لفت نظرى الأسبوع الماضى أمران أو حدثان يخصان الصحافة والإعلام عموما فى مصر، صحيح لم يكن هناك تنسيق بين الحدثين، لكن من قام بهما كان على درجة من الوعى، الأول الحديث الذى أجراه الزميل جمال الكشكى رئيس التحرير مع المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، عقيد أركان حرب تامر الرفاعى الذى كشف فيه عن أمور كثيرة، تفيد قضيتنا العادلة فى محاربة الإرهاب والفكر المتطرف الذى يطل من وقت لآخر، الرفاعى بحديثه المتميز والكاشف رفع الروح المعنوية لنا ونحن نتحدث عنه أو ونحن نقرأه، الأهم هو سعى الكشكى أن يكون هو الحوار الأول للمتحدث العسكرى حتى وإن كانت بعض المعلومات نعرفها لكن أغلب الحوار فيه ذكاء شديد من الجانبين..الكشكى والرفاعى، وكان توقيت النشر موفقا لدرجة كبيرة فى ظل سعى قنوات بعينها ودول بعينها وشخصيات بعينها الأسبوع الماضى النيل من الجيش والشرطة فى سيناء ومحاولة إظهار البطولات هناك كأنها لم تكن، فى السياق نفسه نجح الزميل ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات فى تغيير نظرة الرأى العام عن الهيئة، ودعا مراسلى الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية فى مصر إلى زيارة شمال سيناء على الطبيعة ودحض أى شائعات تنال من الدولة المصرية فى هذه البقعة الغالية، وخرجت كل التقارير من سيناء تفتخر بما يقوم به الجيش والشرطة، وإظهار بطولات أبناء سيناء المستمرة، خرجت التقارير الإيجابية والكاشفة فى الوقت الذى تبث فيه دول بعينها السموم والكذب بشأن سيناء، والحق يقال إن ضياء رشوان عمل من الفسيخ شربات كما يقولون، إذ انتقل بالهيئة من مرحلة الإهمال إلى مرحلة متقدمة من الجهد والفهم لطبيعة الظروف التى تعيشها الدولة المصرية من وقت 25 يناير 2011 حتى الآن، رجل فاهم طبيعة رسالة الاستعلامات، لا يتعامل مع المكان بصيغة الموظف بل بصفة المسئول الواجب عليه إحداث تغيير يناسب طبيعة المرحلة، والمتابع بدقة للتقارير عن سيناء والتى أنجزها المراسلون الأجانب بعد زيارتهم لها، يدرك أن هناك جهدا فائقا لتوضيح الصورة عن سيناء والرد على أى مغالطات.. شكرا واجبا لجمال الكشكى وضيفه العقيد الرفاعى على حوار «الأهرام العربى»، وكذلك لضياء رشوان وضيوفه من المراسلين الأجانب بعد زيارتهم الناجحة لشمال سيناء ورصد ما تم ويتم من تطورات مهمة.