أن تستغل إيران المحادثات وتماطل بهدف إرجاء ضربة عسكرية محتملة ضدها، محققة بالمقابل تقدما ملموسا في برنامجها النووي، خاصة في منشآت الإثراء التي تقع في عمق الأرض. وأثبتت إيران في السابق، من خلال محادثات مع الغرب، جرت في إسطنبول في البداية، مهاراتها في المماطلة والتحايل على ممثلي الدول التي تفاوضها، لكسب الوقت من أجل برنامجها النووي. وفي ذلك، ينوي المسؤولون في واشنطن حصر الاتصالات المتوقعة مع إيران، علما أن إيران ستحاول توسيع جدول الأعمال ليشتمل مسائل منها: سورية، والبحرين. وقال مسؤول في البيت الأبيض: "طالما نظرنا إلى القضية الإيرانية كقضية مستقلة، ولن نمكنهم من ربطها بقضايا أخرى ". يذكر أن برنامج إيران النووي جرّ الدولة إلى مواجهة واسعة مع دول الغرب، تم خلالها عقد مشاورات ومحادثات بين الطرفين. ولم يتوصل الأطراف بعد إلى حل مرضٍ، لا سيما إرضاء إسرائيل، التي تعتبر التهديد الإيراني تهديدا مصيريا.