دعا قيادي رفيع المستوى في صفوف المتمردين الحوثيين اليوم الاثنين إلى وقف إطلاق الصواريخ ضد السعودية وتعليق جميع العمليات العسكرية، بهدف دعم جهود الاممالمتحدة في عقد محادثات سلام جديدة لانهاء النزاع في هذا البلد. وطالب محمد علي الحوثي، القيادي النافذ الذي يتولى رئاسة "اللجنة الثورية العليا"، في بيان نشره في تويتر قيادة التمرد ب"التوجيه بوقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على دول العدوان (..) لاسقاط أي مبرر لاستمرارهم في العدوان أو الحصار". ودعا كذلك قيادة التمرد إلى تأكيد استعدادها "لتجميد وإيقاف العمليات العسكرية في كل الجبهات وصولا إلى سلام عادل ومشرف". ويطلق المتمردون الحوثيون باستمرار صواريخ بالستية ضد السعودية ويعلنون عن شن هجمات بطائرات من دون طيار ضد أهداف فيها، منذ تدخلها في النزاع اليمني على رأس تحالف عسكري في مارس/آذار 2015 دعما لقوات الحكومة المعترف بها دوليا. وقد تعكس دعوة القيادي البارز رغبة لدى المتمردين لتهدئة الأوضاع في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، رغم أن قرار السلم والحرب في يد زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي. وجاءت الدعوة في وقت يسعى ممثل الامين العام للامم المتحدة في اليمن مارتن جريفيث إلى عقد محادثات سلام جديدة في السويد خلال في الأسابيع المقبلة، بدعم من دول كبرى في مقدمها الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا. وقد أعلن جريفيث أمام مجلس الأمن الدولي الجمعة أنّ الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، أظهروا "التزاما متجددا" بالعمل على حل سياسي وقدّموا "ضمانات مؤكدة" بأنهم سيشاركون في المحادثات. وفشلت جولة المحادثات الأخيرة في سبتمبر/أيلول الماضي بالانعقاد في جنيف بسبب عدم حضور المتمردين الذين طالبوا بضمانات بالعودة إلى صنعاء الخاضعة لسيطرتهم ونقل جرحى على متن الطائرة. ومُنع المتمردون في 2016 من العودة الى العاصمة إثر جولة محادثات. لكن جريفيث أشار إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية وافق على "ترتيبات لوجستية" لتمهيد الطريق أمام المحادثات، بما في ذلك عمليات الإجلاء الطبي من صنعاء كما أعلن أن التوصل إلى اتفاق لتبادل السجناء بات قريباً. واقترح أيضا السفر مع وفد المتمردين الحوثيين إلى السويد "إذا (كان) ذلك ضروريًا". وأوضح محمد علي الحوثي في بيانه أن دعوته لوقف إطلاق الصواريخ ضد السعودية والتأكيد على الاستعداد لوقف الحرب، تأتي "دعما لجهود المبعوث (جريفيث) وإثباتا لحسن النوايا وتعزيزا للتحركات والجهود الرامية لاحلال السلام". - "حقن الدماء" - في هذا السياق، التقى في صنعاء الاحد "وزير" الخارجية في حكومة المتمردين غير المعترف بها هشام شرف عبد الله مسؤولة في مكتب جريفيث الذي من المتوقع ان يزور العاصمة اليمنية هذا الأسبوع. وقالت وكالة أنباء "سبأ" المتحدثة باسم المتمردين إن اللقاء تناول "آخر تطورات مهام المبعوث الخاص الرامية لبدء عملية التسوية السياسية والمفاوضات وإحلال السلام الدائم في اليمن". ونقلت عن عبد الله قوله إن "على المجتمع الدولي والاممالمتحدة تبني "مسار الحل السياسي السلمي ضمانا لحقن دماء المدنيين وحماية ممتلكاتهم من العبث والتدمير". ومن المقرر أن تطرح بريطانيا في جلسة لمجلس الأمن الدولي الاثنين مسودة قرار حول النزاع في اليمن الذي قتل فيه نحو عشرة آلاف شخص منذ التدخل السعودي في 2015 ودفع بنحو 14 مليون يمني إلى حافة المجاعة، وفقا للامم المتحدة. كما يجري وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت محادثات في طهران الإثنين تتناول الحرب اليمنية، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية البريطانية. وتكثّفت مساعي عقد محادثات جديدة مع اشتداد المعارك في مدينة الحديدة غرب اليمن في بداية نوفمبر/تشرين الثاني، قبل أن توقف القوات الحكومية محاولة تقدمها في المدينة الاسبوع الماضي. وتضمّ الحُديدة ميناءً حيوياً تمرّ عبره غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة الى ملايين السكان.وتحاول القوات الموالية للحكومة منذ يونيو/حزيران الماضي استعادة المدينة. وأبلغ سكان في الحديدة وكالة فرانس برس عبر الهاتف أنّ الهدوء يسود المدينة منذ أعلنت القوات الحكومية وقف هجومها. إلا أنهم قالوا إنّ تحليق طائرات التحالف لا يزال مسموعاً بوضوح في المدينة. ورغم توقف المعارك داخل مدينة الحديدة، أفاد المتمردون الاثنين عبر قناة "المسيرة" المتحدثة باسمهم أن التحالف نفّذ سبع غارات في مناطق محيطة بمدينة الحديدة، وغارة داخل المدينة، وأربع غارات على محافظة صعدة شمال صنعاء. كما أفادوا بوقوع مواجهات جديدة الاثنين في مناطق أخرى في البلد الفقير بينها نهم قرب صنعاء. في المقابل، قالت القوات الحكومية أنها عثرت على "معمل لصناعة الألغام تابع للميليشيات الحوثية الموالية لإيران داخل مسجد في مدينة الحديدة"، حسبما نقلت الاثنين وكالة أنباء الامارات "وام". والامارات شريك رئيسي في قيادة التحالف العسكري، وتشرف قواتها على العملية العسكرية في الحديدة.