أستاذ الطب الشرعي بجامعة القاهرة عندما يقترب يوم المرأة المصرية الموافق 16 مارس من كل عام يتبادر الى ذهنى سؤال مهم، و أرجو أن يشاركنى قرائى الأعزاء فى كل مكان محاولة الإجابة عنه وهو هل حصلت المرأة المصرية على كل حقوقها التى يكفلها لها الدستورفى كل النواحى الأجتماعية و الثقافية و السياسية؟. وأعتقد أن الإجابة هى أننا أنجزنا شوطا كبيرا على الطريق الصحيح ولكننا أيضا أمامنا الكثير من العمل الدؤوب المستمر لكى نصل إلى تحقيق أهدافنا المرجوة، وعندما أتكلم بصيغة الجمع فأنا أقصد بذلك الدولة ومنظمات المجتمع المدنى التى تعمل فى مجال حقوق المرأة و كذلك الأفراد كل فى مجاله وتخصصه. و تعالوا معا نلقى نظرة على مشوار المرأة المصرية الطويل منذ عهد قاسم أمين وحتى يومنا هذا فنجد أن المراة المصرية قد نجحت فى الحصول على بعض حقوقها وأهمها على الإطلاق من وجهة نظرى هو حقها فى التعليم والخروج إلى ميدان العمل فى معظم مجالات الحياة وأصعبها وأثبتت جدارة وقدرة على تحمل المسئولية وإنجاز العمل المنوطه به على أكمل وجه بطريقة أبهرت الرجال و المجتمع والذى كان فى كثير من الأحيان للأسف الشديد يشكك فى قدرتها على العمل بل ويطالبها فى بعض الأوقات إلى ترك ميادين العمل المختلفة والعودة الى المنزل و ان تكتفى بدورها كزوجة وأم. وهنا يكمن تفوق وبراعة المراة المصرية فهى تعرف وتعى دورها الأساسى فى المنزل جيدا وتقوم بكل واجباتها المنزلية تجاه زوجها وأطفالها ولكن فى نفس الوقت هى تريد أن تحقق ذاتها من خلال عملها الذى يعود بفائدة كبيرة على بيتها وأولادها وعلى المجتمع فالمرأة كما نعلم جميعا هى نصف المجتمع وهى التى تربى النصف الآخر، فإذا صلحت المراة صلح المجتمع كله وخروج المرأة إلى ميدان العمل أكسبها خبرة كبيرة فى التعامل مع المشاكل الحياتية اليومية ومشاكل أبنائها فى المراحل التعليمية المختلفة كما جعلها تدر دخلا ساهم كثيرا فى رفع مستوى معيشة للأسرة المصرية. ونجد المراة قد اقتحمت كل مجالات العمل فى الطب والهندسة والصحافة والإعلام و القضاء و المحاماة والطيران و إذا تحدثت عن الطب باعتبارى طبيبة شرعية بالقصر العينى فقد اقتحمت المراة الكثير من اقسام الطب و التى كانت مقصورة على الرجال فاقتحمت مجال الجراحة و الأنف والأذن والحنجرة هذا بالطبع الى تواجدها فى بقية اقسام الطب مثل الأطفال و النساء و التوليد و أقسام الباطنة والصحة العامة وبقية أقسام الطب. وهذا ما اعتبره دائما مدعاة للفخر لى ولكل زميلاتى الطبيبات و لكن من ناحية أخرى فإن المرأة المصرية تتعرض للعنف بكل أنواعه سواء كان عنف لفظى أو معنوى أو جسدى أو جنسى أو مادى على يد الزوج أو الأب أو حتى صاحب العمل و لللأسف الشديد لا تستطيع المرأة الحصول على حقها بمعاقبة من أساء إليها إما لأنها قد اختارت الصمت وعدم التبليغ لأنها غير واعية بحقوقها ولا تعرف إليه المطالبة بها، إما لأن القوانين التى تعاقب المسىء غير كافية وغير مطبقة ولذلك هدفى دائما هو تشجيع المرأة على الإيجابية بسرعة التبليغ لكى يأخد من أساء إليها جزاؤه ويكون عبرة لغيره فمن أمن العقاب، أساء الأدب و للحديث بقية إن شاء الله .