القمة العربية الطارئة التى دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، القادة العرب للاجتماع فى مكةالمكرمة تأتى فى مرحلة حاسمة تمر بها منطقة الخليج العربي، خصوصا بعد التهديدات الإيرانية بضرب الملاحة فى الخليج وإغلاق مضيق هرمز الذى تعبر منه ناقلات البترول التى تحمل أكثر من ثلثى صادرات البترول العالمى إلى مختلف دول العالم، وتأتى هذه القمة بعد أن تعرضت أربع سفن تجارية، منها سفينتان سعوديتان محملتان بالنفط إلى هجوم تخريبى فى الخليج قبالة إمارة الفجيرة فى دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن المؤكد أن إيران وراء هذا العمل الإرهابي، كما تعرض خط النفط بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية إلى هجوم إرهابى آخر قامت به جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، التى تقاتل فى اليمن ضد السلطة الشرعية هناك. وكشفت هذه الحوادث الإرهابية عن أن منطقة الخليج العربى، أصبحت هدفا للتهديدات الإيرانية المستمرة فى المنطقة التى تلجأ إليها حكومة الملالى فى إيران كلما اشتد الضغط الأمريكى عليها، خصوصا بعد أن بدأت الولاياتالمتحدة حملة المقاطعة ضدها، ودعت مختلف دول العالم للانضمام إلى هذه الحملة بدعوى وقف النشاط النووى الإيرانى، ومنع تخصيب اليورانيوم لإنتاج قنابل نووية تمثل خطرا محدقا على إسرائيل فى الوقت الذى تواصل فيه إسرائيل تجاربها النووية وإنتاج الرؤوس النووية، بذريعة حمايتها من المخاطر المحيطة بها من إيران. ومن الغريب أنه فى ظل هذا التصعيد سواء من الجانب الإيرانى أم الأمريكى، نجد أن الرئيس الأمريكى أطلق تصريحات خلال مؤتمر صحفى عقده مع رئيس الوزراء اليابانى فى ختام زيارته الأخيرة لليابان، أكد فيها أنه لا يعتزم مهاجمة إيران أو الاعتداء عليها، وقال إنه كلف رئيس وزراء اليابان بنقل رسالة لإيران أثناء زيارته المقبلة لها فى مطلع الشهر المقبل يؤكد فيها أن أمريكا لا تريد الحرب مع إيران، وأن ترامب يعلم أن إيران دولة عظيمة وشعبها عظيم ولديها حضارة ومستقبل رائع، وأنه مستعد للتعاون والاستثمار معها، وأنه لا يسعى لتغيير النظام الحاكم فى إيران، وأن كل ما يطلبه أنه لا يمكن وجود قوة نووية فى إيران الآن أو مستقبلا. وأمام هذا الغزل الأمريكى لطهران فهل يمكن أن يتصور أى مراقب أن الولاياتالمتحدة تعتزم توجيه ضربة عسكرية لإيران أو الدخول فى حالة حرب معها؟ لأن مثل هذه الحرب إذا وقعت - لا قدر الله - فإنها ستعنى الدمار الشامل للجميع وهو ما لا تحمد عقباه . وتظل القضية الفلسطينية كما كانت دائما بندا رئيسيا على جدول أعمال القمم العربية واللقاءات العربية على جميع مستوياتها، لإيجاد حل عادل ودائم لهذه القضية التى تقض مضاجع العرب منذ أكثر من سبعين عاما، دون أن يلوح فى الأفق بوادر هذا الحل المأمول اللهم إلا ما يتردد أخيرا حول ما أعلنه الرئيس الأمريكى ترامب منذ وصوله إلى كرسى الرئاسة الأمريكية عن صفقة القرن لحل هذه القضية، وإنا لمنتظرون!