تنازلت مواطنة في منطقة تبوك لوجه الله تعالى ودون مقابل عن قاتل ابنها سهل مطير الوابصي الذي قتل إثر تلقيه طعنة خلال مشاجرة وقعت قبل عامين. بدأت القصة قبل عامين، حين أقدم "بندر عايد البلوي"، على قتل "سهيل مطير البلوي"، إثر مشاجرة بينهما، ليرحل تاركاً خلفه والدته الأرملة وأخواته الثلاث، وأخيه البالغ من العمر 10 أعوام. وبالرغم من أن والدة الشاب القتيل تسكن في إسكان الأمير "سلطان بن عبدالعزيز" الخيري بتبوك، إلا أنها رفضت عمارة سكنية قُدمت لها، بالإضافة إلى ملايين الريالات وأعلنت تنازلها عن قاتل ابنها المرحوم ودون مقابل. تحدث "والد الجاني" في حديث لصحيفة "الوطن" يروي قصة التنازل مؤكداً أنه لم يتفاجأ بها، لعلمه ما تحمله مرزوقة البلوي "أم سهل" من إيمان وحب للخير، ويقول: "كانت ناوية على التنازل.. هي وجهها خير". وأكد أنه حاول الحصول على تنازل عن ابنه، وقال: "عرضت على مرزوقة عمارة سكنية مقابل التنازل ورفضت، ثم عرضنا عليها مليون ريال ورفضت أيضاً، ثم عرضنا عليها مليوني ريال إلا أنها كانت ترفض كل ذلك"، لافتاً إلى أنها قامت الأربعاء الماضي بعد أيام من صدور حكم القصاص، بمراجعة المحكمة، وطلبت مقابلة الجاني، وحين حضر إلى المحكمة قالت له أمام القاضي: "يا بندر أنا عفيتك لوجه الله، أنا من ربيت سهل، وأنا أتنازل الآن لله ولا أريد إلا ما عند الله".