فى يوم الخميس الثانى من أكتوبر عام 2014 أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى قرارا رئاسيا بتعيين الدكتور أسامة الأزهرى، مستشارا دينيا ليكون ضمن الهيئة الاستشارية لرئيس الجمهورية السيسي، وبعدها تم تعيينه عضوا بمجلس النواب المصرى بقرار من رئيس الجمهورية، ولقى القرار ترحيبا كبيرا فى الشارع المصرى لما يتمتع به العالم الشاب من قبول الجميع وطرحه خطابا دينيا هادئا يحظى بقبول واسع عند مختلف الفئات العمرية والمجتمعية فى مصر. المتابع لخطاب الأزهرى يجده متمسكا بالثوابت دون تشدد على عكس الذى يطرحه مشايخ الجماعة السلفية، وبعض التيارات الإسلامية الأخرى، كما أنه يطرح رؤى ناضجة تصلح للبناء عليها وتكون نواة الخطاب الدينى المجدد الذى يطالب به الرئيس السيسى منذ تولى رئاسة الجمهورية. الأزهرى الذى ولد فى مدينة الإسكندرية، فى يوم الجمعة 18 رجب 1396 ه - 16 يوليو 1976 م. وانتقل مع عائلته إلى بلدة أبيه فى محافظة سوهاج، فى صعيد مصر، المعروف بتقاليده المحافظة، وكثرة حفاظ القرآن الكريم، به مع سيادة جو علمى أصيل، ضارب بجذوره فى أعماق التاريخ الإسلامي، إلى جانب توافر التعليم الأزهرى الرسمى وغير الرسمى فيه، والمحبة البالغة التى يكنها أهل هذا الإقليم والتقدير الذى يبدونه للعلماء، وخصوصاً الأزهريين منهم. وهناك اعتنى والده بأن يحفظ القرآن الكريم، وأن ينتظم فى صفوف الدراسة الأزهرية، وشجع ما قد رأى منه من استعداد للتلقي، ونهم للمطالعة والقراءة، وشغف بالعلم والعلماء، والنظر فى سيرهم ودراسة تراجمهم، وعزوفه عن تضييع وقته، فيما اعتاد أقرانه فعله من لعب ولهو، مع كثرة ترحاله إلى القرى القريبة والبعيدة، طلبا لمجالسة العلماء وأصحاب الاهتمامات العلمية على اختلافها، وكان والده كثير الدعاء له بأن يرزقه الله العلم. وقد حصل الأزهرى على ليسانس أصول الدين والدعوة الإسلامية من جامعة الأزهر، وعمل معيدًا فى قسم الحديث بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية فى فرع جامعة الأزهر بأسيوط، ثم حصل على درجة الماجستير فى الحديث والدعوة الإسلامية، ثم الدكتوراه من كلية أصول الدين عام 2011، وعمل أستاذًا فى علم الحديث بجامعة الأزهر. وهو الآن مدرس مساعد بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بالزقازيق. درس عددا من العلوم الشرعية وغيرها دراسة حرة على عدد من العلماء الكبار المتخصصين، فى علوم: الحديث، والتفسير، وأصول الفقه، والمنطق، والنحو، والعقيدة وغيرها، وحصل على الإجازة من أكثر من ثلاثمائة من العلماء أصحاب الإسناد، من أقطار إسلامية مختلفة. تشرف بالملازمة والمرافقة لعدد من علماء الأزهر الشريف المعمور، ثم عدد من أكابر علماء الشام، واليمن، والمغرب العربي. كانت بداية العلاقة التى تربطه بالرئيس السيسى عندما اعتلى منبر الخطابة أمام الرئيس، فى حضرة شيخ الأزهر الشريف ووزير الأوقاف، ليلقى خطبة الجمعة، ولاقت خطبته استحسان الجميع من حيث العلم والأسلوب والهدوء الذى تميز به الأزهري. والأزهرى أحد المنادين بإحياء المنهج الأزهرى، ويرى أنه السبيل الوحيد للتصدى إلى التشدد والفتاوى المضللة والتيارات المتشددة التى أضحت سببا رئيسيا فى هدم الدول وحضارتها، وساعدت على نشر الفوضى والإرهاب فى المجتمع. وتبنى الأزهرى للفكر الوسطي، جعل البعض ينظر إليه على أنه الشخصية المنقذة لبعض مفاهيم الدين وعلوم الحديث من اتهامات بعض المشايخ أو من يسمون أنفسهم مجددين من تصدروا الشاشات بحجة التصدى لتنقيح التراث الدينى دون علم أو بحث حقيقى، هو ما أوضحه الأزهرى فى مواضيع كثيرة وأحاديث أكثر. ويدرك الأزهرى قيمة أن الساعى نحو تجديد الخطاب الدينى لن يجد الطريق ممهدا لذلك، إلا إذا بدأ بنفسه أمام من يسعى لمخاطبتهم وإقناعهم بالعلم السليم والصحيح. وانتقد أسامة الأزهرى الأطروحة الفكرية لجماعة الإخوان، وقال إنها تدعو للعنف والتطرف والقتل، بل إنها تتشابه فى أحيان كثيرة مع أفكار تنظيم داعش الإرهابى الذى يعتمد فى الأساس على أفكار جماعة الإخوان للقيام بمزيد من الأعمال الإرهابية، وقطع الرؤوس وتفجير الميادين وتخريب البلاد وإزهاق الأرواح. وقال الأزهري، إن الله تعالى حذر من احتساب الشهداء موتى. وذلك بمناسبة ذكرى يوم الشهيد، والذى يتزامن مع ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض، خلال حرب الاستنزاف، وأضاف الأزهرى - فى خطبة الجمعة بمسجد المشير طنطاوى بحضور الرئيس السيسي، اليوم: «إنى لأقف مع حضراتكم موقف الاندهاش من هذا التدخل الإلهى الممجد لتعديل المفهوم واستقامته»، مضيفا أن الله قال فى القرآن الكريم: «ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ». وأوضح أن تفسير «ولا تحسبن» تعنى إياك أن تظن أو تُخدع أن من قُتِلْ فى سبيل الله تعالى صار ميتًا.