أكد سفير مصر لدى أرمينيا السفير، طارق معاطي، أن الجالية الأرمينية بمصر، كان – ولا يزال- لها دور كبير وإيجابي في الحياة المصرية، في مختلف النواحي الثقافية والفنية والتجارية، موضحا أن "الأرمن" برعوا في مجالات التجارة والأعمال اليدوية والفنون المختلفة، وساهموا بشكل كبير في تطور مصر اقتصاديا وثقافيا على مدى القرنين الماضيين. جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير طارق معاطي، خلال أعمال المؤتمر الذي نظمه معهد الدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم الوطنية في أرمينيا بالعاصمة يريفان اليوم، والذي تناول العلاقات العربية- الأرمنية، و تزامن انعقاده مع الذكرى السنوية الثالثة بعد المائة لمذابح الأرمن، حيث شارك عدد من الأكاديميين المصريين والأرمن، وبحضور عدد من المسئولين الأرمن ومجموعة من السفراء المعتمدين لدى أرمينيا. وأوضح السفير طارق معاطي، أن الجالية الأرمينية ما زالت تلعب دورا كبيرا في مصر، لافتا إلى أن من بينهم الأدباء والسياسيين والفنانين ورجال الأعمال البارزين، مؤكدا أن "الوجود الأرميني" في مصر تميز بأنه بناء ومساهم، فضلا عما يتميز به الأرمن من كونهم جالية مسالمة "فلم أسمع طيلة حياتي عن حدوث مشاكل من هذه الطائفة". وأشاد السفير معاطي بالموقف الأرميني الداعم للقضايا العربية والمناهض للجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أن مصر ومؤسساتها المختلفة، حريصة على تدعيم أواصر الصداقة بين مصر وأرمينيا. من جانبه، قال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في أرمينيا الدكتور جاسم محمد القاسمي، إن الأرمن كان لهم دور فعال وبارز في نهضة الإمارات، وأن مساهمتهم كانت مؤثرة وإيجابية منذ أن قدموا من دول سوريا ولبنان والعراق. ولفت إلى أن العلاقات العربية – الأرمينية توطدت في الآونة الأخيرة، خاصة وأن "الأرمن" لديهم عادات وتقاليد إيجابية، حيث شاركوا في بناء مدارس والعديد من المراكز الثقافية، ولديهم كنيسة بإمارة الشارقة. ومن جهته، أكد رئيس الهيئة الوطنية للجالية الأرمينية بمصر أرمين مظلوميان، الأدوار الإيجابية التي تضطلع بها الجالية في تدعيم أواصر العلاقة بين الشعبين، وذلك من خلال الزيارات المتبادلة، مثل زيارة الوفود الصحفية والإعلامية والباحثين والفنانين من الجانبين المصري والأرميني، مشيرا إلى أهمية دور الإعلام والفن في تدعيم العلاقات، خاصة وأن الفن يعتبر من أهم طرق التواصل والحوار بين الشعوب. وقالت الباحثة بمعهد الدراسات الشرقية، أراكس باشايان، إن العلاقات الأرمينية – المصرية تتسم بالعمق والقوة، مشيرة إلى أن "الأرمن" داخل مصر كان من بينهم المهندسون ورجال الأعمال والفنانون والحرفيون، وكانوا جزءا أصيلا من المجتمع المصري منذ عهد محمد علي باشا، وأن انتشارهم كان بكل الدول العربية والخليجية، حيث استطاعوا أن ينشئوا مؤسسات تعليمية متميزة. ومن جانبه، أكد الأكاديمي والباحث السياسي عاطف السعداوي مدير تحرير مجلة "الديمقراطية" الصادرة عن مؤسسة الأهرام، أن مصر من بين الدول التي فتحت أبوابها لأبناء الشعب الأرميني، ووفرت لهم ملاذا آمنا وحياة كريمة من المذابح وجرائم الإبادة التي ارتكبت ضدهم، وسرعان ما اندمج الأرمن الناجون في المجتمع المصري، خصوصا في القاهرة والإسكندرية. وأضاف السعداوي، أن الكثير من الأرمن برعوا في مجالات التجارة والأعمال اليدوية والفنون المختلفة، وظهر منهم نجوم ساطعة في السينما والمسرح والصحافة، حيث أثروا الحياة الثقافية والفكرية في مصر بشكل ملفت، ولعبت الجالية الأرمينية دورا مهما في تطور مصر السياسي والاقتصادي والثقافي، وهو الأمر الذي انعكس إيجابيا وأدى إلى تميز العلاقة بين البلدين سواء في جانبيها الشعبي والرسمي. وقال كرم سعيد سكرتير تحرير مجلة "الديمقراطية" والباحث في الشئون التركية، إن الإبادة الجماعية للأرمن لا تقتصر على المذابح التي وقعت ضدهم عام 1915، وإنما هي سلسلة ممتدة منذ عام 1896 مرورا بمذابح جرت عام 1909 ثم مذابح الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى. وأضاف سعيد، أن هناك تحديات في العلاقات العربية – الأرمينية، من بينها ضعف التبادل التجاري بين الطرفين، فضلا عن غياب الاهتمام المطلوب بالقضايا الخاصة بكل طرف، بالإضافة إلى تحد آخر يتمثل في تطور آفاق ومستقبل العلاقات العربية – الأرمينية.