وزارة الداخلية واحدة من الوزارات التى يقع عليها مسئولية كبيرة فى تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية فى مصر، فتأمين المباريات وتنظيم عمليات دخول وخروج الجمهور ليست مهمة سهلة، بالإضافة إلى تأمين المنتخبات المشاركة وجماهيرها المتوقع زحفها إلى القاهرة لمساندة لاعبيها، لذا اتخذت الوزارة جميع التدابير اللازمة وأنهت جميع القطاعات استعداداتها الأمنية بالتنسيق مع القوات المسلحة، للخروج بأقصى معدلات التأمين لجميع المباريات والفرق المشاركة، وجماهيرها الموجودة معها، فضلاً عن تأمين خطوط سير الفرق من وإلى أماكن الإقامة حتى أرض الملعب، وعودتها مرة أخرى. وجه اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، بضرورة وأهمية التنسيق الكامل والتعاون الشامل بين القادة الأمنيين الميدانيين المعنيين بالخطة الأمنية التنظيمية الخاصة ببطولة كأس الأمم الإفريقية، سواء على مستوى الخطط المعدة أو الخطط البديلة التى يمكن أن تفرضها أى مستجدات، وكذلك التعاون المعلوماتى من أجل إجراءات احترازية ووقائية هدفها التعامل مع أى طارئ فى أثناء البطولة، وكذلك الإخطار الفورى بأى ملحوظات،والتعامل بمنتهى الحزم والحسم مع مواجهة أى صور للإخلال بالأمن العام، والتصدى لأى محاولة للخروج عن القانون وبث الطمأنينة فى نفوس المواطنين، مؤكداً على التواصل على مدار اللحظة من داخل غرفة عمليات طوارئ الوزارة عبر شاشات الفيديو كونفرانس مع جميع القيادات على مستوى الجمهورية لتلقى التنبيهات والملاحظات ومستجدات الأمور، وتشكيل فرق عمل على مدار الساعة للتنسيق مع الجهات المعنية لمواجهة جميع المواقف وتحقيق الوجود الأمنى الفعال لإخراج عملية تأمين بطولة الأمم الإفريقية بالشكل المطلوب. وشدد وزير الداخلية، على حسن معاملة المواطنين، باعتبار ذلك أحد ثوابت الإستراتيجية الأمنية ولما له من أهمية فى دعم جسور الثقة بين المواطن ورجل الشرطة، مؤكداً أن نجاح رجال الشرطة فى أداء واجبهم مرتبط بمدى التلاحم والتعاون ومساندة المواطنين لهم. وتتكون العناصر المشاركة فى التأمين من رجال الأمن الوطني، والبحث الجنائي، والمفرقعات، ومفتشى الأمن العام، وشرطة المرافق والنجدة، والأمن المركزي، والعمليات الخاصة، ووحدات الانتشار السريع، وفرق وحدة مكافحة الإرهاب، بمشاركة أكثر من 100 ألف شرطى على مستوى الجمهورية. تأمين الطرق والفنادق اعتمدت خطة التأمين على 6 محاور لم يكشف عنها لكامل سريتها، لكن أهمها وضع خدمات أمنية نظامية وسرية ثابتة ودوريات متحركة بجميع الطرق المؤدية للملاعب وفنادق إقامة جميع الفرق المشاركة، بالإضافة إلى قوات لتأمين تحركات جميع الفرق والضيوف لملاحظة الحالة الأمنية، حيث رفعت قوات تأمين مطار القاهرة حالة التأهب والطوارئ بها منذ الآن استعدادا لاستقبال الوفود التى تسبق الفرق الرياضية لعمل الترتيبات اللازمة لها، ثم تصحبها سيارات الشرطة المصفحة والدوريات الأمنية، حيث أماكن الإقامة مع اتخاذ قطاع تأمين الطرق أعلى درجات الحيطة والحذر، وتعزيز الارتكازات التى ستمر عليها الفرق فى طريقها من المطار وتزويدها بأحدث الأسلحة والمعدات ومضاعفة القوات بها، وتكثيف وجود سيارات الإغاثة على جميع الطرق والمحاور لاسيما الطرق السريعة، والربط الكامل بغرف عمليات المرور لتنظيم الخدمات المرورية. تأمين الملاعب رفعت مديريات الأمن التى ستقام عليها المباريات حالة الاستنفار إلى القصوى، حيث سيتولى كل مدير أمن عملية الإشراف بنفسه على خطة التأمين مع مدير إدارة البحث الجنائى بنطاق كل مديرية، وقيام إدارات الأمن الوطنى والبحث الجنائى بفحص جميع المترددين على محيط الملاعب ومنع وصول أى شخص غير مصرح له بدخول الاستاد، بالإضافة إلى نشر إدارة الحماية المدنية قواتها على جميع مداخل الاستاد، والاستعانة ببوابات كشف المعادن، وكذلك التمشيط الجيد على مدار الساعة بخبراء المفرقعات والكلاب البوليسية، مع تعزيز منظومة كاميرات المراقبة على مداخل ومخارج بوابات الملاعب وبمحيط الاستاد المقرر بأعداد إضافية وربطها بغرفة تحكم بمديرية الأمن ذاتها لرصد أى تحركات مثيرة للقلق. حملات تفتيشية موسعة وتنفيذاً لتوجيهات اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، فى عدم التهاون مع أى حالات خروج عن القانون أو من شأنها تعطيل الخطة الأمنية الموضوعة، تقوم شرطة المرافق برفع جميع الإشغالات بمحيط الملاعب، والسيارات المتروكة وكل ما يؤدى إلى إشغال الطريق العام وعرقلة الحركة أمام الملاعب التى تقرر إقامة المباريات بها، وهى ملعب استاد القاهرة واستاد السلام