قيل إنه كان يبحث عن الشهرة، وإن سبب رغبته الملحة فى الذهاب للمجهول كانت نكاية فى تحكم المسلمين فى طريق التجارة بين أوروبا وآسيا، كما ترددت روايات أخرى أن مسلمى الأندلس كانوا قد عرفوا بالفعل الطريق الجديد، ومن سخرية القدر أنه مات معتقدا أنه اكتشف طريقا جديدا للهند! فى مثل هذه الأيام مع بداية شهر أغسطس منذ 526 سنة، بدأ الرحالة الإيطالى كريستوفر كولومبوس ومعه 88 بحارا الرحلة التى غيرت مجرى التاريخ، وبرغم ارتباط كولومبوس بلقب "مكتشف أمريكا"، فإن هذا المعلومة خاطئة، فأول من وصل القارة الأمريكية من البشر هم شعوبها الأصلية الذين هاجروا إليها واستوطنوها. ومع دعوات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لوضع قيود على الهجرة، ظهرت حملات مضادة من خلال مواقع التواصل الاجتماع، وهى تصور زعماء القبائل الأصلية من الهنود الحمر ووضعوا على ألسنتهم جملا ساخرة أن أول هؤلاء المهاجرين الذين ينبغى عليهم الرحيل هم الأوروبيون الذين تسببوا فى مشكلات!
وخلال الأيام القليلة الماضية، تسلق أحد النشطاء السياسيين قمة تمثال كولومبوس الشهير المطل على البحر الأبيض المتوسط فى ميناء برشلونة احتجاجا على سياسات الهجرة الحالية بالتزامن مع وصول سفينة إنقاذ تحمل ستين مهاجرا من بينهم فلسطينيون وسوريون، ورفضت كل من إيطاليا ومالطا استقبالها، وعلق الناشط سترة نجاة على ذراع التمثال.
وانطلقت رحلة كولومبوس من كوستا ديه لا لوز وهو جزء من الساحل الأندلسى فى إسبانيا المطل على المحيط الأطلنطى، بعدما رفض مجلس الشيوخ فى مدينته جنوة فكرته، فاتجه إلى ملك البرتغال لكن ملوك إسبانيا الكاثوليك هم من دعموه، حيث قاموا ببناء 3 سفن شراعية: سانتا ماريا وبينتا ونينيا. ولا تزال هذه المنطقة تجتذب المستكشفين لمشاهدة حطام السفن التاريخية ذات المدافع، التى كانت عائدة من العالم الجديد محملة بالكنوز من ذهب وفضة. واكتشف كولومبوس فى 12 أكتوبر ما تسمى اليوم بجزر الباهاما وفى 28 أكتوبر وصل كوبا ثم دولا أخرى فى الساحل الشرقى للأمريكتين.