لاعبو المغرب العربى تمسكوا بأصولهم.. والريف المصرى كسر قاعدة المنشأ.. غزو عربى فى الدوريات الأوروبية

52 لاعبا فى الدوريات ال5 الكبرى.. بفضل نجاح صلاح ومحرز

لم يعد وجود نجومنا العرب فى أندية كرة القدم العالمية، مقتصرًا على بضعة لاعبين يعدون على أصابع اليدين، كما كانت الحال فى أواخر التسعينيات، بل غدت ملاعب القارة العجوز تزخر بعشرات بل بمئات من سفرائنا، لاسيما فى الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، وأصبح تحديد أفضلهم بمثابة تحد جديد يواجهنا كل موسم، بعد أن تمسك الكثير منهم باختيار تمثيل منتخباتهم العربية، دون التطرق إلى أولئك الذين فضلوا تمثيل بلدان مولدهم دون أن يلتفتوا لأصولهم العربية، التى كان من شأنها زيادة أعداد المحترفين العرب داخل أوروبا والارتقاء بمستواهم أيضاً، بالإضافة للنجاح الكبير الذى تحقق من قبل لاعبى الكرة المصرية الذين خرجوا من ريفها، ليؤكدوا للعالم أن اللاعب العربى لم يتوقف نجاحه على المنشأ فى الدول الأوروبية فقط، بل قادر على غزو ملاعب القارة العجوز من خلال النشأة فى وطنه.
أبناء شمال إفريقيا، أثبتوا حضورهم على أعلى المستويات فى كبرى الدوريات الأوروبية، إلى درجة جعلت أحدهم ينجح فى الحصول على كل الجوائز الفردية فى الدورى الإنجليزى "البريميرليج" وهو نجمنا المصرى محمد صلاح، ليؤكد أن توهجه لم يكن سوى امتداد لتوهج النجم الجزائرى رياض محرز فى موسم 2016، وأن اللاعبين العرب قادرون على تحقيق الأفضل، وأن فوز محرز كان مجرد بداية وليس حالة نادرة كما ادعى البعض.
من المتوقع أن يشهد الموسم الجديد والذى سينطلق بعد أيام قليلة، متابعة كبيرة للاعبين العرب من قبل وسائل الإعلام العالمية فى جميع الملاعب الأوروبية وليس الدوريات الكبرى فقط، خصوصا بعد النجاح الكبير الذى شهده الموسم المنصرم، فى جميع الدوريات، وهو ما يجعلنا ننتظر تألقا جديدا وكبيرا للاعب العربي، خصوصًا أننا نعيش حالياً حقبة ذهبية بالنسبة للاعبين العرب، الذين باتت أسماؤهم مألوفة فى عالم كرة القدم، لدرجة أن هذه الأسماء باتت بمثابة نجوم تتألق فى سماء أكثر من ناد يمثلون النخبة بالنسبة للقارة العجوز، الأمر الذى لم نعتد عليه سابقًا سوى فى مناسبات كانت أشبه بطفرات استثنائية تظهر من حين إلى آخر مثل نور الدين نايبت ورابح ماجر وميدو وغيرهم.
ومن المنتظر أن يكون الحضور الأبرز للعرب فى الموسم الجديد فى الدورى الأقوى والأصعب فى العالم، وهو الدورى الإنجليزى الممتاز ، الذى تنطلق النسخة ال27 يوم الجمعة 10 أغسطس المقبل، وذلك بعد النجومية الباهرة لمحمد صلاح فى الموسم الماضى مع ليفربول، والتى ضمنت له الوجود بين ال10 الكبار للفوز بجائزة الأفضل فى العالم، بالإضافة لانتقال النجم الجزائرى رياض محرز إلى حامل اللقب فريق مانشستر سيتي، بصفقة تعد الأبرز فى تاريخ اللاعبين العرب، وكذلك وجود الدولى المصرى محمد الننى مع فريق أرسنال، وبجانب هذا الثلاثى الذى يلعب لأندية القمة، بوجود 4 عرب آخرين، وهم رمضان صبحى مع فريق هيديرسفيلد تاون، والجزائرى إسلام سليمانى مع نيوكاسل يونايتد، والدولى المغربى رومان سايس مع فريق وولفرهامبتون، والتونسى يوهان بن علوان مع فريق ليستر سيتي.
