- ذهبت إلى فرنسا وألمانيا والسويد لمحاربة الإرهاب وإظهار سماحة الإسلام اللجنة الدينية من أهم لجان البرلمان، نظرا لما يمثله الدين من أهمية كبرى لدي المصريين.. ودائما ما يكون رئيس اللجنة من العلماء البارزين والأساتذة المتخصصين، لأنه يكون مسئولا عن ملفات ضخمة ومتراكمة عبر سنوات طويلة، وعبر سنوات البرلمان واللجنة الدينية محملة بقضايا شائكة لا يستطيع العبور بها إلى بر الأمان، إلا من كان مثل الأستاذ الدكتور أسامة العبد الرئيس الحالي للجنة الدينية والأوقاف بمجلس النواب، والذي كشف في حواره مع «الأهرام العربى» الكثير من التفاصيل. - ما أبرز مشروعات القوانين التى ناقشتها اللجنة وأجندتكم خلال المرحلة الماضية؟ ناقشنا عددا من مشروعات القوانين المهمة مثل قانون تنظيم الفتوي، لنؤكد أنه لا يمكن لأحد، إلا لذوى الاختصاص الدقيق من تولى الفتاوى فى الإعلام وفى غيره،وهذا القانون سيمنع أى دخيل على الفتاوي، ويمنع أى أحد من إصدار الفتاوى الشاذه، وقد تعلمنا فى الأزهر الدين الوسطى المعتدل، ولذلك لابد لمن يعتلى منبر الإفتاء أن يكون وسطيا، وأن يكون معتدلا، ولابد أن يكون على دراية بالواقع الذى نعيش فيه،وأيضا كان عندنا مشروع قانون لتنظيم دار الإفتاء نفسها، فدار الإفتاء تعمل بقوانين ولوائح غير مثبتة، لأنها تتبع وزارة العدل، ونحن لا ننشيء قوانين ولوائح لدار الإفتاء، ولكننا نقر الموجود عن طريق مشروع قانون ينظم دار الإفتاء وعمل المفتى وتبعية المفتى وطريقة اختيار المفتي، وكذلك اختيار اللجان التابعة له، وعندنا أيضا قانون الظهور الإعلامي، والذى ينص على عدم جواز ظهور أحد إعلاميا إلا من تتحقق فيه شروط الوسطية والاعتدال، حتى لو كان من أهل الاختصاص، حتى لا تكون عندنا فتنة فى الداخل، ولا رؤية شاذة فى الخارج عن مصر، لأن مصر هى محور الارتكاز فى منطقتنا العربية، ولنا مكانتنا وقيمتنا، وينبغى ألا يخرج من مصر إلا من كان محافظا على قيمة وقامة مصر. - وماذا يوجد على الأجندة فى الفترة المقبلة؟ أهم شيء فيها هو محاربة الإرهاب ومحاربة الفكر، والقول والفعل الإرهابي، لأن الإسلام بريء من هذا الإرهاب والتطرف، لذلك قمنا بعمل ملتقيات كثيرة لمحاربة الإرهاب، فقمنا بعمل ملتقى الأديان مع جنوبسيناء ووزارة الأوقاف، وجمعنا فيه جميع السفراء سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وقمنا بعمل ملتقى فى أسوان وفى شرم الشيخ، وحضر فيهم أيضا كل أصحاب الأفكار وكل أصحاب الديانات والشرائع المختلفة، حتى نقرب المسافة بين الأديان وحتى نمحو التطرف والفكر المتطرف، وهذا هو أساس عملنا فى لجنة الشئون الدينية والأوقاف فى الفترة المقبلة. عن طريق تجديد الخطاب الدينى وليس تبديد الخطاب الديني، لأن لدينا ثوابت لا نستطيع أن نقربها إطلاقا، ولذلك قمنا بعمل مؤتمر كبير داخل مجلس النواب، وكان الأول من نوعه، فقد جمعنا فيه جميع الأفكار وجميع الديانات، وقمنا بدعوة جميع الأطراف المعنية، حتى ولو كان فكرا متطرفا، واستمعنا لكل الآراء، وبلورنا كل ذلك فى اتجاه واحد، هو محاربة الفكر أو الفعل المتطرف، فالإرهاب لا دين له ولا وطن له. - قانون تنظيم الفتوى هل نجح فعلا فى مواجهة الفتاوى الشاذة والمتشددة؟ بالتأكيد.. لأننا وضعنا ضوابط لا يمكن التلاعب بها، ولا يمكن أن يظهر أحد ليفتى غير الذين تنطبق عليهم الضوابط، وكما قلنا نحن ضد الإفراط والتفريط، فلن يكون عندنا تشدد، ولن يكون عندنا تسيب، لأن إسلامنا إسلام وسطى معتدل. - هذا الكلام ينطبق على الفتاوى العامة أم على الفتاوى الخاصة؟ المقصود طبعا هو الفتاوى العامة، وليس الفتاوى الخاصة، فلو أن أحدا يسأل عن سنة الظهر أو سنة العصر هل هى ركعتان أم أربعة، فهذا أمر عادي، ولا يتكلم فيه أيضا إلا من كان عالما، لكن التصدر للفتاوى العامة والفتاوى الكبرى التى تخص الأمة كلها، فليس من حق أحد أن يتصدر لها حتى ولو كان عالما، طالما لم تنطبق عليه الشروط والضوابط. - كيف ترى أهمية خروج قانون بناء الكنائس إلى النور وإقراره بشكل نهائى داخل مجلس النواب؟ المسيحيون شركاؤنا فى الوطن والمغنم والمغرم، وهم لديهم دور عبادة وهى الكنائس يريدون أن يتعبدوا فيها، كما أن لى دور عبادة وهى المساجد أريد أن أتعبد فيها، وفى الحقيقة نحن فى اللجنة الدينية وقفنا وقفة طيبة مع إخوتنا المسيحيين لإنشاء دور العبادة الخاص بهم، حتى خرج قانون بناء الكنائس إلى النور، والقانون فيه ضوابط معتدلة، وليس فيه تعنت أو شدة على إخوتنا، وفيه تيسير فى إصدار تراخيص بناء الكنائس، والقانون عمل انفراجة على مستوى العالم، وأكد للجميع أن مصر بلد الوسطية وبلد الاعتدال، تبنى المساجد والكنائس، ودلل ذلك بما لا يدع مجالا للشك على حكمة الإدارة السياسية المصرية. - كيف يمكن دعم التعاون بين حكومات الدول الإسلامية من أجل مواجهة الإرهاب والتطرف؟ حضرت مؤتمرات كثيرة فى فرنسا والسويد وألمانيا، وكل هذه المؤتمرات كانت من أجل إظهار سماحة الدين الإسلامي، ومعرفة الإسلام بالآخر، وكل هذا يصب فى محاربة الإرهاب، لأن الإرهاب لا يقف عند مصر، وموجود فى العالم كله، ولابد من التضامن والتكاتف عربيا وعالميا من أجل القضاء على هذا الإرهاب الأسود، وهناك مؤتمر سيعقد فى المملكة العربية السعودية قريبا بعنوان الوسطية والاعتدال فى القرآن والسنة، وكل ذلك لمحاربة التطرف والتعصب والتشدد. - لماذا ترى أن تنشيط السياحة الدينية يمكن أن يقضى على الإرهاب؟ هذا كان رأيى فى ملتقى الأديان الذى أقمناه، وقلت إن تنشيط السياحة الدينية يؤدى إلى التقارب والمحبة وينزع التطرف والإرهاب. - هل ينصرف هذا المفهوم إلى السياحة الشيعية وزيارة مراقد آل البيت؟ كنت أتحدث عن الديانات الأخري، وكان يوجد معنا سفراء الدول غير الإسلامية، وكنا نتحدث عن السياحة الدينية وهى الرحلة المقدسة، وكان همنا محاربة التطرف. - لماذا طالبت بعودة علماء المذاهب الأربعة إلى دار الإفتاء المصرية؟ طالبت فضيلة المفتى بعودة علماء المذاهب الأربعة إلى دار الإفتاء المصرية، حتى لا يكون عندنا تشدد ولا تعصب، لأن ظروف المجتمع الآن تحتاج إلى السهولة واليسر التى ناشدها الإسلام، ولا بد أن نأخذ من المذاهب ما يرفع عنا الحرج ويرفع المشقة عن الأمة الإسلامية. - بماذا تفسر وجود بعض الأفكار المتشددة بين أساتذة وطلاب جامعة الأزهر؟ الأمر ليس متوقفا عند الأزهر وهى حالات فردية وشاذة، والفكر المتطرف موجود فى كل الدول، وما حدث فى نيوزيلاندا مؤخرا لم يكن يدرس فى الأزهر، فالإرهاب موجود فى كل مكان، ومهمتنا أن نحارب هذا الفكر الإرهابى أكثر من محاربة القول والفعل. - لماذا ترفض دخول الأزهر فى العمل السياسى؟ لم أرفض ذلك، لكنى رفضت أن يكون الأزهر تابعا لفئة معينة أو طائفة معينة، ومادام رجل الأزهر منفتحاً ويعرف الثوابت، فلا مانع من ممارسة السياسة. - متى يتم القضاء على داعش بشكل نهائى؟ نقضى على داعش عندما نقضى على الفكر المتطرف.