المستشار الإعلامى للرئيس التونسى يتمنى الهزيمة لكل المنتخبات العربية احتفالية النسر تشعل أزمة حرب فى دول البلقان
لم تمنع التحذيرات الرسمية التى أطلقها الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" قبل انطلاق المونديال بعدم خلط الرياضة بالسياسة، من حدوث أزمات كبيرة شغلت الرأى العام فى عدد من البلدان، وجعلت الكثير من القيادات السياسية وحكومات بعض البلاد من إعلان احتجاجها الرسمى، على خلفية حدوث غضب شعبى . كانت البداية قبل أكثر من أسبوع، بتقديم الاتحاد السعودى لكرة القدم، شكوى رسمية إلى الاتحاد الدولى "فيفا"، يتهم خلالها قناة "بى. إن سبورت" الرياضية القطرية باستغلال امتلاكها لحقوق بث مباريات بطولة كأس العالم، المقامة حاليا فى ضيافة روسيا، فى منطقة الشرق الأوسط لبث رسائل سياسية تهدف للإساءة للمملكة العربية السعودية وقياداتها، وذلك فى إطار التحريض وإثارة الكراهية بين الجماهير والشعوب فى المنطقة، وامتدادًا لتجاوزات هذه الشبكة المستمرة وتوظيفها لأغراض سياسية بعيدة كل البعد عن الرياضة". وأشار الاتحاد السعودى فى الشكوى التى أرسلها ل «فيفا» إلى التعاطى الإعلامى السياسى المرفوض، الذى قامت به القناة بعد مباراة المنتخب السعودى ونظيره الروسى فى افتتاح المونديال من قبل مقدميها ومحلليها ونقادها، وهو ما يتنافى مع قوانين الاتحاد الدولى التى تشدد على وجوب النأى بالرياضة عن السياسة. وكان عدد من معلقى القناة القطرية قد شنوا هجوما حادا على السعودية، على خلفية قيام المملكة بالتصويت لصالح الملف الأمريكى لتنظيم مونديال 2026 على حساب المغرب، واتهم المعلقون السعودية بالخيانة العظمى للعروبة. ودعا الاتحاد السعودى الاتحاد الدولى فى شكواه إلى اتخاذ العقوبات اللازمة والمشددة تجاه القناة القطرية وإلغاء حقوق النقل حماية للنظام، وتجنيبًا لاستغلال الرياضة فى أهداف سياسية مغرضة تشوه اللعبة وتضرب فى أخلاقياتها.
مستشار الرئيس .. وتغريده الهزيمة ومن السعودية، إلى تونس، حيث فوجئ الشعب التونسى قبيل خوض منتخب بلاده «نسور قرطاج» مباراته الأولى فى المونديال أمام إنجلترا، والتى خسرها المنتخب العربى 1/2 بتغريدة مثيرة عبر حسابه الشخصى على «تويتر» كتبها محمد هنيد، المستشار الإعلامى للرئيس التونسى السابق، المنصف المرزوقى، تمنى فيها هزيمة منتخب بلاده، تونس وبقية المنتخبات العربية.. وقال هنيد: "حتى لا يحتفل اللصوص وأبناؤهم وتتحول الوطنية الكاذبة رقصا فى الشوارع ويهيج الشعب البائس الفقير بسبب كرة الجلد"، على حد تعبيره" . فى حين خرج مقربون من المرزوقى للنأى بأنفسهم عن تغريدة هنيد، معبرين عن أسفهم "بأن هنيد كان ضمن الفريق الرئاسي، فى يوم من الأيام".. ورد أحد المدونين على فيس بوك على هنيد قائلا: "من قال إن الشعوب لا تحتاج إلى أفيون لتخفيف آلام الحياة على هاماتها؟"، فى إشارة إلى التأثير البالغ لكرة القدم لتهدئة خواطر مجتمع بأسره.