كما يشهد الدورى الإسباني، الذى تنطلق نسخته رقم 88 فى الثامن عشر من شهر أغسطس المقبل، توج برشلونة بلقبه فى العام الماضى، وجود 10 لاعبين عرب، مع 6 أندية مختلفة، ولكن جميعها من أندية الوسط، وذلك بعد رحيل أشرف حكيمى المتوج بدورى أبطال أوروبا مع ريال مدريد، الذى يعد واحدا من أبرز الأسماء العربية الصاعدة التى عرفت طريق التألق أخيرا، إلى فريق بورسيا دورتموند الألماني، على سبيل الإعارة، حيث يلعب كل من الجزائرى رياض بودبوز ومواطنه عيسى ماندى والمغربى زهير فضال مع فريق ريال بيتيس، كما يضم فريق ليجانيس السعوديين يحيى الشهرى ومروان عثمان، بالإضافة للمهاجم للمغربى نبيل الزهر، كما يلعب المغربى سفيان بوفال مع سيلتا فيجو، ومواطنه فيصل فجر مع خيتافي، وحارس مرمى منتخبهم ياسين بونو مع فريق جيرونا، والسعودى فهد مساعد المولد مع ليفانتي.
وفى الدورى الإيطالى والذى ستبدأ منافساته يوم 19 أغسطس، يعد النجم المغربى مهدى بن عطية واحداً من أبرز الخماسى العربى الذى سيظهر فى الكالتشيو فى موسم 2018/2019، نظرًا لدوره الكبير الذى لعبه الموسم الماضى فى فوز الفريق ببطولة الدوري، وهو ما جعله اللاعب العربى الوحيد الذى نجح فى الفوز ببطولة الدورى الإيطالى والألمانى معًا، بعد أن حقق لقب البوندسليجا من قبل مع فريق باير ميونخ، كما يأتى فى المرتبة الثانية الجزائرى الدولى فوزى غلام، والذى قدم دورًا مهمًا ومحوريًا مع فريقه نابولى للحصول على وصافة الدوري، والصعود لدورى الأبطال، برفقة مواطنه آدم وناس، كما يلعب المغربى مهدى بوربيعة فى فريق ساسولو، والعراقى على عدنان كاظم أودينيزي.
كما تنطلق النسخة 56 من الدورى الألمانى لكرة القدم فى 24 أغسطس، بوجود 5 لاعبين عرب أبرزهم الدولى أشرف حكيمى مع فريق بورسيا دورتمند، والفلسطينى أمير الفلاحين مع فريق فرايبرج، والجزائرى إسحاق بلفوضيل مهاجم فيردر بريمن، ومواطنه نبيل بن طالب مع فرى شالكة برفقة المغربى أمين حارس.
كما يعد الدورى الفرنسى الأكثر حضورًا للاعبين العرب، ما بين الدوريات الخمسة الكبري، حيث يوجد 25 لاعبًا عربيا فى هذا الدوري، الذى تنطلق نسخته ال81 فى الحادى عشر من شهر أغسطس المقبل، ولكن جميعهم يتواجدون فى أندية الوسط، حيث تخلو أندية المقدمة من اى اسم عربى باستثناء المدافع الدولى التونسى أيمن عبد النور الذى يلعب مع فريق مارسيليا وصيف الدورى الأوروبي، وواحد من أبرز وأعرق الأسماء فى الأندية الفرنسية، وتنحسر الجنسيات العربية فى تلك البطولة على 3 دول هى الجزائر وتونس والمغرب، حيث يوجد 9 لاعبين من الجزائر، و8 من تونس والمغرب، فيما يعد فريق ديجون الأكثر تعاقدًا مع لاعبين عرب حيث يتواجد بين صفوفه 5 لاعبين.
وبجانب الدوريات الخمسة الكبرى يظهر أكثر من نجم عربى فى دوريات أوروبية مختلفة نجحت فى أن تفرض نفسها فى المواسم السابقة مع أنديتها، ومن المنتظر لها أن تستمر فى هذا التألق، أبرزهم الجزائرى ياسين براهيمى مع فريق بورتو البرتغالي، والمغربى حكيم زياش مع أياكس أمستردام الهولندي، والجزائرى العربى هلال سودانى مع نادى دينامو زغرب الكرواتي، وفى الدورى التركى والنجم المصرى محمود تريزيجيه مع قاسم باشا، والمغربى نبيل درار مع فنربخشة، والمصرى الدولى عمرو وردة الذى حصل على جائزة أفضل لاعب محترف فى الدورى اليوناني.