واستاد الإسكندرية واستاد الإسماعيلية واستاد السويس واستاد بورسعيد، واستاد الدفاع الجوى الذى تم وضعه كملعب احتياطى، وفى السياق توسيع دوائر الاشتباه بمحطات المترو المؤدية إلى الملاعب فى القاهرة، مع استمرار قطاع الأمن الوطنى فى شن الحملات التفتيشية الموسعة على المدن السكنية الجديدة المحيطة لعدد من الملاعب، وفحص الشقق المفروشة، والتأكد من هوية قاطنيها لضبط العناصر المشتبه بها. تأمين المناطق السياحية وتزامناً مع إقبال السياح على مصر والبعثات المصاحبة للفرق فى كأس الأمم الإفريقية، وزيارة معالمها السياحية والأثرية، تشهد محيط المناطق السياحية والأثرية تعزيزات أمنية كبيرة، علاوة على تخصيص أرقام تليفونات للنجدة يستطيع السائح الاتصال بها لتصل إليه سيارة النجدة، حيث تهدف الإجراءات للقضاء على جميع الظواهر السلبية التى تؤرق السائحين، وإرسال رسالة طمأنة للسائح بالأمن والاستقرار للشارع المصري، وكذلك تأمين برامج الترفيه المعدة للفرق الرياضية المشاركة فى بطولة كأس أمم إفريقيا. تنظيم حركة المرور وفى إطار حرص الوزارة على تطوير مستوى الأداء الأمنى، لا سيما فى المجالات التى تمس حياة المواطنين التى من بينها المرور، فقد انتهجت الوزارة أسلوباً جديداً لمواجهة مشكلة المرور من خلال إلحاق عدد من المجندين من حملة المؤهلات العليا للعمل بإدارات مرور ( القاهرة، الجيزة، الإسكندرية ) بهدف الارتقاء بمستوى الخدمة المرورية المقدمة للمواطن، والمساهمة فى تيسير الحركة المرورية خلال فاعليات بطولة كأس الأمم الإفريقية، وذلك عقب تلقيهم الدورات التدريبية التى تمكنهم من القيام بالمهام المنوطة بهم فى تحقيق الانضباط المرورى ومعاونة المواطنين، وقد تم دعمهم بالآليات الحديثة التى تمكنهم من سرعة الانتقال والعمل على تحقيق السيولة المرورية بجميع الشوارع والميادين، وقد قام مديرو الأمن والقيادات الأمنية والمستويات الإشرافية بالمرور على الخدمات الأمنية وعقد لقاءات مع القوات، والتأكيد على الالتزام باليقظة التامة، وأداء الواجبات والمهام الموكلة إليهم بمنتهى الدقة والحزم، وحُسن معاملة المواطنين ومراعاة البعد الإنسانى خصوصا مع كبار السن، وذوى الإحتياجات الخاصة. الالتزام بالتعليمات الأمنية أهابت وزارة الداخلية بالجميع الالتزام بتعليمات الأمن والتعاون مع رجال الشرطة لتنفيذ خطط التأمين بكل دقة وإتقان، ومن هنا تأتى أهمية دور الجماهير والمشجعين المصريين فى التعاون مع أجهزة الأمن والتشجيع المثالى والبعد عن التعصب والالتزام بالتعليمات الأمنية لخروج فاعليات البطولة بالمظهر الحضارى اللائق، لضمان تنفيذ بنود خطة التأمين على الوجه الأكمل، حيث سيتم التعامل مع أى مشجع سيحاول تعكير صفو الجو الرياضى للمباريات، واتخاذ كل الإجراءات القانونية حياله على الفور، حيث تم منع اصطحاب الجمهور لأى ممنوعات مثل (محدثات الصوت من البمب والصواريخ والألعاب النارية - الشماريخ - علب البيروسول - علب الكبريت والصحف - زجاجات المياه المعدنية - زجاجات وعلب المياه الغازية الصفيح)، على أن يسمح فقط بدخول أكواب المياه البلاستيكية وعلب العصير الكرتون، كما لن يسمح بانتظار السيارات بمحيط الاستاد التى تقام بها أى مباراة. مناقشة إجراءات التأمين من جانبه، قال اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن اللجنة تابعت إجراءات تأمين بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، والملاعب التى تستضيف مبارياتها، خصوصا مع اقتراب انطلاقها أواخر الشهر الجاري. وأضاف رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أن اللجنة استمعت للجهات المعنية بتأمين الحدث المهم الذى تستضيفه مصر، وجهودها المتواصلة فى مراجعة كفاءة واستعدادات الأماكن المختلفة، سواء للتدريب أو إقامة اللاعبين، مشيرًا إلى أن ممثلى القوات المسلحة ووزارة الداخلية طمأنوا اللجنة بشأن إجراءات التأمين. وأكد رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى، أن وزارة الشباب تراجع الاستادات التى تستضيف المباريات، فضلا عن استعداد الأجهزة الأمنية الأخرى لتأمين الحدث الكبير من كل جوانبه، بدءا من لحظة استقبال المنتخبات، ووصول اللاعبين وتسكينهم فى الفنادق، حتى مغادرتهم الأراضى المصرية، بما يضمن انتظام سير البطولة بأقصى معدلات الأمان والاستقرار، وينقل صورة مشرفة لمصر وشعبها أمام العالم كله من خلال تلك البطولة القارية المهمة، وما تحوزه من اهتمام ومتابعة عالمية. مستطردا: سنتابع فاعليات البطولة عن كثب، للوقوف على سلامة الإجراءات، بما يضمن إظهار وجه مصر الحضارى.