أزمة احتفالية النسر وعادت السياسة للعب بمنتهى القوة فى المونديال الروسى، بعد أن انتفضت أوروبا على وقع احتفالية النسر، وهو ما دفع الاتحاد الدولى للإعلان عن القيام بإجراءات تأديبية بحق لاعبى المنتخب السويسرى شيردان شاكيرى وجرانيت تشاكا، على خلفية احتفالهما "السياسي" بعد التسجيل فى مرمى صربيا خلال لقاء الفريقين فى مونديال روسيا.. وتحويل هزيمة منتخب بلديهما إلى فوز 2/1 . وما إن سجل شاكيرى هدف الفوز، حتى توجه نحو المشجعين الصرب، ووضع يديه على صدره بشكل معاكس، راسما شارة "النسر المزدوج" الأسود اللون، رمز ألبانيا والذى يتوسط علمها الأحمر، وسبقه إلى ذلك مسجل الهدف السويسرى الأول، تشاكا الذى تعود أصوله أيضا إلى كوسوفو. وأثارت طريقة الاحتفال غضب الجماهير الصربية، حيث تعد الإيماءة رمزا لشعار الحركة الألبانية ضد صربيا خلال حرب دول البلقان، التى اشتعلت فى تسعينيات القرن الماضى بين كوسوفو ومقدونيا وألبانيا ضد صربيا. وتجدر الإشارة إلى أن اللاعبين الاثنين هما من أصول من كوسوفو، التى أعلنت استقلالها عن صربيا فى عام 2008، ولم تعترف صربيا باستقلال كوسوفو، ولا تزال حالة التوتر قائمة بقوة بين الجانبين. وبما أن "فيفا" يمنع الرسائل والشعارات السياسية فى الملاعب، قرر فتح إجراء تأديبى بحق اللاعبين، وكذلك الأمر بحق مدرب صربيا ملادن كرسييتش، الذى طالب بإحالة الحكم الألمانى فيليكس بيرتش الذى أدار اللقاء إلى محكمة جرائم الحرب فى لاهاي، لأنه تغاضى عن ركلة جزاء لصالح منتخب بلاده . كما فتح "فيفا" إجراءات تأديبية بحق الاتحاد الصربى لكرة القدم، بسبب تصرفات جمهوره الذى أطلق صافرات الاستهجان خلال عزف النشيد السويسرى وبحق شاكيرى ورفع الشعارات السياسية والمهينة خلال المباراة. ومن جانبه، ومدافعا عن نفسه، أكد السويسرى شيردان شاكيرى أن احتفاله بهدف الفوز الذى سجله لمنتخب بلاده فى شباك نظيره الصربى، كان عاطفيا فقط ولم يقصد به تعبيرا سياسيا. وقال شاكيرى المولود فى كوسوفو : أعتقد أنه فى كرة القدم، تكون العاطفة حاضرة دائما. ويمكنكم رؤية ما حققته (هدف الفوز) وأعتقد أن الأمر لم يكن أكثر من تعبير عن عاطفة..كنت سعيدا للغاية بتسجيل هذا الهدف. ليس أكثر. وأعتقد أنه لا يفترض بنا الحديث عن هذه الأمور الآن. ومن جانبه، قال فلاديمير بتكوفيتش، المدير الفنى للمنتخب السويسري، إنه لا يزال يفضل الفصل بين الرياضة والقضايا السياسية..وصرح قائلا: يمكننى تكرار ما قلته بالفعل، لا يفترض الخلط بين كرة القدم والسياسة... من الواضح أن العاطفة تحضر، وهكذا تحدث الأمور. وأضاف: أعتقد أننا جميعا بحاجة إلى الانفصال فى كرة القدم عن السياسة، وعلينا التركيز على هذه الرياضة كلعبة جميلة وشيء يجمع بين الناس. وعلى نفس الدرب سار ملادن كرستاييتش المدير الفنى للمنتخب الصربى، الذى رفض الحديث بشأن أزمة احتفالية النسر، وقال فى تصريحاته للصحفيين: ليس لدى أى تعليق. لا أتعامل مع هذه الأمور، إننى رجل أعمل وأركز بالرياضة وسأظل كذلك.
بانانيا تفتح ملف العنصرية وعاد معلقو قناة "بى إن سبورت" الرياضية القطرية لتفجير أزمة جديدة، فبعد توجيه اتهامات الخيانة العظمى للسعودية، فجر معلق فرنسى أزمة جديدة فاتحا ملف العنصرية، الذى أغضب شعب نيجيريا، عندما استخدم مصطلح "بانانيا" فى حديثه عن أحد اللاعبين النيجيريين فى مباراة أيسلندا تلميحاً. ووصف الفرنسى جريجوى بيرزلي، معلق "بى. إن. سبورت"، نديدى لاعب الوسط النيجيري، بطريقة عنصرية قائلا فليعطه أحد بانانيا، وهو مشروب يعود تاريخه إلى عام 1914 ويرتبط بالاحتلال الفرنسى لدول وسط القارة السمراء. وكانت السلطات الفرنسية تمنح الجنود الأفارقة الذين شاركوا فى الحرب العالمية الأولى، وعددهم يقارب 200 ألف جندى مشروب "بانانيا". ولم يعلق الاتحاد النيجيرى لكرة القدم حتى الآن على الحادثة، فيما كتب نديدى عقب المباراة على تويتر"من أجل 80 مليون شخص" متجاهلاً الوصف العنصرى الذى وصفه به معلق القناة القطرية.. وأغضب التعليق عددا من المغردين فى موقع "تويتر"، حيث قام أحدهم بانتقاد المعلق "لأن نديدى يحتاج إلى بعض الطاقة، يأتى المعلق ويقول يجب عليه أن يشرب بانانيا"، وهاجم مغرد نيجيرى القناة القطرية عندما قال: لماذا تهاجم "بى إن" بعض المنتخبات بشكل قبيح وغير مبرر، بينما لا تفعل المثل مع منتخبات أخرى؟. واعتذرت القناة القطرية عن الوصف الذى أطلقه المعلق الفرنسى بيرزلى باعتذار، قالت فيه: "نأسف للوصف الذى صدر من أحد المعلقين تجاه لاعب نيجيريا، ونتمنى ألا يكون قد سبب إزعاجاً لأحد". واستغرب مراقبون مبادرة "بى. إن. سبورت" للاعتذار عن الوصف العنصرى الذى أطلق تجاه اللاعب النيجيري، فيما كابرت ورفضت تقديم اعتذار فى حالات سابقة.