المعتصم بالله حمدى - أحمد سعد الدين - هل شعر أبناء الوسط الفنى بالتغيير خلال المائة يوم الأولى من حكم الرئيس مرسى? هذا السؤال طرحناه على بعض المتخصصين فى مجال الفن، وجاءت إجابتهم كالتالى : الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى قال: لن تستطيع أن تعثر على أغنية واحدة من أغنياتنا التى كنا نباهى بها الأمة العربية، سواء الوطنية أم العاطفية، وإنما بدأت الأغنية فى التزلف الدينى والنفاق بالسلطة الجديدة بما يشبه أغانى « الدروشة والأذكار «، وأعتقد أنك ترى ذلك الحصار الإعلامى للمسرح والسينما، حيث إن هذه الفئات التى تحترف الإسلام من سلفيين وإخوان وغيرهم مؤمنون تماما بأن التمثيل والموسيقى حرام، ولعل نذكر هؤلاء الذين غطوا التماثيل الرومانية بالإسكندرية بالجرائد والشمع لإقامة ندوة دينية، فهم يؤمنون بأن هذه الفنون مجرد أصنام، وقد يأتى وقت يتخلصون فيه من كل ميراثنا الحضارى والفرعونى والقبطى والرومانى مثلما فعلت جماعة طالبان حينما نسفت التماثيل البوذية التاريخية الجميلة، وختاما: نحن نعيش فى فترة نرجو من الله أن يخرج الأدب والفن منها سالمين لأنهما يبدوان كغريبين يسيران بين صفوف من الأعداء الجاهزة للقتل. أما الفنانة معالى زايد، فتؤكد أنه يصعب الحكم على حال الفن فى ال 100 يوم الماضية الخاصة بالرئيس مرسى، خصوصا أنها جاءت بالتزامن مع انتهاء الموسم الدرامى الرمضانى الذى تعقبه حالة من الهدوء فى جميع مجالات الفن بأشكاله المختلفة، وأن الرؤية ستتضح أكثر فى يناير المقبل مع بدء التحضيرات لأعمال فنية جديدة، المؤلف محمد صفاء عامر،يقول: بصفة عامة أرى أن خطة ال100 الخاصة بالرئيس مرسى فشلت بشكل كبير ولم تحقق شيئا إلا زيادة المشكلات، وبالنسبة لحال الفن فالشواهد الظاهرة من الإخوان المسلمين أرعبت المنتجين وجعلتهم يتراجعون عن الإنتاج وتركوا الساحة للمسلسلات التركية يصولون ويجولون فيها، مما يهدد صناعة الدراما المصرية بالضياع، فى حين أنه فى عهد عبد الناصر كانت هناك مؤسسة للسينما تتبع وزارة الثقافة أنتجت أفلاماً هائلة، حتى إن عبد الناصر لم يكتف بالسينما والتليفزيون وقام بإنشاء المسرح، أما عهد السادت فقد شهد إقامة احتفال يقام كل عام تحت اسم عيد الفن وكان يمنح فيه الجوائز للفنانين. وأكد المنتج صفوت غطاس، أن حالة الفن فى مصر تأزمت بشكل كبير وأصبحت تسير فى نفق مظلم، لا أحد يعرف وجهتها بسبب التصريحات الكثيرة غير المسئولة التى تخرج على لسان عدد من السلفيين والإخوان، حتى إن وزير الإعلام الحالى صلاح عبد المقصود، يتجاهل لقائى والمنتج محمد فوزى، برغم طلبنا لهذا منذ شهرين تقريبا وأخبرنا مكتبه الخاص برغبتنا فى مساندة التليفزيون بكل ما نملك من أجل استعادة ريادته مرة أخرى، وهذا مؤشر سيىء لما ستكون عليه الدراما فى المستقبل. أما الناقد طارق الشناوى، فيرى أن مدة المئة يوم ليست كافيه للحكم على شكل الفن فى العصر الجديد، لكن هناك مؤشرات كثيرة تجعلنا نتشكك فى أن النظرة الحالية للفن فيها كثير من الاحتقار ومع ذلك أتوقع أن نجد أفلاماً كثيرة تنتقد العصر الحالى بمساحة أكبر مما كانت عليه فى العصور السابقة التى تعودنا خلالها أن كل عصر ينتقد الذى سبقه دون المساس بوقته الراهن، فمثلا عصر عبد الناصر انتقد الملكية بشدة وجاء عصر السادات بانتقاد لعصر عبد الناصر وتم تقديم أفلام مثل الكرنك وميرامار وغيرهما وجاء عصر مبارك لينتقد سياسة الانفتاح التى ظهرت فى عصر السادات، لكن فى الوقت الحالى سيكون هناك انتقاد لما نحن فيه الآن برغم وجود أصوات تهلل للنظام الحالى،. ورفضت الفنانة صابرين، المقارنة بين فترات زمنية فى عصور مختلفة معتبرة أن الظروف السياسية والاقتصادية مختلفة وهذا ما ينعكس بشكل أو آخر على الفن الذى هو دائما ما يعبر بصدق عن حال المجتمع وبالنسبة لإنجازات الرئيس مرسى فى المائة يوم الأولى من حكمه بالنسبة للفن فلا يمكن رصدها حاليا ولكن كل ما يمكن قوله : إنه أزال المخاوف التى انتابت بعض الفنانين بعد وصوله للحكم واللقاء الذى جمعه بالفنانين أكد فيه تقديره الكامل لدور الفن وعندما وجدته يشيد بمسلسل “أم كلثوم" الذى قدمته قبل سنوات فهذا خير تأكيد على أنه ليس بعيداً عن الفن ولا يمكن أن يتجاهله وعلى الدولة فى الفترة المقبلة أن تدعم الإنتاج الفنى الراقي. الفنان حلمى بكر، سخر من فكرة أن يكون للفن نصيب فى حكم الرئيس مرسى خلال المائة يوم وقال: كيف يمكن للفن أن ينهض وسط ظروف اقتصادية صعبة وإضرابات ومطالب فئوية؟ والمنطق يقول إن الناس تفضل التركيز فى رغيف الخبز أو أنبوبة البوتاجاز قبل أن تتابع مدى تطور الوضع الفنى ونحن أنفسنا لا يمكن أن نطالب بدعم الفن ونحن نرى مجتمعنا يعانى من صعوبات معيشية شتي، فالفنان ينبغى أن يتواصل مع قضايا وطنه ولا ينفصل بأية حال من الأحوال عن مجتمعه ومن الطبيعى أن ينهض الفن لو كانت الظروف السياسية والاقتصادية التى نعيشها مستقرة. حلمى بكر، أكد أن المقارنة بين المائة يوم الأولى فى فترة حكم الرئيس مرسى ومثيلتها فى فترات حكم الرؤساء السابقين تظلم الرئيس مرسى كثيرا فهو محاصر بعدد من الملفات المهمة وينبغى حسمها بدلاً من الحديث عن إنجازات وهمية وغير ملموسة لا يشعر بها المواطن العادي.