قال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الأحد إن بلاده مستعدة لمواجهة الولاياتالمتحدة وحلفائها من الدول العربية الخليجية بعد يوم من هجوم على عرض عسكري أسفر عن سقوط 25 قتيلا بينهم 12 من أفراد الحرس الثوري. وفي تصريحات أدلى بها قبيل مغادرته طهران لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اتهم روحاني دولا خليجية عربية تدعمها الولاياتالمتحدة بتقديم الدعم المالي والعسكري لجماعات مناهضة للحكومة تنحدر من أصول عربية. وقال روحاني "أمريكا تتصرف بتنمر مع بقية العالم... وتعتقد أن بإمكانها التصرف استنادا إلى القوة الغاشمة". وكان روحاني وراء صياغة الاتفاق النووي لعام 2015 الذي بدأ فترة انفراج مشوب بالحذر مع واشنطن إلى أن تصاعدت التوترات بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق في مايو أيار. وأضاف "لكن شعبنا سيقاوم والحكومة مستعدة لمواجهة أمريكا. سنتغلب على هذا الوضع (العقوبات) وأمريكا ستندم على اختيار الطريق الخطأ". ويعد الحرس الثوري الإيراني بمثابة سيف نظام الحكم الديني ودرعه منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. وهو تابع للزعيم الأعلى آيه الله خامنئي ويدير إمبراطورية أعمال خاصة به في إيران المنتج الكبير للنفط التي شهدت استقرارا نسبيا بالمقارنة بدول عربية تعاني من الاضطرابات منذ انتفاضات الربيع العربي عام 2011. ومنذ انسحابه من الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، أعاد ترامب فرض عقوبات على إيران تهدف إلى عزلها وإجبارها على التفاوض على قيود أكثر صرامة على برامجها النووية والصاروخية لكن إيران استبعدت ذلك.
* أوهام غير واقعية قال روحاني "أمريكا تريد زعزعة الأمن وإثارة الاضطرابات في بلادنا لتتمكن من العودة للبلاد، لكن هذه أوهام غير واقعية ولن يحققوا غاياتهم أبدا". وتتنافس إيران الشيعية والسعودية السنية المتحالفة مع الغرب على بسط النفوذ في الشرق الأوسط. وتساند القوتان الإقليميتان أطرافا مختلفة في الصراعات الدائرة في اليمن وسوريا وتدعمان جماعات مختلفة في العراق ولبنان. وتابع روحاني "الدول الدمى الصغيرة في المنطقة تدعمها أمريكا.. والولاياتالمتحدة تحرضها وتزودها بكل الإمكانات اللازمة". ولم يرد تعليق فوري من السعودية على تصريحات روحاني. والهجوم على العرض العسكري في مدينة الأهواز في جنوب غرب البلاد كان من أسوأ الهجمات على الإطلاق ضد الحرس الثوري، القوة العسكرية القوية في إيران، ومن شأنه تصعيد التوتر مع السعودية. وقال روحاني "رد إيران (على هذا الهجوم) سيأتي في إطار القانون ومصالحنا القومية" مضيفا أن الولاياتالمتحدة ستندم على "عدوانها". وأعلنت حركة معارضة من أصول عربية في إيران، وتدعى منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية، مسؤوليتها عن الهجوم. وتسعى المنظمة لتأسيس دولة مستقلة في إقليم خوزستان الغني بالنفط. وقال روحاني "تقدم دول الخليج الفارسي الدعم النقدي والعسكري والسياسي لهذه الجماعات". كما أعلن تنظيم الدولة (داعش) مسؤوليته عن الهجوم لكن لم تقدم أي جهة دليلا على زعمها. وقُتل المهاجمون الأربعة الذين نفذوا الهجوم. واستهدف الهجوم، الذي أسفر أيضا عن إصابة 70 شخصا على الأقل، منصة كان يحتشد فيها مسؤولون إيرانيون لمتابعة حدث سنوي بمناسبة ذكرى بدء الحرب العراقيةالإيرانية التي دارت بين عامي 1980 و1988. وقال روحاني "سنتغلب على هذه العقوبات بأقل التكاليف الممكنة وسنجعل أمريكا تندم على عدوانيتها تجاه الدول الأخرى خاصة إيران".