إصابة عمر رفاعى سرور المكنى "أبوعبدالله المصرى" قاضى القاعدة الجيش الليبى يقتل المئات من عناصر الجماعات الإرهابية
درنة الليبية مدينة جبلية تقع على ساحل البحر المتوسط في شمال شرق ليبيا ، يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب سلسلة من تلال الجبل الأخضر، ويشطر المدينة مجري الوادي إلى شطرين، وهذا الوادي يسمى وادي درنة وهو أحد الأودية الكبيرة، ويبلغ عدد سكانها نحو 80.000 نسمة.
ولقد تغنى الشعراء بجمال درنة وبخضرتها النامية وظلالها الوارفة وبمائها العذب وهوائها العليل، كما أشادوا بكرم أهلها ورقة طباعهم.
وخلال الثورة الليبية على نظام القذافى اتخذ تنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة من المدينة مقرا له بقيادة "سفيان بن قمو" أحد أهم عناصر القاعدة وكان السائق الخاص لأسامة بن لادن، لتصبح مركزا لتجمع وتدريب العناصر الإرهابية من كل التنظيمات وإعادة تصديرهم إلى سورياوالعراق وباقى مدن ليبيا، لتخرج المدينة بالكامل من سيطرة الدولة الليبية ويمنع إجراء الانتخابات وينشئ المحاكم الشرعية وتقطع الرقاب، ويغتال كل وطنى رافض لسيطرة التنظيمات المتطرفة، ومع بزوغ نجم تنظيم الدولة "داعش" فى سورياوالعراق بدأ التنظيم ينقل عددا من قياداته إلى درنة ويتحالف مع باقى التنظيمات ليعلن درنة فى أكتوبر 2014 أول إمارة إسلامية تبايع أبو بكر البغدادى أمير التنظيم فى العراق.
وتصبح مركزا مهما للتنظيم فى إفريقيا وتحتضن عددا من التنظيمات الأخرى أشهرها تنظيم «المرابطون» بقيادة الإرهابى المصرى هشام عشماوى ويكلف الإرهابى عمر رفاعى سرور المكنى "أبو عبدالله المصرى" قاضياً شرعياً للمدينة.
فالمدينة التى تقع على مقربة من الحدود الغربية المصرية، أصبحت مركزا لعدد من العمليات الإرهابية فى الداخل المصرى منها عملية الواحات 1 وعملية المنيا وعملية الواحات2 الإرهابية.
فكان رد القوات المسلحة المصرية باستهداف مراكز تدريب ومراكز وجود لقيادات "مجلس شورى درنة" بضربات جوية أكثر من ثلاث مرات مختلفة خلال 2015 حتى الآن. ولكن بدأ خلاف بين تنظيم داعش من جانب وتنظيمات أنصار الشريعة والمرابطين التابعين لتنظيم القاعدة وتحالف جميع التنظيمات التابعة للقاعدة ضد تنظيم الدولة "داعش" واستطاعوا أن يسيطروا على المدينة لتنسحب عناصر داعش متوجهين إلى مدينة سرت فى إبريل 2016، لتبقى ميليشيا "أبوسليم" والتى تعد جميع عناصرها من الليبيين للسيطرة على المدينة ومعهم الحلفاء من تنظيمات تقودها عناصر إرهابية أجنبية وعربية على رأسهم هشام عشماوى المكنى " أبى عمر المهاجر"، الضابط السابق بالقوات المسلحة، فهو المتهم الأول فى كبرى العمليات الإرهابية التى شهدتها مصر بدءًا من «مذبحة الفرافرة»، مرورًا بمحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد إبراهيم، وانتهاء باغتيال النائب العام، المستشار هشام بركات.
