تحقق حلم ورؤية الرئيس الكازاخي، نور سلطان نزارباييف بعد مرور 20 عاما من تأسيس العاصمة الحديثة للدولة «أستانا» وهو الرئيس الذى يتولى المنصب منذ استقلال كازاخستان عن الاتحاد السوفيتى عام 1991 حيث كان إنشاء "أستانا" يعد من بنات أفكاره وحلمه الأهم، الذى عمل على تغيير كازاخستان بشكل جذرى وتحويلها إلى دولة قوية اقتصاديا ومستقرة سياسيا وشريك دولى مسئول لتلعب دورا مهما فى السلام والأمن والازدهار بالعالم. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد أعلن فى عام 2016 عندما زار كازاخستان ضمن جولة آسيوية شملت اليابان وكوريا الجنوبية عن عزم مصر الاستفادة من تجربة بناء العاصمة «أستانا»، التى تعتبر نفس فكرة العاصمة الإدارية الجديدة، وقال السفير الكازاخى بالقاهرة أرمان إيساغالييف ل الأهرام العربى على هامش احتفالية للسفارة الكازاخية بالقاهرة إننا اليوم ننقل تجربنا إلى الشقيقة مصر فى بناء العاصمة الإدارية الجديدة، وتم دراسة ذلك فى عام 2016 حينما زار الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس الوزراء الحالى ووزير الإسكان آنذاك الدكتور مصطفى مدبولى أستانا لدراسة ونقل الخبرة الكازاخية فى هذه التجربة الفريدة، مشيرا إلى أن "أستانا" أصبحت مدينة الجمال وأشهر العواصم العصرية فى الوقت الراهن، وأصبحت جسرا ممتدا بين الشرق الغرب وفى ظل الاحتفال بمرور 20 عاما على إنشائها تظهر العاصمة الجديدة بكل تطوراتها وحداثتها، فهى مدينة تحقق فيها حلم رئيس وطموح شعب نحو التقدم والازدهار .
وأوضح أن أستانا أكثر المدن نموا فى العالم، وأنها مشروع عمرانى ناجح ومن حيث النمو السكانى والتنمية العمرانية، فقد ازداد سكان العاصمة وازدادت الاستثمارات إلى 20 ضعفاً وعلى مدار 20 عاما الماضية لم تكن أستانا مركزا ثقافيا أو سياسيا أو اقتصادياً لجمهورية كازاخستان المستقلة فحسب بل كانت منصة دبلوماسية استقبالية لصنع السلام الدولي، وكانت حاضنة للقمم المهمة للأمن والتعاون الدولى والعديد من القمم الأخرى، كما يعقد فى أستانا كل ثلاثة أعوام مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية والذى يسهم بكل فاعلية فى تعزيز الحوار فى كل الأديان والحضارات بهدف تحقيق السلام والعدل وإرساء الأمن فى القرن الحادى والعشرين، كما توفر أستانا ساحة للمفاوضات الهادفة لوقف العنف فى سوريا بما يعرف الآن بين الخبراء بعملية أستانا، معربا عن أمله أن تثمر الجهود الدولية عن استعادة السلام فى أقرب وفت على الأراضى السورية، كما جرت مناقشة الجهود التى تقوم بها أستانا لحفظ السلام خلال أعمال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باعتبار كازاخستان عضوا غير دائم لمجلس الأمن الدولي.
وأضاف أن أستانا أصبحت مركزا لإطلاق مبادرات التعاون الاقتصادى واسع النطاق، مثل الحزام الاقتصادى وطريق الحرير، كما شهدت على توقيع إنشاء الاتحاد الاقتصادى الأوراسي، واستضافة القمة الأولى لمنظمة التعاون الإسلامى للعلوم والتكنولوجيا، والتى تم خلالها إصدار الوثيقة الشاملة لإعلان أستانا تحت عنوان "العلوم والتكنولوجيا والابتكار لتحديث العالم الإسلامي، كما تتم مناقشة أهم القضايا التى تشغل العالم وتطرح الأفكار لأجل حلها، كما تم تدشين بنك يوارنيوم منخفض التخصيب التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية ولذلك نرى أن كازاخستان بوصفها البلد الأكثر تأثرا من التجارب النووية والتى تخلت عن رابع أكثر ترسانة نووية، يمكنها أن تسهم فى عالم خال من الأسلحة النووية.