على الطريقة الإنجليزية .. فضيحة كبرى تطيح بنائب رئيس الاتحاد الإفريقى يوما بعد الآخر.. يتأكد للجميع أن ساحة الرياضة الإفريقية والعالمية عائمة على بحر من الفساد، تلك هى الحقيقة العارية التى تتكشف لنا دائما بين الحين والآخر . بعد أن استيقظ العالم أجمع، على فضحية قضايا الفساد الكبرى التى هزت الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، وأطاحت برئيسه، السويسرى جوزيف بلاتر، ورجاله الفاسدين، ومنهم من عوقب بالسجن، ومنهم من لا يزال رهن التحقيقات. ولأن فساد الرياضة وتحديدا كرة القدم أصبح مثل الفيروس اللعين، فقد أصابت عدواه الاتحاد الإفريقى للعبة "الكاف"، الذى تتكشف فضائحه يوما بعد الآخر، وكانت البداية بسقوط الأسد العجوز، الكاميرونى عيسى حياتو، رئيس "الكاف" السابق، الذى سقط على خلفية فضيحة التلاعب فى حقوق بث مباريات البطولات التى ينظمها الاتحاد. والجديد، كان الكشف عن فضيحة فساد جديدة، أسفرت عن سقوط عدد من حكام الكرة فى القارة السمراء على خلفية ثبوت تورطهم فى جرائم مشينة تتعلق بإدارتهم المشبوهة للعديد من المباريات والتلاعب فى نتائجها بعد الحصول على رشاوى. والغريب أن الكشف عن تلك الفضيحة، تم بذات الطريقة التى تم الكشف بها عن فضيحة مدرب منتخب إنجلترا السابق سام ألادريس، الذى تورط فى الحصول على رشوة بقيمة 400 ألف جنيه أسترلينى، وهى الفضيحة التى كان بطلها صحفيا إنجليزيا انتحل شخصية رجل أعمال، وورط المدرب فى فضيحة الرشوة، حيث كان بطل الفضيحة الإفريقية صحفيا غانيا يدعى أنس أريمياو أنس، نجح على مدار عامين فى الكشف عن فضائح عدد كبير من حكام الكرة فى القارة السمراء، وإثبات تلقيهم لرشاوى، وهى الفضيحة التى أطاحت برئيس الاتحاد الغانى والذى يشغل فى ذات الوقت منصب نائب رئيس الاتحاد الإفريقى .. وكشف الصحفى الغانى عن كل تفاصيل ووقائع كل حالات الرشوة من خلال فيلم وثائقى بعنوان "العدد 12" . وبعد ثبوت وقائع الرشوة، قام الاتحاد الإفريقى بالإعلان عن معاقبة 11 حكما بالإيقاف، ومنهم من تم شطبه نهائيا مثل الحكم المساعد الكينى ماروا رانجى، الذى تم إيقافه مدى الحياة فى قضية رشوة بقيمة 600 دولار، قبل أن يضطر للاعتذار عن المشاركة فى مونديال روسيا الحالى.. إلى جانب إيقاف 11 حكما آخرين لحين الانتهاء من التحقيق معهم فى الخامس من الشهر المقبل. وعلى خلفية تلك الفضيحة الكبرى، قام وزير الشباب والرياضة فى غانا إسحق أسياما بحل اتحاد الكرة فى بلاده، بعدما كشف التحقيق الصحفى السرى عن تورط رئيس الاتحاد ومسئولين آخرين فى فضيحة فساد مالى، طالت أكثر من 100 من الحكام والمسئولين الأفارقة، وتم تصوير رئيس الاتحاد الغانى والنائب الأول للاتحاد الإفريقى "كاف" كويسى نيانتاكى، وهو يتقاضى 65 ألف دولار نقدا من صحفى متخف ادعى أنه رجل أعمال من منطقة الشرق الأوسط، ويسعى للاستثمار فى مجال كرة القدم فى البلاد.. بعدما قام فريق عمل الفيلم الوثائقى بدعوة نيانتاكى إلى فندق باهظ التكاليف، وأخبروه بأنه سيلتقى رجل أعمال ثريا يرغب فى الدخول فى صفقة لرعاية اتحاد كرة القدم الغاني.. وبعد المفاوضات وقع نيانتاكى صفقة الرعاية على أن يتم تخصيص جزء من العائد لشركة يمتلكها. وقال وزير الإعلام الغانى، مصطفى عبد الحميد إن الحكومة قررت حل اتحاد كرة القدم بعد يوم من ظهور مسئولين منهم نائب رئيس الاتحاد فى فيلم وثائقى وهم يتلقون رشاوى..وجاء بيان الحكومة الغانية كالتالي: "حكومة غانا تعرب عن صدمتها من مقاطع الفيديو التى صدرت أخيراً عن الرشوة والفساد فى اتحاد غانا لكرة القدم".