و«هشام عشماوى» هو المتهم التاسع بين 200 متهماً محالين إلى المحاكمة الجنائية فى قضية «أنصار بيت المقدس»، لاتهامهم بتنفيذ 52 عملية إرهابية فى مصر. حيث رصدت الأجهزة الأمنية المصرية، أنه سافر عبر مطار القاهرة إلى تركيا فى 27 إبريل 2013 ومنها تسلل إلى سوريا ليشارك الجماعات الإرهابية فى الحرب ضد النظام السورى، ليسافر مرة أخرى عبر تركيا إلى مطار بنينا بمدينة بنغازى فترة سيطرة الجماعات الإرهابية على المدينة عام 2014 ويستقر فى مدينة درنة يشرف على تجهيز وتدريب عناصر تنظيمه الجديد فى ذلك الوقت تنظيم "المرابطون" المنتمى لتنظيم القاعدة.
أما رفيقه الإرهابى عمر رفاعى سرور المكنى ب "أبو عبدالله المصرى" فقد صرح اللواء سالم الرفادى آمر عمليات غرفة "عمر المختار" العسكرية بالجيش الليبى إصابته إصابات بالغة.
عمر رفاعى سرور المكنى ب " أبوعبدالله المصرى" يعد أحد أهم قيادات تنظيم القاعدة فى مدينة درنة ويشغل منصب القاضى الشرعى للتنظيم. يعد سرور شريكاً للإرهابى هشام عشماوى فى تأسيس تنظيم "المرابطون" ويشغل منصب المفتى الشرعى لجميع التنظيمات والجماعات الإرهابية داخل ليبيا. وبإصابة عمر رفاعى سرور داخل مدينة درنة يفقد تنظيم القاعدة أحد أهم قادته كما أعلن الجيش الليبى.
كما قام الجيش الليبى بقتل أعداد كبيرة من عناصر الجماعات الإرهابية الليبية الجنسية أشهرهم "الشوبكى" أحد قادة ميليشيا "أبوسليم" ، ويسيطر على جميع منافذ الجبل الأخضر المطل على الجزء السكنى من المدينة، وهى مساحات شاسعة أكثر من 400 كيلو متر، وتستمر القوات المسلحة الليبية بجميع أفرعها من قوات برية وجوية وبحرية فى التقدم بجميع المحاور وتطويق الجماعات الإرهابية التى اتخذت من الأحياء السكنية والمدنيين دروعا بشرية فى محاولة لإطالة أمد المعركة.
كما علمت «الأهرام العربى» خلال وجودها فى الحدود الإدارية لمدينة درنة وبالتحديد داخل غرفة "عمر المختار العسكرية" ومن مصادر عسكرية داخل غرفة عمليات "الكرامة" الموجودة بمنطقة الأبرق، أنه تم مقتل أمير تنظيم جماعة أنصار الشريعة فى درنة الإرهابى الليبى عصام سعد حرير الملقب (عصام عزايز). بعد إصدار الأوامر من القائد العام للجيش الليبى المشير خليفة حفتر يوم 7 مايو الحالى ببدء العملية العسكرية، بدأت قوات الجيش الليبى بالهجوم على منطقة الفتايح أعلى الجبل على تخوم المناطق السكنية، ثم تلاها تحركات يوم 10 مايو بجميع محاور المدينةالشرقيةوالغربية (محور الفتايح والمسول) شرق درنة، (محور الحيلة جنوب وجنوب شرق درنة)، (محور الظهر الأحمر جنوب غرب درنة)، (محور عين ناره غرب درنة) ، بجانب المحور الساحلى.
ومع الضغط العسكرى قامت العناصر الإرهابية بتفجير كوبرى الشلال بمنطقة وادى الشواعر لمنع تقدم قوات الجيش بمنطقة الفتايح، ومع استمرار القوات الجوية باستهداف تمركزات العناصر الإرهابية بدرنة، أسفرت إحدى الضربات عن مقتل المتطرف عصام سعد بالحرير أمير تنظيم جماعة أنصار الشريعة بدرنة، ليبسط الجيش الليبى سيطرته على جميع المناطق الجبلية المتاخمة للأحياء السكنية، فى ملحمة جديدة لمواجهة ودحر الإرهاب.